"الدكش" صانع مراكب الأنفوشي.. "أنا أقدم واحد في المهنة دي" (تقرير فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر




على بعد كيلو مترات محدودة من قلب محافظة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، تقع منطقة الأنفوشي، ببحري، مملكة صناعة القوارب البحرية، واللنشات السياحية، التي تصنع من الألف للياء بسواعد مصرية خالصة، وبمواد محلية، وتتسع لعشرات الإسكندرانية، من ملوك الحرفة، التي باتت مهددة بالانقراض.


يجلس عادل الدكش، المقبل على العقد السادس من عمره، منذ 31 عامًا، ممسكا بأدواته البسيطة، في إحدى الورش، حيث يعمل نقاش معماري للقطع البحرية، يقول الدكش وهو مهمهًا مدخنًا تبغه المحلي: "شغال هنا من سنة 1979، واسمي هنا زي الطبل، وإسكندرية كلها عارفاني، ومشهور بشغلي.. مهنتنا صعبة، ومحتاجة صبر زي الصياد بالظبط، دي أرواح ناس وأمانة في إيدينا مرمية في عرض البحر، الشغل اختلف عن زمان وبقي أسهل". 


يكمل الدكش حديثه: "الشغل زمان كان يدوي ومفيش إمكانيات، وكنا بنسهر بالليالي شغالين في مرحلة واحدة، لكن دلوقتي في ماكينة (درفلة) بالكهرباء، وصواريخ بنشق بيها الخشب، غير الأول كنا بنشتغل بنمشارين".


أولى مراحل صناعة الفلوكة هي تجهيز عمدان خشبية، وتثبيتها، ثم وضع "سراير" وعنابر، والماكينات الخاصة بالمياه والجاز، بتصميم هندسي معين يتناسب مع طبيعة مياه وحركة البحر.


وتتكون مواد الدهان من (زيت، وزنك وسبيداج) في المرحلة الأولى، ثم معجون "لاكيه"، والتبطين، والتلويح في المرحلة الثالثة، ثم إعادة المعجون بعد التلويح والتقفيل، و"الألفطه"، والتبطين، في رابع مرحلة، والوجه النهائي.


يقول "الدكش" إن أصعب مرحلة هي تجهيز العمدان الجديدة، حيث تكون الأخشاب في أولى مراحلها "الأشجار"، وتأخذ وقتًا ومجهودًا كبيرًا.


ويتمنى ملك صناعة القوارب في وجه بحري، أن تعود المهنة إلى سابق عهدها، كما كانت عليه منذ 30 عامًا، وأن تتلقى دعمًا من الدولة، خاصة العاملين بها.