أوجست هانينج رئيس الاستخبارات الألمانية سابقا.. مؤيد لتقسيم الشرق الأوسط
في سنوات عمره البالغة 71 عامًا، قضى أوجست هانينج، سبع سنوات منها، رئيسًا لأحد أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، وهو "وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية" المعروفة بـ"BND".
"هانينج" المولود في عام 1946، قاد الاستخبارات الألمانية في الفترة من 1998، حتى 2005، رغم أنه بدأ العمل في الجهاز قبلها بثمان سنوات فقط وبالتحديد في 1990.
خلال هذه الفترة وقعت العديد من الأحداث المفصلية ليس على الصعيد الأمني لألمانيا فقط، بل على الصعيد الدولي، وكان لـ"هانينج" دورا فيها، وأبرز أدواره كان إبان الغزو الأمريكي للعراق، حيث أعلن "كولن باول"، وزير الخارجية الأمريكي -آنذاك- خلال جلسة في مجلس الأمن، أنهم تلقوا معلومات من عميل لوكالة الاستخبارات الألمانية تفيد بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، وبناء على ذلك اندلعت الحرب.
المعلومات التي أشار إليها الوزير الأمريكي، تعود إلى تجنيد المخابرات الألمانية للاجئ عراقي يدعى "رافد أحمد علوان"، وأطلقت عليه لقب "كيرفبول"، حيث أفاد بأنه مهندسا كيميائيا، وكان يعمل في برنامج عراقي لأسلحة الدمار الشامل، وبالطبع تبادلت المخابرات الألمانية هذه المعلومات مع نظيرتها الأمريكية الـ"CIA".
برز هنا اسم "هانينج"، الذي أرسل برقية إلى نظيره في الجهاز الأمريكي، جورج تينت -في هذا الوقت- قال له فيها إن معلومات العميل العراقي، تبدو "في الجوهر معقولة ومقنعة، ولكن لم يمكن التأكّد منها" -كما نشرت صحيفة دير شبيجل الألمانية- محذرا من الاعتماد عليها.
"هانينج" استطاع خلال توليه منصبه الحساس، أن يؤدي دورا مفصليا آخر، حيث تمكن من عقد أول صفقة لتبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني، والحكومة الإسرائيلية، عام 2004.
يؤيد "هانينج" فكرة تقسيم الشرق الأوسط، لافتا إلى أن هناك العديد من الفئات المختلفة التي لن يحل بينها السلام إلا ببناء الحدود، حيث قال في مقابلة صحفية مع "السفير": "نحن نرى كل هذه التجارب في البلقان، حيث حاولنا هناك أن نجبر كل تلك المجموعات المختلفة على بناء دولة واحدة، وأن يتعايشوا معا ويكونوا متسامحين. وأنا متشكّك قليلًا. أعتقد أنَّ الحدود أحيانًا يمكنها أن تجلب السلام، إلى حد ما، ولذلك أعتقد أنه يجب علينا التفكير في رسم حدود جديدة (للشرق الأوسط). وزارة الخارجية الألمانية ليست جاهزة لدعم هذه الأفكار الجديدة، لكن في نهاية المطاف، سيمكّننا هذا من المضي قدمًا في اتجاه حلّ سلمي، وذلك حينما ننظر إلى الحدود ونقوم برسم حدود جديدة في المنطقة".
أما إبان فضيحة التنصت الأمريكي، على عدد من البلاد بينها ألمانيا، فقد كان "هانينج" رئيسا للاستخبارات، وقد أشارت مجلة "دير شبيجل" في وقت لاحق إلى أنه كان على علم بالنشاط الأمريكي التجسسي، ومحاولة الإيقاع ببعض المؤسسات الألمانية، من بينها وزارة الخارجية.