كلمة "أبو الغيط" فـي اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث مكافحة الإرهاب

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته فـي اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث سبل تعزيز المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، إن اجتماع اليوم هو رسالة تضامن مع مصر ومساندة كاملة لها في الحرب الضروس التي تخوضها ضد التنظيمات الإرهابية.


وجاءت نص الكلمة كما يلي:
سعادة السفير رئيس المجلس
السادة السفراء المندوبون الدائمون
اجتماعنا اليوم هو رسالة تضامن مع مصر ومساندة كاملة لها في الحرب الضروس التي تخوضها ضد التنظيمات الإرهابية. لقد أدنا الحادث الإرهابي الجبان في مسجد الروضة بشمال سيناء، وتقدمنا بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا. إن هذا الحادث الأليم مثلَّ بتفاصيله البشعة المجردة من كل معاني الإنسانية، هزةً للضمير المصري والعربي، بل والعالمي .. وهو في نفس الوقت جرس إنذار للجميع، بأن خيال الشر لدى هذه الجماعات الضالة والمنحرفة لا يلبث أن يتجاوز في كل يوم مستويات جديدة وغير مسبوقة في الوحشية والإجرام.

إن تنظيمات الإرهاب، وكما صار واضحاً للجميع، تعمل بشكل متضافر فيما بينها عبر المنطقة العربية، والأقاليم المجاورة لنا .. ولا يُمكن التصدي لمخططاتها سوى باستجابة جماعية، وعمل مُنسق متواصل على المستوى العربي .. إن المنظومة العربية في مُجابهة الإرهاب واجتثاثه تحتاج إلى دعمٍ وتحديث وتمكين، لتصير أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية في صورها المختلفة والمستجدة .. إن هذه التهديدات تُغير طبيعتها وتبدل أدواتها وأساليبها بشكل متسارع للتعامل مع الضغوط المفروضة عليها.. ويتعين على المنظومة العربية مواكبة هذه التحديات الجديدة، بل واستباقها على كل المستويات؛ الأمنية والمالية والقضائية والإعلامية.

إنني أدعو مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب لمواصلة عملهما الهام بهدف تفعيل الآلية التنفيذية للاتفاقية العربية لمُكافحة الإرهاب الموقعة عام 1998 .. كما أدعو إلى تعزيز الجهود القائمة بالفعل من أجل إنشاء شبكة التعاون القضائي العربية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.. وأدعو مجلس وزراء الداخلية العرب إلى النظر في إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمُقاتلين الإرهابيين الأجانب، وبحيث يجري تداول هذه البيانات بصورة شفافة بين الدول العربية .. فالنجاح في التصدي لظاهرة الإرهاب  سترتفع أسهمه مع تعزيز هذه الشبكات على المستوى العربي من أجل تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية، وتجفيف منابع تمويلها، وتحديد حريتها في العمل والحركة عبر الحدود، وحرمانها من أية ملاذات آمنة.

إن الإرهاب كله مدانٌ لا نُفرق بين جماعاته وفرقه، ولا نميز بين أشكاله وصوره.. وكل من يعطي غطاء فكرياً أو سياسياً للإرهاب، بالتحريض أو نشر الخطاب المتطرف أو الطائفي، هو مشارك في الجريمة الإرهابية ومتواطئٌ في وقوعها.. إن التصدي للظاهرة الإرهابية بصورة شاملة يقتضي نهجاً شاملاً لا يستهدف فقط الجريمة الإرهابية، وإنما الفكر الذي يُمهد لها ويقف وراءها، من خلال حشدٍ متضافر لكافة الجهود العربية المبذولة في مجال مواجهة الفكر الضال والمتطرف.. وبحيث تصب هذه الجهود في بوتقة واحدة، ويكون لها الأثر المطلوب في دحر خطاب التطرف والعنف في كافة الدول العربية.

إنني أجدد التضامن مع مصر في معركتها مع الإرهاب، وأقف احتراماً للشهداء الذين يسقطون من مصر، ومن كافة البلدان العربية المنخرطة في هذه المعركة الشريفة من أجل تخليص بلادنا من هذه الآفة الخطيرة التي تُمثل التهديد الأكبر لمجتمعاتنا في المرحلة الحالية .. وثقتي أننا جميعاً – بوحدتنا وجهدنا الجماعي- قادرون على دحر الإرهاب واجتثاثه من تربتنا العربية بإذن الله."