واشنطن بوست : هجوم إسرائيل على سوريا يشكل بداية لعدوان يستهدف منع نقل الأسلحة خارجها

عربي ودولي

واشنطن بوست : هجوم
واشنطن بوست : هجوم إسرائيل على سوريا يشكل بداية لعدوان يسته

رجحت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن تكون الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الأراضى السورية بداية لـ حملة هجومية من قبل إسرائيل تستهدف الحيلولة دون نقل أسلحة سوريا للخارج فى ظل تدهور الأوضاع داخل البلاد، وذلك وفقا لما قاله محللون داخل لبنان وإسرائيل.

واعتبرت الصحيفة - فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد - أن استعداد الجانب الإسرائيلى لشن مزيد من الهجمات فى حال اقتضت الضرورة بالنسبة له، إنما يدشن لمرحلة جديدة وأكثر خطورة فى التبعات الإقليمية المتمخضة عن حرب سوريا الأهلية التى أثارت مخاوف الإسرائيليين بشأن احتمالات نقل أسلحة متطورة وغير تقليدية لجماعات إسلامية متشددة ، على حد وصفها.

ونقلت الصحيفة عن عاموس يدلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمون) قوله برغم من التوقعات بشأن تحرك إسرائيلى مستقبلى، إلا أن هذا التحرك سيعتمد على حسابات خاصة تستند للمميزات والمخاطر التى تنطوى عليها تحركات مثل هذا .

وأضاف أن بلاده حددت أربعة أنواع من الأسلحة لن تسمح بنقلهم إلى الجماعات المسلحة وهى: أنظمة الدفاع الجوية المتطورة والصواريخ الباليستية وأنظمة صواريخ أرض-بحر المعقدة، إضافة إلى الأسلحة الكميائية.. ومن ثم فإنها ستشرع فى التحرك على الفور، إذا ما وردت إليها معلومات استخباراتية تفيد بأن هذه الأسلحة سيتم نقلها من سوريا إلى لبنان .

وأوضح أن المعضلة الحقيقية التى يواجهها المسئولون الإسرائيليون تكمن فى التهديد والمخاطر التى قد تترتب على عدم تحركهم خلال الوقت الراهن وليس فكرة شن هجوم من عدمه.

ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة حزب الله اللبنانية تمكنت من امتلاك ما يقرب من 60 صاروخا وقذيفة وفرتهم لها سوريا منذ العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006، من بينها صواريخ سكود (دي) الباليستية التى تصل لمدى يمتد لأكثر 400 ميل ، ذلك بجانب مجموعة صواريخ أخرى قصيرة المدى مدتها بها كل من سوريا وإيران، وذلك وفقا لشهادات مسئولين إسرائيليين .

وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الإسرائيليين يخشون احتمالات نقل أنظمة الدفاع الصاروخية الساحلية التى حصلت عليها سوريا من خلال المساعدات الروسية إلى حزب الله فى لبنان لاسيما صواريخ (ياخونت) التى يصل مداها لأكثر من 180 ميلا والتى تشكل تهديدا ليس للسفن الإسرائيلية فحسب بل أيضا لحفارات النفط الإسرائيلية فى منطقة البحر المتوسط.

ونقلت عن مسئول إسرائيلى قوله كلما تصاعدت وتيرة القتال الدائر فى سوريا كلما برزت مؤشرات جدية حول احتمالات وصول مثل هذه الأسلحة إلى لبنان .

كما نسبت الصحيفة إلى نزار عبدالقادر محلل لبنانى وجنرال متقاعد، قوله إن المهمات الإسرائيلية الاستطلاعية تبقى على عين يقظة على الطرق والحدود بين سوريا ولبنان ومن ثم فإن أى استعدادات تجرى لنقل أسلحة متطورة بين البلدين من شأنها تحفيز الجانب الإسرائيلى على شن هجمة عسكرية .

وأضاف على الرغم من اختزان حزب الله أسلحة ثقيلة وصواريخ طويلة المدى داخل سوريا، إلا أنه غير مرجح أن يقوم بكشف الغطاء عنها من خلال نقلها فى ظروف مثل هذه .

ونقلت الصحيفة - فى ختام تحليلها - عن محللين ومسئولين إسرائيليين قولهم فى ظل انشغال الجيش السورى النظامى بالاقتتال فى الداخل، يخشى حزب الله من تقويض موقفه فى الداخل اللبنانى فى ظل تهاوى حليفه السورى لذا فمن غير المرجح أن يعمد للمخاطرة فى التورط فى صراع أوسع برد عسكرى على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا .