لا للمحاكمات العسكرية : طفل بائع البطاطا المقتول قد اضطر للكذب

أخبار مصر

لا للمحاكمات العسكرية
لا للمحاكمات العسكرية : طفل بائع البطاطا المقتول قد اضطر لل

أصدرت مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين بيان تؤكد فيه أن الطفل عمر صلاح بائع البطاطا الذى تم قتله بمحيط ميدان التحرير قد اضطر للكذب فى هذا الفيديو عن وفاة والده للفوز بفرصة تعليم .

وأضافت المجموعة : لم نتعجب أن يقول عمر: إن والده متوف، فمن يعيش حياة الميدان سيعرف أن هناك مئات من أطفال الشوارع يضطرون إلي الكذب لتجاوز ظروف حياتهم المعقدة وكي تبدو تفاصيها منطقية لنا .

وإستكمل : تماسكت القصة حتي تأكدنا من كون صاحب صورة الطفل المجهول هو بائع البطاطا الذى لا نعرف سوي خبر مقتله .. كان اسمه بائع البطاطا المجهول حتى صباح 13 فبراير، حين بدأت رحلة بحث جديدة بين مستشفي المنيرة والمشرحة، و بعد ظهور الفيديو لم نستطيع أن نعلن أنه هو نفس الطفل.. لكن الطبيب الذى استقبل جثمان الطفل الشهيد لم يتوان لحظة بمجرد أن أطلعناه علي فيديو بائع البطاطا الذى انتشر علي الإنترنت، وقال نعم إنه هو، وفى نفس الوقت تأكدنا من مصادرنا التى ذهبت إلي مشرحة زينهم من هوية الطفل عمر صلاح عمران بائع البطاطا الذي يعمل مع والده في محيط ميدان التحرير .

وأشار البيان في مستشفي المنيرة العام، كان هناك عدد من الأطباء الذين احتفظوا بنور الله في قلوبهم، وتحدثوا عما حدث في قصة عمر بكل صدق، قالوا: إن جثمان الطفل وصل في تمام 3:40 مساء 3 فبراير في سيارة إسعاف قادمة من محيط ميدان التحرير، وكان برفقة الإسعاف قوة شرطة وقفت علي باب المستشفي ولم تدخل، وما ذكر أن الإسعاف قالت: إنه تم العثور علي جثة الطفل أمام مبني كلية الخدمة الاجتماعية الموجودة بجاردن سيتي.

و اردف : بل إن بيانات دخول عمر صلاح أو الجثة المجهولة آنذاك.. غير موجودة في المستشفي أصلا .

وإستكمل باقي القصة يستكمل في مشرحة زينهم، حيث أكدت المعلومات التي حصلنا عليها، أن جثمان الشهيد عمر صلاح وصل إلي هناك بصحبة أفراد من الجيش وأنهم تولوا كل الإجراءات بمصاحبة أهل عمر، وكان ذلك في نفس اليوم، وخرج جثمان عمر في صمت مطبق دون أن يصل الخبر إلي مسامع أحد وكل ما تركته هذه القصة البشعة هو خبر صغير لا يتجاوز أسطر قليلة عن مقتل بائع بطاطا قرب السفارة الأمريكية برصاص جندي أمن مركزي بطريق الخطأ .

مشيراً في نفس اليوم، وصلتنا شهادات من شخصيات لا تعرف بعضها البعض، بأنهم كانوا شهود عيان علي ما حدث، مؤكدين أن من أطلق الرصاص علي الطفل كان أحد أفراد الجيش المتمركزة قواتهم في مقر كلية الخدمة الاجتماعية وانه ليس مجند شرطة كما تقول بعض البيانات الصحفية، وذهبنا لهناك حيث محل الواقعة، فوجدنا أفراد الجيش بالفعل داخل كلية الخدمة الاجتماعية، بينما أكد شهود عيان من المنطقة، أن أحد أفراد الجيش هو الذي أطلق الرصاص بالفعل علي الطفل.. في تلك اللحظة استطعنا الحصول علي عنوان منزل أهل الشهيد عمر صلاح عمران، فتوجهنا هناك علي الفور .

وإستكمل في حي شعبي، كان منزل الشهيد عمر صلاح عمران، الشارع كله يعرف المأساة، فمجرد دخولنا وجدنا والده يجلس علي القهوة، وكانت هذه مفاجأة لنا جميعا، لأننا نعرف من الفيديو الذي انتشر لعمر أن والده متوف، حتي صدمتنا الحقيقة المفزعة فى أن عمر اضطر للكذب كما يعلم أهله للفوز بفرصة التعليم التي وعدته بها إحدي الجمعيات الخيرية .

وأوضح صعدنا إلي المنزل المتشح بالسواد فوجدنا الأم وعدد من البنات هن أخوات عمر، تحدثنا إلي الأب، وأطلعناه علي الفيديو فانهار مع الأسرة التى لم تصدق أن لابنهم فيديو يتحدث فيه بنفسه، وأراد الأب أن نشغل له الفيديو أكثر من مرة ليري ويسمع صوت ابنه، وحكي لنا أنه عرف بمقتل ابنه بعد وقت قليل من خلال بعض الباعة الجائلين من الميدان ووجد عربة البطاطا وحدها، فذهب لمستشفي المنيرة ولم يجده، فأخبروه بأنه ذهب لمشرحة زينهم فسارع إلي هناك علي الفور، وقابل عدد من أفراد الجيش وأخبروه أن عسكري منهم قتل ابنه بالخطأ أثناء حديثه معه .

وإختتم انتهت إجراءات وتصريح الدفن سريعا وأخذت العائلة جثمان ابنها ورحلت في صمت، بعد أن منع أحد الصحفيين من الوصول إليه.. لقد ملأتنا قضية الشهيد عمر صلاح عمران بكل معاني الحزن وقلة الحيلة..لقد مات عمر وترك أهله بحسرة لن تنتهي .