العيسى: نحن بحاجة إلى إعادة النظر في التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة

السعودية

أحمد بن محمد العيسى
أحمد بن محمد العيسى


كشف وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن وزارته اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان جودة المناهج الدراسية، والعمل على الانتقال من التعليم التقليدي إلى منهج قائم على الكفاءة، إضافة إلى وضع لجنة تقييم التعليم إطاراً ومعايير عامة للمناهج الدراسية، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها المملكة على توفير مرجع للتطور المستقبلي المتسق لجميع البرامج المدرسية. مشيراً إلى أن التقليد المتمثل في نقل المعارف القائمة ببساطة لم يعد كافياً، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة.

جاء ذلك خلال مشاركته أمس الاثنين 1439/3/23ھ في حفل جائزة يدان العالمية، كمتحدث رئيس في الحفل الذي يقام لأول مرة في هونغ كونغ بحضور الحاكمة الإدارية لهونغ كونغ وما يقارب ٤٠٠ شخصية عالمية تعليمية.

وقال وزير التعليم في كلمته: " يشرفني أن أكون هنا بين هذه المجموعة من المتحدثين البارزين الذين كرسوا حياتهم المهنية لتحسين التعليم في المناطق عبر العالم، ونحن متفقون جميعاً أن أثمن الموارد لدى الدول هي قدرات شعوبها، لذا يجب أن يكون الاستثمار الأمثل لتلك القدرات أشمل وأوسع مما هو عليه في معظم الدول ".

وأضاف العيسى: " المملكة العربية السعودية غنية بالثروات الطبيعية الوفيرة التي مكنت البلاد من التطور بسرعة كدولة حديثة، ومع ذلك فإن الاعتماد على هذا المورد الواحد يجعل الاقتصاد ضيق التركيز، وقد اعترفت حكومتنا بذلك وأطلقت أجندة طموحة كما هو مبين في رؤية 2030، التي تهدف إلى خلق اقتصاد متنوع يوفر فرصاً جديدة للجيل القادم ويخلق إمكانيات مستقبل جديدة، وهذا يعني بناء اقتصاد قائم على المعرفة ".

وأكد العيسى أن التعليم أحد أبرز أركان رؤية المملكة 2030 لإعداد الجيل القادم للمستقبل، وتجهيزهم ليس فقط بقاعدة واسعة من المعرفة، ولكن بالمهارات والكفاءات، فالتقليد المتمثل في نقل المعارف القائمة ببساطة لم يعد كافياً، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة.

وأبان العيسى أن وزارة التعليم اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان جودة المناهج الدراسية، والعمل على الانتقال من التعليم التقليدي إلى منهج قائم على الكفاءة، مشيراً بأن هذا التحول يعني جهداً كبيراً لإعادة توجيه ودعم المعلمين الذين سيتغير دورهم في الصف الدراسي بشكل كبير، مبيناً أن التعليم تتعامل في هذه المرحلة المبكرة مع شركاء دوليين كالرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار (نايك) في الولايات المتحدة لاكتساب خبرة إضافية في تنمية الطفولة المبكرة من أجل تصميم المناهج والمعايير بشكل مناسب، وكذلك توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التعليم في المملكة ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لاستكشاف الفرص، وزيادة تعميق التعاون في تصميم وتنفيذ التعليم بهدف تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية، إضافة إلى قيام لجنة تقييم التعليم بوضع إطار ومعايير عامة للمناهج الدراسية، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها المملكة على توفير مرجع للتطور المستقبلي المتسق لجميع البرامج المدرسية.

وأوضح العيسى أن المملكة تحقق تقدماً مهماً في دمج التعلم الرقمي، وهي إستراتيجية من شأنها أن تشجع المزيد من التعلم التفاعلي من خلال الألعاب وأشرطة الفيديو والكتب المدرسية التفاعلية، مما سيساعدنا على تهذيب المهارات التقنية لأطفالنا في سن مبكرة.

وتناول العيسى في كلمته تمكين المرأة في المملكة، وتقديم التعليم البدني والصحي للفتيات، وإضافة دورات للتعليم و التوعية بالقيادة الآمنة للفتيات ضمن برامج الجامعات النسائية، مشيراً إلى إدراك المسؤولين في المملكة للأهمية الحيوية لتحسين التعليم المهني، وإضافة خيارات التعليم المهني في المرحلة الثانوية، كخيار ومكمل لاكتساب المهارات اليدوية والمهنية إلى المسارات الأكاديمية التقليدية.

وأشار وزير التعليم إلى استثمار حكومة المملكة بشكل كبير في التعليم العالي خلال العقد الماضي من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، كجامعة بحثية عالمية المستوى، مشيراً إلى أن برنامج المنح الدراسية مول الدراسة في الخارج لعشرات الآلاف من الشباب السعوديين في أفضل الجامعات في العالم.

وكان ما لا يقل عن 40 % من الطلاب الذين يحصلون على درجات في الخارج من النساء.

ويمثل هذا البرنامج استثماراً هائلاً في مستقبل المملكة، وقد جهز الشباب السعودي الموهوبون بتعليم ممتاز، وتطور دولي، ومنظور واسع سيكون إسهاما كبيراً في تحقيق أهداف رؤية 2030.

واستطرد العيسى:" إن بلدنا يفخر بجامعاتنا التي تظهر في التصنيف العالمي، ونتوقع من جميع جامعاتنا أن تستجيب لضرورة التغيير من خلال تكييف برامجها الدراسية وطرق التدريس لإعداد الخريجين لسوق العمل المتغيرة بسرعة.

ونحن ندرك أن جميع الخريجين يحتاجون إلى مستويات عالية من الكفاءة التقنية جنباً إلى جنب مع القدرة على توظيف المعرفة من مجموعة واسعة من التخصصات الأكاديمية.

وأردف: سيحتاج شبابنا إلى أن يكونوا قادرين على التحليل والتفكير المتعدد التخصصات، ولا تعالج النماذج التقليدية للتعليم العالي هذه الأهداف الحاسمة بشكل جيد دون التزام جميع مؤسساتنا بذلك، وسيحتاج سوق العمل لدينا إلى التكيف أيضاً والتحول من كونه "مستهلكاً لخريجي الجامعات" إلى شريك في المؤسسة التعليمية من خلال الانخراط مع الجامعات بطرق جديدة وسيكون لأرباب العمل أيضاً دور مهم من خلال إدماج المزيد من النساء في القوى العاملة على مستويات تتناسب مع مواهبهم وإعدادهم ".

وفي سياق متصل عقد الدكتور العيسى ضمن برنامجه العديد من اللقاءات التليفزيونية والحوارات الصحفية مع صحف عالمية وصينية مهتمة بالجانب التعليمي، تركزت حول المبادرات النوعية لتطوير التعليم عبر برنامج التحول الوطني، وتدريب المعلمين في الخارج عبر برنامج خبرات، وبوابة المستقبل، والتحول الرقمي في المناهج، والمدارس المستقلة، وبرنامج الابتعاث، والتعليم ما قبل المدرسة، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في التعليم، وتطوير كليات التربية، ومدى تطبيق التربية البدنية للطالبات.

وتأتي مشاركة وزير التعليم في هذه الجائزة التي تعد أكبر جائزة دولية في مجال التعليم بالعالم، بعد منحها للسيدة ڤيكي كولبرت لعملها الدؤوب في تطوير التعليم في المناطق النائية في أنحاء العالم وبالأخص كولومبيا، كما منحت الجائزة أيضاً في مجال الأبحاث في التعليم للبروفيسورة كارول دويك من جامعة ستانفورد لأبحاثها في الدراسات النفسية للطلاب.