قطر وإسرائيل.. حكاية علاقة دولية بطعم التطبيع (وقائع)
دائمًا تتخلى قطر عن القضية الفلسطينية، وتلجأ للتطبيع مع الكيان الصهيوني دون النظر إلى الخلاف الواقع بين دولة الاحتلال والعرب، إلا أنها تضع مصلحتها الشخصية فقط أمام أعينها في كل وقت، دون النظر إلى مصالح المنطقة العربية والشرق الاوسط.
إنطلاق التطبيع مع إسرائيل
بدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتحاه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، وقامت قطر بفتح مكاتب تجارية إسرائيلية في عام 1996، واستمرت حتى عام 2000 حيث أغلقت رسميا إثر إندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
فترة من الانقطاع العلني
في عام 2010، قدمت قطر مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، التي كانت انقطعت فترة قليلة لاستضافة قطر لمؤتمر يدعم إلى قطع العلاقات، ثم سرعان عرضت قطر على إسرائيل السماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل قطر لارسال مواد البناء والأموال إلى قطاع غزة للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية، على ان تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديره لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط إلا أن إسرائيل رفضت الشرط، ولكن ظلت هناك علاقة سرية بين الدولتين وليست علانية.
ترحيب بمشاركة إسرائيل بالمونديال
وعندما مُنحت قطر شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 أعلنوا عن السماح لإسرائيل بالمشاركة في البطولة إذا حققت متطلبات التأهل.
آخر أشكال التطبيع
وعقب قطع العلاقات مع قطر، زار 4 إسرائيلين الدوحة كدليل آخر على تطبيع الدوحة، وهم: يانيف حليلى الصحفى بجريدة يديعوت أحرونوت، الذى أشاد بحفاوة استقباله فى الدوحة وتحدث عن سوق "واقف"، وأورلى أزولاى مراسلة الجريدة نفسها، التى وصفت قطر بأنها "لاس فيجاس" الشرق، وانتقدت المقاطعة العربية وتباكت أثرها القوى على الإمارة.
ثالث الإسرائيليين الذين استضافتهم الدوحة رسميا، أنريكه تسيمرمان، وهو صحفى، واستضافه مسؤول قطرى رفيع المستوى ومقرب من تميم بن حمد داخل منزله، على هامش مؤتمر اقتصادى أُقيم بالدوحة، والرابع هو أرئيل مارجليت، عضو الكنيست الإسرائيلى السابق، الذى تغنى بالانفتاح القطرى خلال مشاركته فى إثراء المستقبل الاقتصادى للشرق الأوسط فى الدوحة.
نقطة التحول في علاقة الدولتين
واعتبر مؤسس ورئيس أول مكتب تمثيل إسرائيلي في الدوحة، سامي ريفيل، أن انقلاب يونيو 1995، الذي أطاح فيه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة والده من سدة الحكم، وتولى فيه - أي حمد - شؤون الإمارة، هو نقطة التحول التاريخية في علاقة إسرائيل بقطر.
ويلمح الدبلوماسي الإسرائيلي إلى الربط بين وصول أمير قطر حمد بن خليفة إلى الحكم، عبر الانقلاب على أبيه، وتحسن العلاقات القطرية الإسرائيلية فور تنفيذ الانقلاب وبسرعة لافتة، تؤشر للعلاقة بين الحدثين. ويكشف صعوبة إقامة علاقات قطرية غير رسمية، كأمر يواجهه الإسرائيليون في أي مجتمع عربي، لكنه يشيد بالصحبة والمساعدة التي حظي بها من مسؤولين كبار في قصر الأمير القطري،
ووزارة الخارجية القطرية، وشركات قطرية كبرى، وأولئك الذين فتحوا بيوتهم وخيامهم أمام الإسرائيليين، على حد تعبيره.
اعتراف قطري بالتطبيع
وفي وقتًا سابق، قال المسئول القطرى البارز محمد العمادى، مبعوث دولة قطر للوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" مع موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، إنه على اتصال دائم بالمسئولين الإسرائيليين ومن بينهم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية فى المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال يواف مردخاى.
وشدد العمادى فى أول حوار له مع وسيلة إعلام إسرائيلية على أن الدوحة تربطها علاقات وثيقة بمع مسئولين أمنيين رفيعى المستوى بالجهات الأمنية الإسرائيلية المختلفة.