تصريح صادم من إسرائيل عن مصر بعد حادث الروضة الإرهابي: "القاهرة إلى الحالة الأفغانية"
سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الضوء على الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة في مدينة بئر العبد، يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن استشهاد 305 بينهم 27 طفلًا، وإصابة 128 آخرين، في أثناء أدائهم صلاة الجمعة.
الصحيفة قالت إن ذلك قد يعكس خوف تنظيم داعش، من خسارة موطئ قدمه لصالح تنظيم القاعدة في سيناء.
أضافت الصحيفة، في تحليل لكاتبها الصحفي، تسفي بارئيل، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يقف حائرًا أمام المجموعات الإرهابية في بلاده، والتي كثفت نشاطها منذ قدومه إلى السلطة في كل من سيناء والصحراء الغربية، بل امتدت أياديها لتطال أهدافًا حيوية في العاصمة ومدن كبرى.
تابع "بارئيل" أن الجيش المصري، يمتلك أحدث المعدات التي زودته بها الولايات المتحدة، وتعاونه إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية في معركته على أرض سيناء؛ حيث يعتبر تنظيم داعش عدوًا مشتركًا.
واصل "بارئيل"، أن الرئيس السيسي تمكن إلى حد كبير من تدمير أنفاق التهريب بين غزة وسيناء، والتي مثلت لسنوات ممرًا آمنًا لإرهابيي سيناء، وأرسل قوات النخبة إلى شبه الجزيرة، واتفق مع إسرائيل بشأن استخدام سلاح الطيران في المنطقة منزوعة السلاح استنادًا إلى اتفاقات كامب ديفيد. وتعتبر المصالحة بين حماس وفتح عنصرًا مهمًا أيضًا في مكافحة الجماعات المتطرفة، لكن يبدو أن التعامل الأمني وحده لا يكفي للقضاء على الجماعات الإرهابية، لا سيما في شمال سيناء.
أكمل: فلا يزال البعض منهم يعتمد على التعاون مع البدو الذين يزودون الجهاديين بخدمات لوجستية مقابل المال. ويشكل هذا التعاون بديلًا عن الوعود الحكومية بتوفير الوظائف التي لم تنفذ بعد.
استكمل "بارئيل" أن العلاقة بين البدو والحكومة المصرية تتسم بالتوتر، معزيًا هذا إلى اتهام الحكومة للقبائل في سيناء بالعمالة لإسرائيل إبان احتلال الأخيرة لشبه الجزيرة.
وأشار "بارئيل" إلى تسارع وسائل الإعلام المصرية إلى القول إن الهجوم استهدف قبيلة السواركة؛ لأنها زادت من تعاونها مع الحكومة، وكان إمام المسجد، وهو صوفي، قد ألقى خطبة قاسية الأسبوع الماضي ضد تنظيم الدولة. لكن آخرين يرون أن الهجوم ينبع من عقيدة التنظيم أن أي جزء من الإسلام، هو كفر يستوجب القتل.
واختتم "بارئيل"، أن التصوف معترف به في مصر كممارسة دينية مشروعة، وقد حصلت العديد من الطرق الصوفية على تصريح حكومي، بما في ذلك التي في سيناء واستهدفها هجوم يوم الجمعة الماضي، لكن هذه التفسيرات، لا يمكن أن توفر حلًا عمليًا لمحاربة الإرهاب في سيناء، ومع أن "السيسي" أنه صرح بأنه سيضرب تلك الجماعات بقوة غاشمة، وقد دفع على الفور بالقوات الجوية، مدعيًا أنه قتل نحو 30 مقاتلًا من تنظيم الدولة، ومع ذلك يبدو أن الحالة الأفغانية تلوح في مصر؛ حيث تشكل الحرب الدائمة جزءًا من الحياة.