عون: "الفكر الإرهابي هو فكر شمولي يناقض حق الاختلاف"

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية

طالب الرئيس اللبناني ميشيل عون من روما، باصلاح التعليم ومكافحة الفقر ومنح المرأة حقوقها والاصلاحات الديمقراطية في دول حوض البحر الابيض المتوسط لمواجهة الاصولية والارهاب، مؤكدا أن الفكر الإرهابي هو فكر شمولي، يناقض حق الاختلاف ويبيح قتل الآخر المختلف، لا بل يدعو لذلك، وينفذ.

وأضاف "عون"، امام ملتقى الحوار الاورومتوسطي في روما، اليوم الخميس: "حذرت منذ العام 88 من ان الاصولية تشكل تهديدا للإسلام وللمسيحية على حد سواء، وان منطقة الشرق الأوسط مهددة بالارهاب والعنف وستنتقل الى أوربا، ولكن تحذيراتنا لم تلق إذنا صاغية، لأن أحدًا لم يرد الإصغاء، فإن كان المتضررون من الإرهاب كثرًا فإن المستفيدين منه كثر أيضًا، ولا إرهاب يكبر ويتمدد ويقوى من دون دولٍ راعية".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه إختار موضوع الارهاب للحديث أمام الحوار الاورومتوسطي، متابعا: " بدا الارهاب مع تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية لحركات إسلامية تقاوم الغزو السوفيتي في افغانسان وولدت هناك القاعدة التي انقلبت على صانعها وفجرت البرجين".

ونوه بأن هناك عوامل عدة تتضافر وتمهد الطريق لنشوء الإرهاب، أولها نظام تعسفي، بديمقراطية مزيفة او ديكتاتورية معلنة، لا يجد فيه المواطن فسحة للتعبير أو إمكانية لتغيير السلطة بالطرق الديمقراطية، معطوفًا على الفقر والحاجة والجهل ثم فكر متطرف وتعصب يحرك الغرائز ويقتل العقل ويشل المنطق ويقدم الحلول الوهمية فيسهل التطويع، ثم دولة، أو دول، تستغل كل هذا فتموّل وتدعم، وتستولد إرهابًا جديدًا بمسمى جديد، وتستخدمه لتحقيق مصالحها عبر ضرب دول أخرى، باقتصادها، بأمنها، باستقرارها غير آبهة بالعذابات التي قد تسببها لشعوبها".

وأكد "عون"، أن هذه هي المعادلة النموذجية لقيام التنظيمات الإرهابية. ولكن، المعادلة أياها تقول إن آلات الدمار تلك قد تخرج عن السيطرة وتبدأ بالضرب خبط عشواء، لافتا إلى أن هذا ما حصل بالضبط مع الإرهاب الحالي، فقد بدأ نشاطه الإجرامي في بعض الدول العربية التي عصف بها ما سمي بـ"الربيع"، ولكنه ما لبث أن توسع وامتد ليضرب أوروبا في عمقها، فأصاب مما أصاب باريس ولندن وبروكسيل ومدريد ونيس وميونيخ وكذلك الولايات المتحدة وسواها.