رسالة تسامح عربية وحوار ترفعها الإمارات العربية المتحدة

عربي ودولي

متحف اللوفر
متحف اللوفر



تعجز الكلمات عن وصف متحف اللوفر وردود الفعل التي يثيره، فهو متحف لا يفوّت، عظيم وفخم وساحر؛ من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا.

هذا المشهد الساحر يشد الزائر الى المشهد الجميل الذي ربط بين اللوفر الفرنسي ودولة الامارات التي كانت من أبرز الدول التي اشتهرت بهندسات معمارية وصفت بالأفخم والأضخم في العالم.

فالزيارة الى فرنسا، تتيح للجميع اكتشاف قصر ومتحف اللوفر والتعرف عليه، وكيف تحول القصر إلى متحف يحيط بالقصر ويعود تاريخه إلى القرون الوسطى كما يعطي لمحة عامة الطابق الاول في المتحف عن المجموعات المتنوعة التي يزخر بها المتحف وايضاً الطابق الثاني فهو مخصص لمستجدات المتحف.

يشعر الزائر بالسعادة بزيارة المتحف وخاصة انه يحمل هذا المسار الاستكشافي لمتحف اللوفر اسم القائد العربي صاحب السمو المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمة الله مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة، تقديراً للرعاية الاستثنائية التي قدمتها الإمارات الخير والعطاء لمتحف اللوفر.

من هنا تأخذنا المشاعر الى اكتشاف اكثر للمتحف والتعرف عن دور دولة الامارات العربية الرائدة بالثقافة والفن العالمي، فدور دولة الامارات العربية المتحدة يولد الفخر لكل عربي، إذ إن المساهمة الثقافية من دولة الامارات العربية المتحدة السخية لتطوير متحف اللوفر هي خدمة مباشرة لجميع العرب ورسالة ثقافية فنية إنسانية للتأكيد لدول العالم، بأن العرب هم رواد الحفاظ على التاريخ وشغفهم الثقافي والفني والعالمي ليسا له حدود.

ان القيادة الحكيمة في دولة الامارات العربية المتحدة جسدت أفكار والآمال مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتبني المساهمة في تطوير متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية، وإنشاء أول متحف عالمي في المنطقة العربية “أبوظبي”، ينفرد متحف اللوفر في أبوظبي بسعيه إلى تسليط الضوء على أوجه التشابه بين الحضارات والثقافات المختلفة لنشر ثقافة التسامح والاعتدال وتقبل الآخر من مختلف أنحاء العالم.

كما انه في تشرين الثاني ٢٠١٧، شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح متحف اللوفر الجديد في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة والذي تجاوزت تكلفة إنشاؤه مليار دولار.

واستغرق بناء متحف اللوفر الجديد 10 سنوات، وهو يضم نحو 600 عمل فني دائم العرض، بالإضافة إلى 300 عمل أعارتهم فرنسا للمتحف بشكل مؤقت. ويقدم المتحف أعمالا وقطعا فنية تجسد التاريخ والدين تم جمعها من شتى أنحاء العالم. ووصفه الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه “جسر بين الحضارات”، مضيفا “أولئك الذين يدّعون أن الإسلام يسعى لتدمير الديانات الأخرى كاذبون”.

وأعلنت أبو ظبي وفرنسا تفاصيل المشروع في عام 2007، وكان من المقرر الانتهاء منه وافتتاحه في عام 2012، لكن تأخرت الإنشاءات بسبب تراجع أسعار النفط وكذلك الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في 2008.

وارتفعت التكلفة النهائية للمشروع من 654 مليون دولار عند توقيع العقد، لتصل إلى أكثر من مليار دولار بعد الانتهاء الفعلي من جميع الإنشاءات.

وبالإضافة إلى تكلفة الإنشاء، تدفع أبو ظبي مئات الملايين من الدولارات لفرنسا نظير استخدام اسم متحف اللوفر، ومقابل استعارة القطع الفنية الأصلية لعرضها وكذلك الاستشارات الفنية التي تقدمها باريس.

وقام المهندس العالمي جان نوفيل بتصميم متحف اللوفر أبوظبي بأسلوب عصري فريد، حرص فيه على استخدام لغة مستقاة من الثقافة الإماراتية لينتمي المشروع إلى محيطه الثقافي، قبة ضخمة غير اعتيادية تظل المتحف وتسمح بتسلل الإنارة النهارية إلى داخلها عبر فراغات مدروسة بها، فيذكرنا المنظر من تحتها بظلال سعف النخيل. ولم يكتفِ المصمم بإعادة بناء متحف تقليدي شبيه بباقي المتاحف الشهيرة حول العالم، التي كانت قد بنيت في قرون مضت فيكون اجتراراً للماضي، وإنما أراد هو والقائمون على المشروع إضافة بعد جديد ملهم للتجربة الإنسانية داخل المتحف؛ حيث يلتقي الناس ويتحاورون حول الفن.

وتبقى الامارات سيدة ولؤلؤة العالم؛ فهي الدولة المنفتحة على كافة الثقافات، والمحبة للمعرفة والاندماج الحضاري.