جيهان السنباطى تكتب : فاض الكيل ... كفانا مليونيات
منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتى الان ونحن فى الربع الأول من عام 2013 نبتلى أسبوعيا بما يسمى ( المليونيات ) , والتى كانت فى أول الأمر يتم التنظيم لها لتكون فى يوم الجمعة عقب صلاة الظهر بما أنه يوم عطلة رسمية لمعظم المصريين وفرصة للتعبير عن رأيهم بما لايؤثر على حركة العمل والانتاج , ثم اصبحت كل أيام الأسبوع متاحة لأن ينظم فيها تلك المليونيات بغض النظر عن أنها ايام عمل رسمية يجب أن ينصب اهتمامنا فيها بالدرجة الأولى على القيام بواجبنا تجاه وطننا حتى يمر من أزمته الحالية , وللأسف تناسى الشعب المصرى العظيم خلال العامين الأخيرين خلال مناداته بالحرية والديمقراطية أنه كما ينبغى عليه أن يمارس حقه فى التعبير عن رأيه وممارسته للحياة السياسية ومطالبته بحياة أفضل فعليه أيضا أن يعى أن عليه واجبات يجب القيام بها .
لست ضد التعبير عن الرأى فمن الطبيعى جدا أن نختلف لأن كل منا له تفكيره ومنطقه , ومن الجميل أن نكون يد واحدة وتتوحد أراءنا ونعبر عنها فى وقتها بأى الطرق حتى وان كانت المليونيات هى الوسيلة المستخدمة لطرح هذا الرأى , ولكن عندما تكون تلك الوسيلة تمثل خطرا على بلادنا وتعرضه للهلاك والموت البطىء فهنا لابد من وقفة لمحاسبة أنفسنا .
فهل تعلمون أنه منذ قيام الثورة وحتى الأن تم تنظيم مائة مليونية كلفت الدولة أكثر من 320 مليار جنية !! وهل تعلمون أن توقف عجلة الانتاج بسببها قد أدى الى اغلاق 4550 مصنعا , و ارتفاع معدل البطالة في مصر خلال الربع الأخير من العام الماضي 2012 ليسجل 3.5 مليون عاطل ما نسبته 13 بالمائة بزياده قدرها 162 ألف عاطل بنسبة 4.8 بالمائة عن الربع الثالث من العام الماضي وبارتفاع قدره 1.2 مليون عاطل عن الربع الرابع من عام 2010، أي ما يبلغ 50 بالمائة في السنتسن الأخيرتين حسب ما أورده تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهذا نتيجة تباطؤ الأنشطة الاقتصادية بشكل عام خلال تلك الفترة مما تسبب أيضا فى ارتفاع معدلات الفقر إلي 25.2% خلال عامى (2010،2011) مقابل 21.6 % في الفترة مابين ( 2008-2009) بحسب تقارير الأمم المتحدة , هذا بالاضافة الى تدني دخل السياحة، الذي بلغ في عام 2011 نحو12.8 مليار دولار، حيث تم إلغاء 85%، من الحجوزات للعام الحال و تراجع الاستثمارات الأجنبية من 14.1 مليار دولار في عام 2008 إلى صفر في العام الحالي، لتصبح مصر بذلك دولة طاردة للاستثمارات .
فهل مازال هناك عقلاء يدركون خطورة مانحن فيه ؟؟ ومانحن مقبلون عليه لامحالة ؟؟؟ أدعوكم شعب وطنى الحبيب أن تعودوا الى العمل والانتاج وأن تفكروا ألف مرة قبل أن تقرروا تكرار مسلسل الاعتصامات والاحتجاجات الفاشلة والتى أصبحت تأتى بنتائج عكسية وتخلى عنها كثيرا من مؤيدينها بعد ادراكه مدى ماتسببه من اضرار على المواطن المصرى بكافة طوائفه ومستوياته الاجتماعيه والمادية خاصة والمجتمع بكامله عامة , كما يجب علينا أن نلتزم بترشيد استهلاكنا بما لايقل عن 50% من المعدل الطبيعى للاستهلاك حتى تمر أزمتنا بسلام أن شاء الله ,وفقنا الله جميعا لمايحبه ويرضاه وسدد على الخير خطانا وأصلح حالنا وحال أمتنا أمين يارب العالمين .