مصير الإمبراطوريات الإعلامية الثلاث MBC وروتانا وART
ارتباك فى الهيكل الإدارى للأولى.. صفقة لبيع الثانية ..وخسائر دون حساب للثالثة
العديد من السيناريوهات والتكهنات تم تداولها خلال الأسبوع الماضي، عن مصير أكبر ثلاث إمبراطوريات إعلامية عربية هى MBC وروتانا وART، لاعتقال أصحابها الوليد بن طلال مالك قنوات «روتانا»، ووليد الإبراهيم صاحب شبكة mbc وصالح كامل مالك محطات art، ورغم تصدير هذه القنوات أن أمورها تسير بشكل طبيعى جداً، إلا أن الأيام القادمة ستشهد العديد من المفاجآت، وتعد MBC هى الشبكة الأكثر تأثراً بما يحدث من إجراءات ليست السياسية فقط، ولكن الإدارية أيضاً، لأن مالكها الوليد الإبراهيم، اعتمد فى إدارته لقنواته على عدد كبير من اللبنانيين، وأعطى لهم العديد من الصلاحيات حتى أصبحوا أصحاب المراكز الكبرى فيها، فى الوقت الذى توترت العلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان، خاصة بعد أزمة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى واستقالته التى أعلنها من السعودية، وبعدها مباشرة طلبت المملكة من رعاياها ترك لبنان فوراً، ربما هذه الأمور أربكت إدارة القناة وكان من الطبيعى أن يؤدى اعتقال مالكها إلى زعزعة أوضاع المحطة، لذلك قررت القناة بث الطمأنينة فى نفوس العاملين بإرسال بريد إلكترونى يؤكد استقرار الأمور، لكن حتى الآن لا يعلم أحد مصير الهيكل الإدارى للقنوات، أو المحتوى، وكذلك موقف شركة شويرى اللبنانية الوكيل الإعلانى للقنوات، وما يزيد القلق داخل MBC هو مواجهتها حملة قوية منذ عدة أشهر تدعو إلى إغلاقها بسبب برامجها التى هاجمت السعوديين، وكذلك الأعمال الدرامية آخرها مسلسل «غرابيب سود»، وتوقع البعض أن يكون اعتقال الإبراهيم بمثابة الباب الذى يفتح أمام المملكة فرصة لتنفيذ حكم الشارع الغاضب من MBC، وبذلك يكون الصرح الذى بناه الشيخ وليد الإبراهيم بمشاركة الشيخ صالح كامل مهدداً بالانهيار.
أما قنوات «روتانا» للوليد بن طلال فهى بطبيعة الحال أقل ضرراً من قنوات MBC لأن وضعها المادى تراجع كثيراً فى السنوات الاخيرة، لدرجة أن الوليد ابن طلال كان لديه صفقة لبيع الشبكة كاملة لشركة فرنسية قطرية، والتى كان سيفرط فيها ابن طلال بتاريخ السينما المصرية الذى يمتلكه ويعرضه على قنوات روتانا سينما لتنتقل ملكيتها بطبيعية الحال إلى الشركة القطرية، ولجأ ابن طلال لهذه الخطوة بعدما خسرت شركته الكثير من الأموال التى ضُخّت فيها بعد العقود بملايين الدولارات التى أبرمت مع أكبر نجوم الغناء فى العالم العربى، ثم سعى لتأسيس قناة إخبارية خليجية إخبارية تنافس «العربية»، و«الجزيرة» هى قناة «العرب»، لكن توقف بثها بعد أقل من 24 ساعة على انطلاقتها من مركزها فى البحرين، على خلفية استضافتها لمعارضين بحرينيين، وكذلك دخل الوليد فى صفقات إعلامية عالمية كبرى مع روبرت مردوخ وابنه جيمس، يأتى ذلك فى الوقت الذى قلصت فيه روتانا نفقاتها إلى حد كبير واضطرت إلى إغلاق العديد من المكاتب وتغيير خريطة برامجها وهيكلها الإدارى.
لكن قنوات ART ومالكها الشيخ صالح ربما هى الأقل تأثرًا لأن الخطوة التى اقترب منها ابن طلال ببيع قنواته إلى شركة فرنسية قطرية فعلها الشيخ صالح منذ سنوات وباع قنوات ART الرياضية لصالح قنوات الجزيرة أو «بى إن سبورت» التى أصبحت مهيمنة على معظم البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى، ودفعت الجزيرة حينها قيمة وصلت إلى مليارين و750 ألف دولار، وصفت حينها بأنها الأكبر فى الإعلام العربى الرياضى، لذلك لم تعد تلقى ART الشهرة الواسعة فى العالم العربى فى الفترة الأخيرة، لأنها باعت القناة الأكثر مشاهدة لها، واقتصرت بعد ذلك شعبيتها فى مصر لعرضها المسلسلات والأفلام، بالإضافة إلى قنوات «اقرأ»، المعروفة بتوجهها الدينى، وحتى لو اتخذت المملكة السعودية أي قرارات خاصة بها بالتأكيد لن تكون مؤثرة إلا على العاملين فيها، لكنها خسرت قاعدة جماهيرية كبيرة منذ سنوات كانت تتابعها.