عبد الله جول : مصر اكتسبت بعدا جديدا بعد "انتفاضة" الشعب المصري

عربي ودولي

عبد الله جول : مصر
عبد الله جول : مصر اكتسبت بعدا جديدا بعد "انتفاضة" الشعب ال

أوضح الرئيس التركي عبد الله جول أن بلاده ترتبط بمصر بعلاقات تاريخية وثقافية موغلة في القدم ، مشيراً ونحن نرى في هذا البلد شريكا إستراتيجيا في له ثقله ووزنه في منطقتي الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، مضيفًا أنها اكتسبت بعدا جديدا وهاما بعد انتفاضة الشعب المصري وثورته قبل عامين، من أجل الحصول على الحرية والكرامة والديمقراطية.

وتابع نقلا عن وكالة أنباء الأناضول التركية الأربعاء : علينا حاليا أن ننمي هذه العلاقات ونطورها، من خلال تسخير كافة إمكانياتنا في الفترة الراهنة التي تبشر بنوع من الأمل المتنامي، يوما بعد يوم، وذلك حتى يتسنى لنا الوصول، بتلك العلاقات إلى أفضل مستوياتها، في هذا الإطار كنت حريصا على زيارة مصر بعد شهر ونصف الشهر فقط من اندلاع الثورة فيها، قمت بزيارة مصر، لأكون بذلك أول رئيس في العالم يزور مصر بعد الثورة.

وأضاف جول: إنني على يقين تام بأن تركيا ومصر مؤهلتان للمساهمة بدور فعال ومؤثر في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، ولعل تحقيق وقف إطلاق النار في غزة قبل أشهر، لدليل واضح على ذلك.

وإستطرد جول أن تركيا تقف بجانب مصر وهي تجتاز هذه المرحلة الحساسة والعصيبة التي تمر بها، وذلك بكل ما تملك من إمكانيات سياسية واقتصادية وتقنية، وهي على أهبة الاستعداد لتلبية أي مطلب مصري في هذه المجالات. و لعل تخصيصنا 2 مليار دولار أمريكي بهدف استخدامها فى تمويل العديد من مشروعات البنية الأساسية فى مصر حول منها مليار دولار، والمليار الآخر سيستخدم كقروض للصادرات، لأمر يوضح بشكل جلي موقفنا الثابت في هذا الخصوص.

وأوضح ان تركيا ستظل إلى جانب مصر دوما بغض النظر عن التطورات السياسية الحاصلة فيها، فهذا الدعم لكل الشعب المصري من أجل المساهمة في الجهود المصرية الهادفة لترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية والرقي ، معرباً جول عن سعادته لوصول حجم التعاون التجاري بين البلدين إلى مبلغ 5 مليارات دولار أمريكي في العام 2012 ، لكن هذا المستوى لا يرضي طموحنا بشكل كامل، وذلك لأننا نود رفع حجم التبادل التجاري 10 مليارات دولار أمريكي في أقرب وقت ممكن. ولفت إلى أن المستثمرين الأتراك لم يغادروا مصر في أحلك الظروف التي مرت بها، وهذا ما يبشرنا بتنامي العلاقات بشكل مضطرد، كما أننا نرحب بالمستثمرين المصريين للعمل في تركيا وستكون أبوابنا مفتوحة لهم بكل ترحاب.


وحول تقييمه للأحداث التي وقعت مؤخرا في مصر، والمطالب التي تقف وراء تلك الأحداث، قال إننا نثمن الجهود المصرية المبذولة في مرحلة التحول الديمقراطي، ونقيمها بشكل إيجابي، فمجيئ رئيس منتخب للبلاد لأول مرة، وإقرار الدستور عن طريق الاقتراع، وإجراء الانتخابات النيابية في العام الماضي بشكل ديمقراطي، كلها أمور جوهرية تؤكد أن البلاد تسير بخطى ثابتة في مسار التحول الديمقراطي الذي يكون طويلا بعض الشيء، مما يقتضي نوعا من الصبر والتضحية.

وقال: لعل التاريخ مليء بالأمثلة الخاصة بتضحيات جسيمة بذلها كثيرون، ليبقى المسار الديمقراطي في أفضل حالاته. وعلى السلطة الحاكمة، والمعارضة في مصر أن يكونوا على دراية بهذا الأمر، وعليهم أن تتضافر جهودهم لمواصلة المشوار في ذلك المسار.

وأكد جول أنه يتعين على كل من الفئة الحاكمة والفئة المعارضة في أي مكان التمسك بالمفاهيم الديمقراطية، وأن تتحرك وفق مباديء سيادة القانون، وهذا ما نأمل فيه أن يتم في مصر بشكل أفضل.

واعتبر أن مصر سترسخ تجربتها الديمقراطية، وسيصل الشعب المصري وساسته إلى الطرق الديمقراطية المثلى، مشيرًا إلى انه يأمل أن يتواصل المسار الديمقراطي في مصر بدون انقطاع وأن ينجح في ترسيخ أسس التحول وستحترم تركيا دوما خيار الشعب المصري بإرادته الحرة. ولقد كان من دواعي الأسف ما شهدته الفترة الماضية من أحداث العنف سقط فيها العديد من الضحايا، وإننا نبتهل إلى الله عز وجل أن يشملهم برحمته، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وأتقدم للشعب المصري بخالص العزاء.

واستطرد جول: أكاد أجزم أن الشعب المصري سيتجاوز هذه المرحلة والمحنة، وسيخرج منها أكثر قوة، لكني أدعوهم للتحلي بالصبر وتغليب المنطق السليم ومصلحة البلاد، لعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية، وأؤكد لهم أن تركيا ستكون دوما إلى جانبهم لما فيه خير هذا البلد الشقيق.