بداية نهاية الإنقلابيين.. كيف كانت ردود الأفعال تجاه أحداث اليمن؟

تقارير وحوارات

علي عبدالله صالح
علي عبدالله صالح


عقب دخول  المواجهات المسلحة بين حليفي الحرب في صنعاء، جماعة الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اليوم السبت مرحلة اللاعودة، مع انزلاق الوضع إلى حرب شوارع استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، تباينت ردود الفعل من بعض المسئولين حول هذه القضية الشائكة، مؤكدين أنه صراع متوقع، فيما وصفه آخرون بالخطوات المشبوهه.
 
وسيطرت القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، على مدينتي ذمار وإب بشكل كامل، وأيضا على البنك المركزي ووزارة المالية، وذلك من أجل تشكيل مجلس عسكري بقيادة "طارق" ابن شقيقه- حسب ما أفادت قناة "العربية"- اليوم السبت-.

ودعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، العسكريين بعدم الانصياع لأوامر جماعة "أنصار الله" وتنفيذ أوامر قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه فقط، متعهدا بالحوار مع دول الجوار بعد وقفها لإطلاق النار وفك الحصار.

وقال صالح في كلمة بثتها قناة "اليمن اليوم": "الحوثيون" قاموا بعدوان سافر على حزب المؤتمر الشعبي العام، وقياداته، وقواته، فهم يقومون بتصرفات حمقاء ويجندون الأطفال الصغار ويرمون بهم في المعارك.
 
صنعاء العروبة تنتفض
وصف السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر، على الحرب الدائرة في شمال اليمن، بانتفاضة حيث دون: "صنعاء العروبة تنتفض".

واضاف"آل جابر" : "صنعاء تنتفذ ضد مليشيات إيران الحوثية , مردفا .. الإيمان يمان والحكمة يمانية , وصنعاء عربية".
 
نثق بإرادةالمؤتمر الشعبي بالعودة إلى المحيط العربي
فيما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، عن ثقته في إرادة قيادة وأبناء حزب المؤتمر الشعبي العام، في اليمن، للعودة لمحيطهم العربي.

ونقلت قناة "العربية الحدث" بيانا للتحالف العربي، ذكر "نثق بإرادة قيادات وأبناء المؤتمر بالعودة إلى المحيط العربي"، موضحا "قيادات المؤتمر والشعب اليمني عانوا من التنكيل والتهديد بالقتل".
 
صراع متوقع
قال الدكتور محمد على مارم، سفير اليمن لدى القاهرة، إن ما يحدث من صراع بين طرفي الانقلاب داخل اليمن ـ الحوثيين وأنصار على عبدالله صالح ـ كان متوقعا، فتحالف الشيطان ضد الدولة ومؤسساتها من قبل الحوثي وصالح مبنى على المصالح الشخصية وأطماع لكل منهما دون الالتفات لمصلحة اليمن والشعب اليمنى، فكل طرف يتقدم به الأثر إلى كسر العظم وقتل من عائلة الطرف الاخ، لضمان السيطرة على النصيب الأكبر من الدولة.
وأكد "مارم"، في تصريحات صحفيه له اليوم،  أن قوات الحوثيين سترحل قريبا من صنعاء بعد أن أثارت مشاعر كل يمنى باعتدائها السافر على مسجد صالح ، لذا لن يتم السماح لهم بالاستمرار.
 
 
حزب المؤتمر هو اليمن الحقيقى
من حانبه رأى أحمد الجار الله، رئيس تحرير جريدة السياسية الكويتية، أن حزب المؤتمر الشعبي التابع للرئيس اليمني السابق عبد الله صالح، هو اليمن الحقيقى وليس الحوثيين، مشيرا إلى أن هناك استغراب بين الوطنين إلى اتفاق بينهم، وذلك بعد أن تجددت المواجهات المسلحة، مساء أمس، ووقوع المزيد من الضحايا بعد فشل المفاوضات بينهما.

وكتب أحمد الجار الله، عبر حسابه على موقع التغريدات تويتر:" حزب المؤتمر هو اليمن الحقيقى وليس أنصار الشيطان الحوثيين ".

وأضاف الجار الله: "كان هناك كل الاستغراب من الوطنيين في المنطقه عن هذا الاتفاق بين صالح والحوثيين، والذي توقع له العارفين ببواطن الأمور أن تكون هذه نهايته، اليمنيين لن يسمحوا ببيع اليمن لإيران من خلال عملائها الحوثيين الدمويين".
 
خطوات مشبوهه
وصف عبدالملك الحوثي، زعيم ميليشيا الحوثيين، الخطوات التي يقوم بها حزب الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح، بالمشبوهة.

ووجه "الحوثي"حديثه للرئيس المخلوع قائلا:" أدعو صالح إلى "الكف عن التهور اللامسؤول"، والتحلي بالمسؤولية والتعاون مع مؤسسات الدولة للحفاظ على الأمن ودرء الفتنة، مضيفًا: إذا أصرت ميليشيات على عبدالله صالح على التهور فعلى الجميع التعاون لضبط الأمن".

وتابع زعيم ميليشيا الحوثيين، في كلمته: لم نر منكم لا رجل ولا شرف عندما قام عبدربه باقتحام المسجد القناة التابعة له وكنتم كالأرانب، وأين حرصكم على الوطن والأمن والاستقرار عندما تثيرون الفوضى والعدو يستهدف البلد".
 
بداية نهاية الإنقلابيين في اليمن اقتربت
فيما قالت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها اليوم إن ما بني على باطل فهو باطل، وهذا هو حال شريكي الانقلاب في اليمن، فتلك الشراكة التي أدخلت اليمن في متاهات ثالوث الفقر والجهل والمرض، وفرضت عليه تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تستخدم اليمن وسيلة للوصول إلى أهدافها التوسعية غير آبهة بالمآسي التي يعيشها الشعب اليمني.

وأضافت الصحيفة، أن الاشتباكات التي حصلت بين فريقي الانقلاب في صنعاء تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن شراكتهما كانت هشة إلى درجة الانكسار، وأن كلاً منهما استخدم الآخر ليصل إلى أهدافه التي هي في نهاية الأمر تخدم الأهداف الإيرانية لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، فالمشروع الانقلابي لم يكن وطنياً بأي حال من الأحوال بل كان مشروعاً تدميرياً استهدف مقدرات اليمن والشعب اليمني من أجل الوصول إلى السلطة دون أن يضع مصلحة اليمن العليا ضمن حساباته، وهذا أمر واضح للعيان، فمعدلات الفقر والجهل والمرض ازدادت في المنطقة التي يحتلها الانقلابيون مما يعطينا دلالة أن الشعب اليمني لا يعني للانقلابيين سوى أنه شعب مغلوب على أمره يحكمونه بالحديد والنار.

وأكدت الصحيفة، أن الاشتباكات بين الانقلابيين تعني أن بداية نهايتهم قد اقتربت، وأن الأمر قابل للاشتعال أكثر فأكثر، فما جمعهما سوى هدف الوصول إلى السلطة، والآن بدا الخلاف على من يملك القوة والنفوذ حتى يخضع الآخر، وكلاهما يعتقد أنه الأقوى والأجدر بالاستيلاء على اليمن والتحكم في شعبه ومقدراته.