رامي رشدي يكتب: جريمة فى الجامعة الأزهرية تدريس كتب مفتى "الإخوان" ووزير أوقاف مرسى بكليات الأزهر
■ 10 آلاف عنوان موجودة بين أيدى الطلاب وبمكتبات الجامعة.. وأساتذة الإرهاب يجندون تلاميذهم خلال المحاضرات
ستدرك السر فى انتشار أفكار جماعة الإخوان فى جامعة الأزهر وبين خريجيها، إذا عرفت أن كتب الدكتور عبد الرحمن البر، مفتى الجماعة، لا يزال طلاب الجامعة يدرسونها فى الكليات الشرعية بالجامعة، بجانب كتب الدكتور طلعت عفيفي، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، وزير الأوقاف فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والتى يتم تدريسها فى الكلية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكن توجد كتب أخرى تحمل منهج وأفكار أساتذة الجامعة المنتمين للجماعة ويتم تدريسها فى الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، «الدراسات الإسلامية واللغة العربية والشريعة والقانون وكلية الدعوة الإسلامية وأصول الدين»، وتمتلئ تلك المناهج بالأفكار الإخوانية مثل كتب الدكتور جعفر المسير، فى كلية أصول الدين بالقاهرة وفروعها بالمحافظات.
ويصل عدد الكتب الإخوانية الموجودة بالكليات ومكتباتها لما يقرب من 10 آلاف عنوان، تعتبر أساس التفكير والمصدر الرئيسى لأفكار طلاب الأزهر سواء كانوا منتمين للجماعة الإرهابية أو من الطلاب العاديين، وتوجد تلك الكتب بشكل معتاد داخل غرف الطلبة بالمدن الجامعية.
وجود مؤلفات وأبحاث أساتذة الإخوان فى جامعة الأزهر، تمثل خطورة كبيرة، يجب أن تواجه بمنتهى الحزم، خصوصاً أن تلك الكتب تمثل وسيلة خلق أجيال من الشباب المتطرف وتساعد فى تشكيل عقول الإرهابيين الذين يؤمنون بالعنف طريقا ومنهجاً يسيرون على دربه اعتقادا منهم أن تلك الكتب والمناهج تقودهم إلى الجنة.
لا أحد ينكر داخل جامعة الأزهر سيطرة جماعة الإخوان على عدد كبير من الطلاب خصوصا مع تواجد كثيرين من أساتذة الجامعة يحملون فكر الجماعة خصوصا فى الكليات الشرعية، ولهؤلاء الأساتذة كثير من المريدين، دون الحاجة لإعلان الانتماء الواضح للإخوان، داخل المدينة الجامعية، خصوصاً أن الطلاب يحملون تلك الكتب والمراجع والمناهج التى تروج لأفكار سيد قطب وحسن البنا وسيد عسكر وعبد الرحمن البر وطلعت عفيفى وغيرهم من المتورطين فى أعمال عنف وإرهاب، منهم هاربون فى قطر وتركيا، ويقومون بالتحريض على مصر والمصريين من هناك، ومنهم الموجود داخل السجون على ذمة التورط فى قضايا عنف وإرهاب، ولكن سر أفكارهم لا يزال يصل للطلاب فى الجامعات، خصوصا أن شباب الإخوان فى الأزهر يؤمنون بأن الجماعة ستقوى شوكتها وتعود مرة أخرى لدورها ومكانتها الطبيعية وستتجاوز تلك المحنة التى تمر بها، ويحمل لواء تلك المرحلة الأجيال الرابعة والخامسة داخل الجماعة.
الجامعة من جانبها اكتفت بالترويج لوجود لجنة لتطوير الكتب والأبحاث، ولكنها لم تحدد مهمتها أو أهدافها، كما لم تحدد بعد كيفية التعامل مع كتب أساتذة الإخوان الموجودين داخل الجامعة، مثل كتب الدكتور عبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان، فى كلية أصول الدين بفرع جامعة الأزهر فى المنصورة، والتى عمل عميداً لها، ويتداول الطلاب كتب البر الموجودة فى مخازن الجامعة والتى لم يتم إلغاؤها من المقررات أو كمراجع معتمدة لطلاب الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه، فى قسم الحديث بالكلية.
نفس الأمر ينطبق على الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى والذى عمل عميداً لكلية الدعوة الإسلامية، والتى تعتبر الكلية الأم التى يتخرج فيها أئمة وخطباء المساجد فى مصر، والذين يتولون مهمة تعليم المواطنين أمور دينهم ودنياهم فى الدروس اليومية التى يتم تنظيمها فى المساجد ما بين صلاتى المغرب والعشاء، بالإضافة أنهم المسئولون عن إلقاء خطب الجمعة.
كلية الدعوة الإسلامية، تعتبر من أكثر الكليات اختراقاً من جانب الإخوان ويعتبرونها حديقة خاصة لتجنيد الدعاة والأئمة الشباب لنشر أفكار الجماعة، وللأسف لا تزال كتب عفيفى ومراجعه متداولة بين طلاب الفرق الأربع فى الكلية ويعتمد عليها الطلاب فى أبحاثهم، خصوصا أن الأساتذة المحسوبين على الجماعة الدموية لا يزالون يمارسون التدريس داخل الجامعة ولا تطالهم الملاحقات الأمنية، ولا يزالون يوجهون الطلاب للاستفادة من مراجع وكتب عفيفى ومنها: «الطريقة المنهجية فى إعداد الأبحاث العلمية» و«اختلاف الدعاة بين النظرية والتطبيق».
الأمر لن ينتهى عند هذا الحد خصوصاً أن كتب الدكتور سيد عسكر، القيادى الإخوانى المعروف، يتم تدريسها فى كلية أصول الدين بفرع جامعة الأزهر فى طنطا، مثل «بستان المعاصى»، وكتاب «آثار المعاصى والذنوب فى هلاك الأفراد»، تلك الكتب التى يدرسها طلاب الفرقتين الثانية والرابعة بالكلية، ولم تتدخل الجامعة أو مجلسها للتعامل مع هذه المصيبة رغم أن من حق مجلس الجامعة أو مجلس الكلية إيقاف أو منع دراسة تلك الكتب وتداولها بين الطلاب.
وهناك قائمة على مكتب رئيس جامعة الأزهر تضم 250 من المدرسين المساعدين والأستاذة تابعين لتنظيم الإخوان بالجامعة، وكانوا يلعبون دوراً كبيراً فى إثارة العنف والشغب عبر التحريض وإدخال الأسلحة وأدوات العنف للطلاب باستخدام سياراتهم الخاصة، غالبيتهم من المعيدين الذين جرى تعيينهم بالجامعة أثناء حكم المعزول مرسى، ورغم اتخاذ الجامعة قراراً بفصل معظم هؤلاء إلا أن القرار لم يمتد إلى حظر التعامل مع كتبهم وأبحاثهم المنشورة والتى يتداولها الطلاب فيما بينهم.
أمر كتب الإخوان وصل عبر عدد من الشكاوى إلى الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس الجامعة، والذى أعلن مطلع الأسبوع الجارى عن تشكيل لجنة لتطوير الكتب والمناهج والأبحاث بالجامعة، تتلخص مهمتها الأساسية فى القيام بثورة تصحيح فى مناهج الجامعة الأزهرية، بعد النظر فى المواد التى يتم تدريسها بالكليات الشرعية بداية من الكتب والشروح نهاية بالامتحانات، على أن تنتهى اللجنة من مهمتها فى يوليو من عام 2018.
ورغم تصريحات المحرصاوى إلا أن هناك اتجاها فى جامعة الأزهر لعرقلة عمل اللجنة وتفريغه من مضمونه خصوصاً أن هناك أساتذة يسيطرون على الكليات العلمية داخل الجامعة ويقومون بتدريس المواد الشرعية بالكليات النظرية لذلك عمدت الجامعة خلال العام الحالى على تنقية الكتب الشرعية التى يتم تدريسها على طلاب الكليات العلمية والتى لا تتماشى مع دراستهم أو طبيعة عملهم بعد التخرج وتلك المعضلة التى تعمل اللجنة على حلها، بتخصيص المناهج الشرعية والإسلامية لطلاب الكليات النظرية، كل حسب المواد العلمية التى يقوم بدراستها، فعل سبيل المثال ستعمل اللجنة على أن تكون مواد الفقه والحديث والتفسير التى يدرسها طلاب كليات الطب، متعلقة بنقل الأعضاء ونقل الدم وحرمة دم الإنسان وغيرها، ويتم تدريس أحكام البيع والشراء والتجارة لطلاب كلية التجارة وهكذا وتعمل اللجنة على ربط الأحكام والفتاوى الشرعية بالنظريات العلمية التى يدرسها الطلاب فى الجامعة.