6 معلومات لا تعرفها عن متحف اللوفر أبوظبي الأول من نوعه عربياً
شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي اليوم الأربعاء، الافتتاح الرسمي لمتحف "اللوفر أبوظبي"، والذي يعد أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية يسلّط الضوء على أوجه التشابه والقواسم المشتركة للتجربة الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات بعرض أكثر من 600 قطعة فنية وأثرية، فما هو متحف اللوفر أبوظبي وما أهميته لدولة الإمارات والمنطقة؟
انطلق مشروع متحف اللوفر أبوظبي في عام 2007، عندما اتفقت فرنسا والإمارات العربية المتحدة على تطوير نوع جديد من المؤسسات الثقافية، وكانت ثمرة الاجتماعات متحفاً تضرب جذوره في القيم الإنسانية العالمية، وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويمثل الطبيعة الديناميكية للعالم العربي المعاصر مع احتفائه بالتراث الثقافي متعدد الثقافات في المنطقة، وتم توقيع اتفاقية تأسيس المتحف لمدة 30 عاماً مقابل 1.3مليار دولار، وذلك في إطار تحقيق استراتيجية حكومة دولة الإمارات ورؤيتها 2021 التي تهدف إلى تحقيق العيش الكريم والحياة السعيدة لمجتمع دولة الإمارات.
97 ألف متر مربع
ويُمثل متحف اللوفر أبوظبي، الذي سيفتتح في جزيرة السعديات ويقام على مساحة تصل إلى 97 ألف متر مربع وبعمق 10 أمتار، فرصة فريدة من نوعها تجمع ما بين التقدم الثقافي والانفتاح الذي تعكسه رؤية الإمارات، والخبرة الفرنسية في عالم الفن والمتاحف، وذلك بفضل الدعم والمساهمات التي تقدمها وكالة متاحف فرنسا، وهي مجموعة من الـ17 مؤسسة الأكثر شهرة في فرنسا.
23 قاعة
وفي تصميمه الذي نفذه الحائز على جائزة "بريتزكر" ، المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، 23 قاعة دائمة، وقاعات مؤقتة، ومتحف للأطفال، ومسرح ضخم، إضافة إلى مجموعة غنية ومتنوعة من الأعمال الفنية الخالدة، تتوزع على مساحة 9200 متر مربع، وتضم القاعة الكبرى قطع تعرف الجمهور على نشأة الترجمات الفنية للثقافات، وتمثال "أميرة من باختريا" الذي يعود إلى أواخر الألف الثالث قبل الميلاد من منطقة آسيا الوسطى، إضافة إلى أولى أعظم الإمبراطوريات من خلال المجموعة الجنائزية للأميرة الفرعونية "حنوت تاوي" والعملة الإغريقية "الديكادراخكا" للفنان إيوانيتوس، كما سيعرض المتحف أعمالاً فنية معارة من 13 مؤسسة ثقافية، منها لوحة "جميلة الحداد" للفنان ليوناردو دافنشي.
قبة اللوفر
واستلهم مصمم المتحف، تصميم الجداول المائية التي تجري عبر المتحف من نظام الفلج التقليدي للري، كما صمم فكرة قبة متحف اللوفر أبوظبي التي يبلغ قطرها 180 متراً بوزن 7500 طن من المعدن، محملة على أربعة أعمدة من الخرسانة فائقة الصلابة المزينة بمُخرّمات هندسية، استلهاماً من سعف النخيل المتداخلة، ويأتي نمط السقف المعقد نتيجة للتصميم الهندسي نفسه والذي يتكرر بأحجام وزوايا مختلفة، وتحتوي على 7,850 نجماً مكررة بمختلف الأحجام والزوايا في 8 طبقات مختلفة، لخلق تأثير ملهم داخل المتحف يعرف باسم "شعاع النور" عند مرور الشمس فوقها، فتناسب أشعتها من خلال الثقوب الموجودة في القبة.
600 قطة أثرية
وتسرد قاعات عرض متحف اللوفر أبوظبي حكاية الإنسانية عبر 12 فصلاً مثيراً، وفيها يركّز كل فصل على مواضيع وأفكار مشتركة لتسليط الضوء على حلقات وصل بين الأمم البشرية التي تشكّلت عبر مر الزمن، فيما تتراوح الأعمال في قاعات العرض بين آثار من عصور ما قبل التاريخ وحتى إبداعات فنانين معاصرين، والتي تبلغ سوياً ما يفوق الـ600 قطعة من المجموعة الفنية للمتحف إلى جانب عدد من القطع المميزة المعارة من أبرز المتاحف في فرنسا.
ويقدّم متحف اللوفر أبوظبي أربع معارض فنية مؤقتة كل عام، وفي إطار التعاون بين حكومتي إمارة أبوظبي وفرنسا، تجتمع جهود ثلاثة عشر شريكاً من شركاء المتاحف الفرنسية لتقديم أكثر المعارض تميزاً حصرياً لزوّار متحف اللوفر أبوظبي فقط.
الحضارات والثقافات
وتكمّل هذه المعارض المؤقتة الحكايات التي تسردها المجموعة الفنية لمتحف اللوفر أبوظبي المتوزعة عبر قاعات عرضه، حيث ستتمحور حول إبراز أوجه التشابه والإلهام بين الحضارات والثقافات والأحداث المشتركة التي أثّرت على نموها عبر التاريخ.
كما يضم لوفر أبوظبي متحفاً للأطفال ينبع جوهره من حب التعلم وإشباع فضول الأطفال حول كل ما هو غامض، ويستضيف معارض مؤقتة وورش عمل تفاعلية باللغتين العربية والإنجليزية، ويهدف متحف الأطفال الذي يمتد عبر طابقين، إلى إلهام الجيل الصغير ورعاية براعمهم الإبداعية وتنميتها من خلال تعريضهم لتجارب فنية جديدة وأساليب لم يكونوا يعرفوها من قبل.
متحف للأطفال
وتم تصميم متحف الأطفال ليستقبل الصغار ما بين السادسة وحتى الثانية عشر من العمر، وهو مثالي لرحلات المدارس الميدانية أو الزيارات الأسرية، ويمكن للأطفال والكبار المشاركة في العديد من الفعاليات التعليمية الرائعة على حد سواء، المصممة لفتح أبواب على عوالم الخيال والاستكشاف للعقول اليقظة، كما يمثّل المتحف جسراً يربط بين كافة تفرعات برامج متحف اللوفر أبوظبي، حيث يساهم في تزويد صغار السن من جمهوره بكل ما يقدّمه من مفاهيمه المتشعبة في تاريخ الإنسانية العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النهج العالمي يتناسب مع توجهات أبوظبي، ويعكس في الوقت ذاته أهمية موقعها الجغرافي كملتقى بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ودورها الحيوي على طريق الحرير، عندما كانت المنطقة همزة وصل تربط بين أوروبا والمحيط الهندي، وتفتح آفاقاً واسعة للتبادل بين آسيا وأفريقيا، ومن المتوقع أن يمثل اللوفر أبوظبي والمنطقة الثقافية في السعديات، وجهة يجتمع فيها العالم لتبادل الأفكار والثقافات.