منال لاشين تكتب: مغامرة على الهواء
تقترب صديقتى الإذاعية فادية الغزالى حرب من سن المعاش وترك بيتها الإذاعة، وبمناسبة هذه المناسبة كتبت فادية كلاما راقيا ومؤثرا على صفحتها على الفيس بوك، ولكن اعترف بأننى لم أتمالك نفسى من الضحك لأننى تذكرت موقفا على الهواء مع فادية.
وفادية لمن لا يعلم كانت تخصص وقف عن العمل وإلغاء البرنامج ثم عودته مرة أخرى، حتى إن فادية كفت عن عد المرات التى أوقفت الرقابة والجهات الأمنية برامجها، والسبب إما كلمات فادية نفسها أو آراء ضيوفها الصريحة والمعارضة.
وذات مرة دعتنى فادية لبرامجها للحديث عن تزوير انتخابات مجلس الشعب. وبالطبع لبيت الدعوة ثقة فى فادية ولمعرفتى أن برنامجها مختلف تماما وخارج السيطرة. وكان معى فى البرنامج وزير سابق وقيادى كبير فى مجلس الشعب، قابلنى الرجل فى المجلس وقال لى بتواضع وثقة (حظك انك معايا مفيش زعل) ذهبا معا فى سيارة واحدة الى البرنامج. والرجل (حاطط فى بطنه بطيخة صيفى) بالإذاعة بتاعتهم والبلد كلها، المهم بدأ البرنامج ومنحتنى فادية الوقت الكافى لإثبات تزوير الانتخابات، وأيدت فايدة رأيى وسمحت لى بقراءة بعض جمل من تقارير محكمة النقض. وذلك وسط دهشة بل صدمة وذهول القيادى البرلمانى مما يحدث، وطلعت فادية فاصل لقراءة موجز الأنباء. والرجل بدأ يصرخ ويقول لى دى مش ممكن تكون الإذاعة المصرية، احنا اتخطفنا ورحنا (البى بى سى) ولا ايه؟ وأنا مش قادرة أمسك نفسى عن الضحك. وقلت له: انت ما تعرفش فادية دى شقيقة الدكتور أسامة الغزالى حرب. فازداد ذهوله.
ففى ذلك الوقت كان الدكتور أسامة من قيادات أمانة السياسات التى يترأسها جمال مبارك، ولكن هذه الأسرة الجميلة تتسع لكل الاراء والاختلافات.
المثير أن فادية المغضوب عليها رشحت لإجراء أول حوار إذاعى لجمال مبارك. لانهم حين بحثوا عن الأكثر مهنيا وتصديقا كانت فادية هى الإجابة الصح.
ولم تتخل فادية عن مهنيتها خلال هذا الحوار وكانت النتيجة نوبة جديدة من الغضب عليها.
ليست فادية الغزالى حرب وحدها التى ستفتقد قطعة الحديد الساحرة «الميكرفون»، ولكننى وكل مستمعيها سنفتقد فادية بصوتها الذى يدخل القلب وطريقتها التى تدخل العقل. لم أقل للمذيعة فادية وداعا لأننى أتمنى أن أسمع صوتها عبر اثير الإذاعات الخاصة لمنتشرة فهى تنافس أكثر الشباب حماسا وصدقا.