"ملتقى فرط الحركة" يناقش دور المعلم في التوعية ومعالجة الاضطراب

السعودية

بوابة الفجر

تناولت جلسات ملتقى "فرط الحركة وتشتت الانتباه" الثاني، الذي نظّمته إدارة التربية الخاصة في الإدارة العامة للتعليم بالرياض ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، في ختام جلساته؛ أهميةَ دور معلم التدريبات السلوكية في برنامج فرط الحركة وتشتت الانتباه.

واهتمت ورقة العمل التي قدّمها مشرف فرط الحركة رائد بن طالب، بالتأكيد على دور المعلم في توعية المجتمع المدرسي والمحلي بالاضطراب، وتمكين الطلاب من النجاح في المدرسة، وتقديم الخدمة من خلال غرفة مصادر خاصة بالبرنامج والصف الدراسي العادي مع أقرانه. وفق صحيفة "سبق"

وأكدت رئيسة قسم فرط الحركة وتشتت الانتباه بالتربية الخاصة بتعليم الرياض "يسرية الجزار"، على تقديم الخدمات للطلاب من ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه بتعليم الرياض؛ مبينة أنه في كل عام يتم استحداث برامج لفرط الحركة بالمدارس؛ نظراً لازدياد الأعداد والاحتياج لبرامج تعليمية بمختلف المراحل من رياض الأطفال إلى المرحلة المتوسطة.

واستعرض الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بقسم التربية الخاصة، الدكتور خالد محمد المحرج، العواملَ المؤثرة في التعلم والعمليات العقلية الأساسية، والنضج والدافعية، وكيف يصل الطفل إليها؛ مبيناً أنه يجب التأكد أولاً من تسديد حاجاته الأولية الفسيولوجية (الأكل الشرب)، والحاجة للحب للتقدير والعاطفة، محذراً من تهديد الطفل، وإشعاره بالأمن التربوي؛ حتى لا يزداد تشتته وضعفه؛ مشيراً إلى أن العمليات العقلية الأساسية للتعلم التي يمر الطفل بها هي: الإحساس، والانتباه، والإدراك، والتفكير، والتذكر.

وتَطَرّق استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والمختص بحالات التدخل المبكر للتوحد واضطراب فرط الحركة والتشتت "تركي حمود البطي"، إلى المنظور الطبي لهذا النوع من الاضطراب؛ مؤكداً أن طفل تشتت الانتباه طفل سوي وذكي ومبدع، لديه اضطراب وفرط حركة وليس إعاقة، يحتاج لمن يحتويه ويتعامل معه، وفرط الحركة يزيد لدى الذكور ويقل عند البنات.

وأضاف الدكتور "البطي" أن المعلم شريك في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى الأخصائي النفسي ومختص التربية الخاصة؛ موضحاً أن استعمال الأدوية مع اضطراب الـ"إتش دي" آمنة وفعالة للتخفيف من حدة الأعراض عند الطفل وتعينه، مع ضرورة التشخيص الجيد.

ونبهت الأخصائية النفسية بمركز التشيك للعلاج الطبيعي والتأهيل "راوية السليمان"، على فاعلية خطة تعديل السلوك مع الطلاب ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه، وأهمية تقبل الطفل من الأم خاصة، والمقربين منه ومن حوله ومعلميه، والتحذير من التسبب في زيادة معاناته، ومحاولة تعديل سلوك أو اثنين لا أكثر للطفل؛ حتى لا يتم الضغط عليه، وعدم التشديد عليه إذا نسي شيئاً أو قصّر، وتحفيزه والصبر عليه.

وتحدّث المشرف المقيم ببرنامج التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه بمدرسة ابن القيم الابتدائية "محمد عبدالله الناجم"، عن كيفية تعامل أولياء الأمور مع أطفالهم ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD؛ مؤكداً ضرورة تهيئة البيئة في المدرسة والمنزل، ومراعاة مكانه في الفصل والقرب من السبورة، واستخدام الإيماءات مع مناداته باسمه، والبعد عن العقاب الجسدي واللفظي، وجذب انتباهه بألعاب التركيز والتركيب، وبينهما استراحة حتى لا يشعر بالملل، وأهمية استخدم لوحة التحفيز والتعزيز، ووضع صورة للطفل على لوحة في المدرسة، ولوحة نجوم في البيت مع كل سلوك جيد له.

وشاركت أخصائية العلاج بالفن "روان بنت عبدالله آل عمران"، بورقة عمل عن العلاج بالفن، ودوره مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه؛ مشيرة إلى أنه مساند للعلاج النفسي والوظيفي والتربية الخاصة، بحسب حالة كل طفل.

واختتم أوراقَ العمل استشاري الأمراض النفسية الدكتور رأفت العويسي، بالتأكيد على الاهتمام بالاضطراب عند البالغين، وضرورة التوعية للمراهقين؛ للحد من مغبة تعاطيهم للمخدرات للتخفيف من معاناتهم؛ مبيناً أن حوادث السير لدى هذه الفئة أكثر.

وأشار "العويسي" إلى عدم ثبات فئة المراهقين في العلاقات الاجتماعية، والعمل؛ مشدداً على أهمية التوعية في التعامل الجيد معهم والاهتمام بالعلاج المبكر.

وكشف عن أن فرط الحركة والاندفاعية يقل عند الأكبر عمراً؛ لكنه لا ينتهي بكل أعراضه، فيبقى لديهم قلة التركيز، وقد يكون لديهم مشكلة في التحكم بالوقت، والدخول في مرحلة ضعف الثقة في النفس.