معاناتي في حفظ القرآن
أعاني من حفظ القرآن الكريم - والله المستعان _ ففي أول الأمر أقوم بحفظ أكبر قدر ممكن لكن مع الأيام يبدأ حفظي يضعف حتى أهمل الحفظ وعلى هذه الحال.
الجواب :
الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونستهديه من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد
أهلا وسهلاً بك أيها الأخ الفاضل .....سؤالك اعتقد انه يدور حول معاناتك من مشكلة نسيان ما تحفظ مع مرور الوقت وقبل أن أجيبك سوف أوضح لك بعض الأمور التي قد تفيدك في علاج مشكلتك ...لاشك ان تعاني من ظاهرة النسيان وهي من الظواهر النفسية المرتبطة دائماً بالتذكر ويعرف النسيان بأنه عدم قدرة الفرد على الاحتفاظ بما يتعلمه أو يحفظه مع مرور الوقت وله أسباب منها
1- إهمال الفرد ما يتعلمه فترة من الزمن دون مراجعته بمعنى ما يحفظه الفرد يضعف ويضمر نتيجة لعدم استعماله لهذه المعلومات واستخدامها باستمرار وفي حالتك نتيجة عدم تكرار ما حفظته وتركه فترات طويلة دون مراجعه. وعلى هذا فإن الإهمال يسبب النسيان وأن النسيان ينتج عن تدهور في (أثر الذاكرة في الجهاز العصبي المركزي) بسبب مرور الوقت. فبمجرد مرور الزمن يؤدي بآثار الذاكرة إلى أن تتضاءل وتموت.
2- النسيان نتيجة الفشل أثناء استقبال المعلومات ففي بعض الحالات يكون النسيان راجعاً إلى أننا نفشل في تمثل المادة في الذاكرة طويلة المدى. بمعنى أنك تكون مشغولاً وغير مركز وأنت تحفظ القرآن الكريم فكي تبق ما تحفظه لابد أن تكون مركزاً فيه بصورة جيدة ومنتبهاً فإذا ذهبت بفكرك أو بعقلك بعيداً (سرحت) فإن قراءة للآيات وحفظك لها لن يدوم طويلاً وسوف تنساه.
3- النسيان نتيجة الفشل في القدرة على الاسترجاع أي أن النسيان يحدث نتيجة لفشل الشخص في استرجاع بعض المعلومات التي تم اختزانها بالفعل في الذاكرة. فيذهب بعض علماء النفس إلى أن النسيان لا يشبه فقدان شيء ما بل أنه أشبه بعدم القدرة على العثور على ذلك الشيء.
4- النسيان نتيجة الخوف فقد تنسى ما تحفظه نتيجة خوفك من موقف معين أو شخص معين وهنا يكون النسيان وسيلة لك للهروب من مواجهة هذا الشخص أو الموقف فتريح نفسك بقولك لا أتذكر.
5- النسيان نتيجة شرود الذهن والتركيز في أكثر من شيء في وقت واحد.
ولكي تحسن من طريقة حفظك وتذكرك للآيات التي تحفظها يمكنك الاسترشاد بما يلي:
1- الانتباه أثناء القراءة والحفظ: فلا تقوم بالحفظ أو القراءة وأنت تستمع مثلاً للراديو أو وأنت تتحدث إلى زملائك أو وأنت تؤدي عملاً آخر لأن إدخال المعلومات إلى الذاكرة يتطلب منك الانتباه الدقيق مع ما تحفظ ، فقد بينت نتائج العديد أن توزيع الانتباه بين عدة أنشطة يؤثر على أداء الفرد. ولذا عليك أن تنتبه أثناء حفظك .
2- تنظيم عملية الحفظ: حيث تجمع العديد من الدراسات على أن حشر المعلومات والذاكرة دون تنظيمها يجعل من الصعب جداً عليك استرجاع هذه المعلومات لذلك عليك أن تتمثل معاني ما تحفظ حتى يسهل استرجاعها بعد ذلك .
3- التكرار: فلا يكفي لكي تحفظ جيداً أن تحفظ ثم تترك ما حفظت بل يجب عليك أن تسمع لنفسك ما حفظت أكثر من مرة . فقد أشارت الدراسات الحديثة أن التسميع مرات عديدة لما نحفظ يساعدنا على تأكيد وثبات ما قمنا بحفظه في الذاكرة ، فحاول أن تسترجع بصوت عال دون النظر إلى الكتاب الكريم – وعليك أن تعود إلى الكتاب لنتحقق من المعلومات التي قمت بتسميعها. ففي عملية التسميع التي قمت بها ضمان لانتقال المعلومات إلى مكان آخر في الذاكرة إنه الذاكرة طويلة المدى مما يجعل عملية الحفظ ممكنة ، وبالتالي تكون عملية الاسترجاع ميسورة.
4- المراجعة: يجب عليك أن بعد قراءة وتسميع كل جزء من أجزاء النص، يكون من المهم جداً أن تراجع ما حفظت بأكمله، فبعد الانتهاء من الحفظ عليك أن تراجع تسميع ما حفظت كله مرة واحدة ويكون ذلك على يد شيخ أو عالم بالقراءات حتى تتأكد من أن حفظك صحيح.
5- يمكنك أن تصلى بما تحفظ أولاً بأول فكلما حفظت جزءًا أو ربعاً أو حزباً من القرآن الكريم يمكنك أن تقرأ به في صلاتك سواء كنت إماماً أو مأموماً وسواء كنت في جماعة أو لوحدك فإن ذلك سوف يؤكد لك ما حفظت ويجعلك ترجع لتعيد حفظ ما تجد نفسك لا تستطيع تذكره وكلما كررت ذلك سوف تجد نفسك تحفظ وتستعيد ما حفظت بكل سهولة وسر إن شاء الله
وفقك الله وأعانك على حفظ كتابه الكريم.