تصريحات علوش تضع عمان ودمشق في أزمة دبلوماسية جديدة

عربي ودولي

بوابة الفجر

في صباح الـ26 من مايو 2015، كان الأردن يطلب من السفير السوري بهجت سليمان مغادرة أراضيه خلال 24 ساعة، على خلفية إساءات متكررة صدرت عنه تجاه المملكة ودول ذات علاقة تاريخية بها.

القرار الأردني لم يكن مفاجئاً آنذاك للكثير من المراقبين والمحللين نظراً لعدد المرات التي تجاوز فيها سليمان الأعراف الدبلوماسية وهاجم الأردن إلى أن هددها بصواريخ سكود الروسية التي تمتلكها بلاده في أعقاب نشر عمان بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود مع سوريا في عام 2013.

وسارعت دمشق إلى إعلان السفير الأردني شخصاً غير مرغوب فيه رداً على القرار الأردني.

ومرت العلاقات الأردنية السورية منذ تصريحات أطلقها الملك عبدالله الثاني، خلال مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية دعا خلالها الرئيس بشار الأسد إلى التنحي حقناً لدماء شعبه، بالعديد من المناكفات السياسية.

وبات أيمن علوش قائماً بأعمال السفارة السورية بعد طرد سليمان، وهو ما عرف عنه التزامه الدبلوماسي وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحسوبة على النظام لإطلاق التصريحات المثيرة للجدل كما كان سلفه سليمان.

لكن قبل ساعات، خرج علوش بتصريحات قد تلقي به في الطريق ذاته الذي خرج منه سليمان، في الوقت الذي تمر به العلاقات بين البلدين بتحسن متمثل في رسائل غزل سياسي متبادلة بين الطرفين في الفترة الأخيرة.

علوش أكد خلال ندوة أن هذه العلاقات لا تشهد انفراجاً كبيراً، والأردن لم يعبر عن ذلك بتصريحات رسمية، مؤكداً أن "سوريا تتمنى ذلك لإيمانها بأن عمان تتنفس من دمشق والعكس"، حسب ما نقلت وسائل إعلام.

وفي غضون ذلك، أكد الدبلوماسي السوري أن "فتح الحدود بين الأردن وسوريا قادم وستكون المعابر تحت سيطرة الجيش العربي السوري"، مشدداً مع ذلك على أن هذا الموضوع "غير قابل للمساومة نهائياً".

وأضاف: "نستطيع القول إن هنالك رغبة أردنية في فتح الحدود مع سوريا، وتم التعبير عن ذلك لجهات سورية، وهذا جديد في الموقف الأردني".

كما زعم وجود طيارين أردنيين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية، إلا أنهم لم ينفذوا أي طلعات جوية، حد قوله.

وشكك بالمشاركة الأردنية في حرب 73 حيث أتى على ذكر سوريا ومصر دون الأردن، قبل أن يُنبهه في الأسئلة أحد الحضور بالدور الأردني ليقول إنه "لا يعرف عن المشاركة"، محيلاً السؤال لأحد الحاضرين.

مصادر حكومية اعتبرت أن من يُشكك بمواقف الأردن التاريخية ما هو إلا جاهل وأحمق، في معرض ردها على التشكيكات التي نسبت لعلوش.

تهديد دبلوماسي
وأوضحت المصادر، أنه يجري تحري دقة الحديث الصادر عن القائم بالأعمال السوري، مبينةً أن الرد الدبلوماسي سيكون قاسياً إذا ثبت صحّة ما يتم تداوله على لسانه.

وتابعت المصادر، أن "سوريا ستكون أفضل حالاً لو تعلّم دبلوماسيوها إغلاق أفواههم".

وأضافت المصادر، حول الحديث المنسوب لعلوش عن موضوع أن فتح معبر نصيب – جابر هو رغبة أردنية بالقول:  "غير دقيق هذا الأمر بل العكس هو الصحيح لأنها رغبة سورية أكثر منها رغبة أردنية".

ورجحت المصادر أن يتم استدعاء علوش من قبل وزارة الخارجية للاحتجاج على التصريحات الصادرة عنه حال التحقق من صحتها كإجراء مبدئي.

لكن مقربين من الدبلوماسي السوري قالوا لـ24، إن ما نسب لعلوش عبر وسائل إعلام عن تشكيكه بمواقف الأردن وبعض التصريحات المثيرة للجدل غير صحيحة.

واعتبروا أن ما جرى نشره في وسائل إعلام إلكترونية ما هو إلا محاولات لإجهاض أي محاولة لتحسين العلاقات بين عمان ودمشق.

وتتزايد الأنباء عن احتمالات حدوث تقارب أردني سوري في المجالات كافة منذ الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد الحديث عن إعادة فتح المعبر البري بين البلدين وتأكيدات عمان بأنها لن تقدم على فتح الحدود دون وجود الجيش السوري على الطرف الأخر، وهو ما يراه المراقبون بأنه رسالة إيجابية من المملكة إلى النظام السوري الذي اتهمها مراراً بدعم من يسميهم "الإرهابيين" في الجبهة الجنوبية.