مراكز "العلاج الطبيعي".. بوابة النصب على مرضى "النحافة والسمنة" ببني سويف (صور)
رصدت "الفجر" إنتشار مراكز "علاج النحافة والسمنة" بمراكز محافظة بني سويف، المتداولة بين أهالى المحافظة تحت أسم "مراكز التخسيس" التى حولت مهنة الطب إلى "بيزنس" كبير، خاصة في مجال التخسيس، والذى بات وعاء كبير للحصول على الأموال الطائلة من خلال بيع الوهم بتحقيق حلم الرشاقة، ونتيجة لذلك انتشرت بشكل كبير عمليات التجميل التى يتم الإتفاق والسمسرة عليها بهذه المراكز لتجرى العمليات بمستشفيات إستثمارية كبير بالقاهرة.
من هذا المنطلق انتشرت ببني سويف المركز غير المرخصة، لتعلن عبر اللافتات والاستيكارات وغيرها من وسائل الدعاية، عن علاج النحافة والسمنة، وقدر الطبيب، الذى دائما ما يكون خريج كلية العلاج الطبيعي، على تخسيس مرضي السمنة، بداية من برنامج الـ"دايت" وصولًا إلى العمليات الجراحية والتى من أشهرها عملية "تدبيس المعدة".
أصبحت هذه المراكز هدفًا لراغبي الربح الغير مشروع كونها تمارس النصب والاحتيال ويعمل بها أشخاص غير مؤهلين، لهم علاقة بأي مهنة طبية بالعمل، فضلًا عن قيامهم بالنصب والاحتيال على عشرات من المواطنات وبيعهم أعشاب غير معروفة ضارة بالصحة وإيهامهم بأنهم متخصصين في علاج النحافة والسمنة والبشرة والعقم.. إلخ.
يقول الدكتور سالم جودة، أخصائي علاج طبيعي، أن بني سويف شهدت إنتشارًا للعديد من مراكز التخسيس والعلاج الطبي غير المرخصة وغير المؤهلة طبيًا، في الفترة الأخيرة، والتي تعتمد على دعاية غير حقيقية عن قدرتها على التخسيس وإذابة الدهون للتخلص من السمنة، على الرغم من عدم حصولها على التراخيص اللأزمة وإفتقادها للإشتراطات الطبية التى حددتها الوزارة، مناشدًا إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة والأجهزة الرقابية بضرورة التأكد من صحة تلك المراكز العلاجية التى أستغلت حالة الإنفلات الأمنى التى أعقبت ثورة 25 يناير وأنشئت تحت بير سلالم العمارات.
وقال الدكتور محمود مطاوع، أخصائي جراحة تجميل، أن كثيرا من مراكز العلاج الطبيعي تمارس عمليات نصب على مرتاديها، إذ يستغل البعض أدوات التخسيس والمستلزمات التى تُستخدم فى التجميل، مثل الليزر والبوتوكس والفيلرز دون الحصول على شهادة طبية بممارسته للمهنة، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، فى ظل ضعف الرقابة على تلك المراكز.
وأشار الدكتور علاء منصور، طبيب علاج طبيعي، إلى أن الجمعية المصرية لأطباء العلاج الطبيعي لجأت إلى وزارة الصحة لوضع ضوابط محددة للفصل بين المراكز الوهمية والمراكز المعتمدة، عن طريق شهادة كرتونية لها شكل مميز، لكل عضو عامل بالجمعية، وتسمح للأطباء بممارسة المهنة، على أن تتصدر تلك الشهادة كل مركز متخصص فى العلاج الطبيعي، وهو ما يفصل بين المراكز المعتمدة والوهمية، ولفت «منصور» إلى ضرورة توعية المواطنين بخطورة عمل تلك المراكز غير المرخصة، من أجل وقف النصب الذى يُمارس عليهم تحت اسم «التخسيس وإذابة الدهون».
فيما حذر الدكتور على محروس، من المراكز الغير مرخصة، التى تدار وفقًا لأجندات خارجية للقضاء علي صحة المصريين، مؤكدًا أنهم ليسوا أطباء ولكنهم مافيا أو عصابات لها هدف معين أكبر من مجرد الحصول علي أموال ولكن الهدف هو تدمير صحة المصريين.
من جانبه أكد الدكتور عبد الناصر حميدة السعيطي، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، أن إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة هى الجهة المنوط لها التفتيش والرقابة على تلك المراكز بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى، مشيرًا إلى أن الإدارة تستهدف تلك المراكز فى حملات متتابعة، أسفرت عن إغلاق 58 مركزًا مخالفًا خلال الحملات الأخيرة.
فيما أكد الدكتور محمد عبد القادر، مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة، أن الإدارة تستهدف حالًا أكبر حملة تفتيشية على المراكز الطبية «غير المرخصة» مشيرًا إلى أن فريق العلاج الحر بالتعاون مع مباحث التموين نجح مؤخرًا فى ضبط أشهر هؤلاء الذى كان ينتحل صفة طبيب علاج طبيعي وقام بفتح أكثر من مركز للعلاج الطبيعي وعلاج السمنة والنحافة خلال الفترة الماضية، حيث تم رصد هذا الطبيب المزيف خلال الشهور الماضية وقاموا بمتابعة عمله ولكن كان يقوم بتغيير مكان نشاطه بشكل مستمر لشعوره بمتابعتنا له.
وحذر مدير إدارة العلاج الحر، مواطنى المحافظة من التوجه لتلك المراكز خوفًا علي حياتهم ومستقبلهم، مشيرًا إلي أنه من يخالف القانون والعمل بدون ترخيص أو إشترطات سوف يعاقب أشد عقاب ليكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه الاتجاه نحو هذا الطريق بهدف الربح.