عادل حمودة يكتب: أمير قطر يعترف بتمويل الإخوان فى مصر ليسيطروا على البرلمان وليصلوا إلى رئاسة الجمهورية
■ شهادة من صحفى بحرينى تدرب فى أكاديمية التغيير القطرية: المناهج تستهدف قلب نظم الحكم بطرق مبتكرة
■ المتهم البرىء فى خلية الماريوت: فى السجن كان قيادات الإخوان يدعون لقطر عقب كل صلاة
■ المدير الإقليمى لمركز أبحاث الشرق الأوسط: الدوحة دفعت أموالا طائلة للإفراج عن إرهابيين ومنهم قيادات إخوانية
■ العائلة الحاكمة فى قطر باعت ممتلكات واستثمارات لها فى الخارج تقدر بـ 40 مليار دولار ووضعتها فى حسابات شخصية خشية طردها من السلطة
«المزماة» كلمة إماراتية تعنى السلة.. اختيرت اسما لواحد من أهم مراكز الدراسات السياسية فى دبى.. تخصص فى الإسلام السياسى.. ويرأسه باحث هادئ متمكن هو الدكتور سالم حميد.
مساء يوم الأربعاء الماضى استضاف المركز ــ فى إحدى قاعات جامعة زايد بأبو ظبى أربع شخصيات عربية لكشف مخاطر السياسة القطرية على أمن المنطقة هم محمد فهمى ويوسف البنخليل وأمجد طه وأنا.
محمد فهمى سبق أن عمل مع قناة الجزيرة الإنجليزية فى كندا ليجد نفسه ــ بعد ثورة 30 يونيو ــ متورطا فى القضية الجنائية التى عرفت بقضية الماريوت وبعد 400 يوم فى السجن خرج ليرفع دعوى قضائية ضد القناة مطالبا بتعويض عن الأضرار التى لحقت به.
وسمعت منه أنه وهو فى السجن لاحظ أن قيادات الإخوان كانوا يدعون لقطر عقب كل صلاة كما أن قناة الجزيرة استعانت بعشرات من شباب الجماعة ليبثوا ــ عبر أجهزة صغيرة ومتطورة أرسلت إليهم ــ كل ما يثير الفتن فى محافظات مصر المختلفة بجانب فبركة الأخبار والأفلام.
لكن.. الأخطر كما أضاف: أن قطر وظفت عددًا من مكاتب التحريات الخاصة فى الولايات المتحدة لتعقب الشخصيات السياسية والإعلامية المعارضة والمناهضة لها وجمع معلومات عنها واختراق بريدها الإلكترونى إما سعيا لشرائها أو رغبة فى إيذائها.
ويوسف البنخليل رئيس تحرير جريدة الوطن البحرانية اشترك فى إحدى دورات أكاديمية التغيير التى فتحت فى الدوحة لتدريب الشباب العربى (خاصة الخليجى) على تفتيت وإضعاف دولهم وتمكين التنظيمات الدينية من السيطرة عليها.
وأمجد طه من منطقة عرب الأهواز التى تحتلها إيران وهاجر مع عائلته إلى بريطانيا وتربى فيها ليصبح حاليا الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لأبحاث الشرق الأوسط.
تحدث سالم حميد عن سوء استخدام قطر لمفهوم سيادة الدولة.. فالسيادة لا تعنى التآمر على الدول الأخرى وإلحاق الضرر بها والتجسس عليها وتشجيع التنظيمات التى تسعى لتدميرها، كما فعلت قطر فى غالبية الدول العربية ومنها ليبيا وسوريا ومصر والإمارات والسعودية والبحرين.
هنا.. كشفت ــ فيما قلت ــ عن البعثات الثلاث لشباب الإخوان فى مصر التى أرسلت إلى الدوحة وأنقرة وبرلين للتدريب على أعمال المخابرات وتفكيك الأجهزة الأمنية ليكون البديل ميليشيات مسلحة على طريقة الحرس الثورى الإيرانى.
كما كشفت عن أجهزة التنصت المصنوعة فى إسرائيل والمشتراة من قبرص والتى نقلت من الجمارك إلى رئاسة الجمهورية وقت حكم الجماعة للتجسس على المسئولين فى المناصب الحساسة والصحفيين والسياسيين المعارضين.
وتوقفت عند ما ذكره أمير قطر تميم بن حمد فى الأمم المتحدة: إن بلاده ترعى سبعة ملايين طفل فى العالم، مؤكدا أن أسلوب التربية الإخوانى فى التربية والتعليم السائد فى قطر منذ عام 1954 سيحول هؤلاء الصغار الأبرياء إلى إرهابيين وقتلة وينسف الاستقرار فى بلادهم.. فأشجار الشوك لن تطرح تمرا أوعنبا أو تينا.
وليس أدل على ذلك أن الشيخ يوسف القرضاوى المسيطر على العائلة الحاكمة فى قطر قد استضاف مؤخرا الداعية الهندى سلمان الندوى بعد طرده من سلطنة عمان على أثر محاضرة ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية هناك وقال بيان للخارجية العمانية: إنه خرج عن نص المحاضرة بأسلوب لا يتفق مع مبادئ السلطنة ونهجها وسياستها وهو قد تحامل على السعودية وتطاول على بعض الدول الإسلامية بجانب الإساءة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز.
وحسب ما ذكر سالم حميد فإن قطر منحت جوازات سفر لإماراتيين مطلوبين للعدالة حتى يتنقلوا بحرية بين دول العالم وليمارسوا أنشطتهم العدائية تجاه الإمارات والدول العربية التى تكافح الإرهاب.
وحدث الشىء نفسه مع مجموعات من المصريين والليبيين والسوريين تآمروا على بلادهم وسعوا إلى تحطيم دولهم وفتحت الدوحة خزائنها بسخاء لتمويل تلك المخططات.
هنا.. تحدثت عن الخمسمائة مليون دولار التى دخلت مصر فى أعقاب تظاهرات يناير 2011 عبر مطار برج العرب ولم يستطع الأمن ــ الذى كان غائبا وقتها ــ ضبطها.
وكنت قد نشرت فى وجود هيكل اعتراف أمير قطر حمد بن خليفة إليه بأنه ساهم فى تمويل كثير من الاضطرابات التى عمت مصر بدعوى تحقيق الديمقراطية، وذهب أغلبها إلى الإخوان الذين استخدموها فى السيطرة على البرلمان والوصول إلى الرئاسة بجانب ثمانية مليارات دولار حصل عليها الإخوان بعد أن وصولوا إلى السلطة.
وتحدث حميد عن خيانة الضباط القطريين لقوات التحالف فى اليمن بإبلاغ الحوثيين عن مواقع القوات الإماراتية والسعودية، مما أدى إلى استشهاد أعداد منها بدرجة من الغدر والخسة يصعب تصورها.
وهنا أضيف: أن المخابرات القطرية سعت إلى تحريض الشيعة فى السعودية والبحرين على القيام باضطرابات تهدد النظم هناك ونسبت ما قلت لمصادره.
وقدم محمد فهمى شهادات موثقة سجلها صحفيون فى الجزيرة تثبت دعم القناة للتطرف ووجود علاقات قوية بينها وبين قيادات إرهابية اتهمت فى تنفيذ اغتيالات وتفجيرات فى دول كثيرة من العالم، مما جعلها أداة صراع لا وسيلة معرفة وهو ما عرض العديد من مرسليها للسجن أو للموت.
وفى الوقت نفسه اشترت قطر الكثير من الصحفيين ومؤسساتهم الشهيرة والدليل على ذلك نشر صحيفة واشنطن بوست خبر اختراق الإمارات لوكالة الأنباء القطرية دون ذكر دليل أو إشارة إلى مصدر، كما عودت قارئها.
وبصفته متدربًا سابقًا فى أكاديمية التغيير أكد يوسف البنخليل أن هذه الأكاديمية هى فتنة قطرية تستدرج الشباب إلى تدمير الأوطان بما تقدم من خبرات فى هدم المؤسسات ونشر الفوضى وقد دربت شبابا خليجيين ــ ما عدا القطريين والعمانيين ــ على قلب نظم الحكم.
ولوجوده فى بريطانيا توافرت لدى أمجد طه معلومات مثيرة عن تواصل مسئولين قطريين ــ ومنهم سفير الدوحة فى لندن ــ مع قيادات إرهابية هاربة من العدالة الإماراتية وهم يخططون حاليا للتظاهر أمام السفارة الإماراتية فى لندن.
وأضاف : إن السلطات القطرية دفعت أموالا طائلة للإفراج عن متهمين بالإرهاب ومنهم رشيد مصلى وأحمد مفرح «أحد القيادات السرية لتنظيم الإخوان» ومحمد الأحمدى (أحد أعضاء القاعدة وهو مسئول الملف اليمنى فى قناة الجزيرة) ومراد دهنية (وهو إرهابى مطلوب للعدالة كان يهرب الأسلحة إلى السودان تمهيدا لدخولها مصر) وشوهد هؤلاء جميعا فى مؤتمر نظمته قطر.
واستطرد: إن هناك جماعات إرهابية تعمل فى الكويت بدعم من قطر وسينفد صبر الكويت ــ التى تتولى الوساطة ــ قريبا مما تفعل قطر على أرضها.
وتحدث إبراهيم المقداد مدير المركز عن الاتفاقات العسكرية والأمنية بين قطر وإيران مؤكدا أن الطرفين يتكتمان بنود تلك الاتفاقيات الخطيرة لا سيما أن بعضها يسمح بتواجد عناصر وضباط من الحرس الثورى الإيرانى وفيلق القدس على الأراضى القطرية وفى مياهها الإقليمية التى هى مياه إقليمية خليجية مما يهدد مباشرة دول الخليج وهو ما جعل الدول المقاطعة لقطر تطالب بالكشف عن تفاصيل الاتفاقيات القطرية الإيرانية.
وقبل أن تؤكد الندوة أن قرار مقاطعة قطر كان قرارا حكيما قلت: إن المقاطعة جمدت تمويل قطر للعمليات الإرهابية مما أدى إلى انخفاض عددها بنسبة 28% خلال الشهور الخمسة الماضية حسب تقارير مركز متابعة الإرهاب فى جامعة نيويورك، فتسليط الضوء على عصابة إجرامية يشل حركتها ويحد من نشاطها.
وطالب جمهور الحضور بمزيد من الندوات لكشف الوسائل التى تستخدمها قطر فى منهجها وتدخلها السلبى وفضح خداعها الإعلامى.
وطالب أيضا بإخضاع صفقات التسليح القطرية للرقابة الدولية بعد أن أنفقت الدوحة مليارا ونصف المليار لشراء أسلحة لداعش من شرقى أوروبا حسب تقرير صادر عن البوسنة أكد أن من بين 3200 سيارة دفع رباعى تمتلكها داعش دفعت الدوحة ثمن 800 منها.
أما المشاركون فى الندوة فقد طالبوا باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النظام الفاسد فى قطر وعدم استبعاد أى حل لإنهاء مؤامرته ومعاقبته قانونيا لإنقاذ الشعب القطرى من الدول والتنظيمات صاحبة المشروعات التوسعية، مثل تركيا وإيران وجماعة الإخوان.
والحقيقة أن الندوة عقدت فى وقت لم تكف فيه الميديا الإماراتية عن فضح ما فعلت وما تفعل قطر وما أصابها بعد مقاطعتها.. وقد شاركت فى برنامج 35 دقيقة الذى يبث على قناة أبو ظبى.. وتحدثت للعديد من الصحف هناك.. وما قلت لا يزيد كثيرا عن ما تنشر تلك الصحف التى تخصص ثلاث صفحات يومية لتلك القضية الخطيرة التى تمس أمن المنطقة، وربما العالم أيضا.
حسب ما قلت من معلومات فإن العائلة القطرية الحاكمة أصبحت تشعر بالخطر على وجودها فى السلطة، وهو ما دفعها لبيع كثير من ممتلكاتها واستثماراتها فى الخارج (ومنها بنكين فى بريطانيا) ووضعت ثمنها فى حسابات شخصية حتى تجد ما تعيش عليه إذا ما طردت من الدوحة.
وحسب وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية فإن ما باعت قطر من استثمارات وممتلكات وصل إلى 40 مليار دولار.
وقد قدرت الاستثمارات والممتلكات القطرية فى الخارج بنحو 150 مليار دولار دفعت من الصندوق السيادى الذى يصل حجم الأموال فيه إلى 350 مليار دولار.
أكثر من ذلك فقدت المصارف القطرية نحو 65 مليار ريال قطرى خلال الشهور الثلاثة الماضية والتراجع والهبوط والخسائر كانت من سمات البورصة فى الدوحة، وهو ما أدى إلى انخفاض التصنيف الائتمانى وسعر الصرف بل وبدأت كثير من المؤسسات المالية تفكر فى الاندماج.
ولا شك أن الضربة القاصمة للظهر هى سحب كأس العالم من قطر.. ساعتها ستصبح المقاطعة عالمية.. وتسعى بريطانيا لتنظيم تلك الدورة من المونديال ولو فى اللحظات الأخيرة.. خاصة أنها تمتلك البنية الأساسية لتنظيمه.
وكانت نقابة العمال فى هولندا قد هددت فى عام 2014 بمقضاة الفيفا عن انتهاكات حقوق الإنسان فى قطر وأنها ستأخذ الفيفا إلى العدالة لتطالب بتعويض للعامل البنغالى نديم شاريفول علم (31 سنة) وهو عضو فى القسم الدولى للنقابة ويجسد حالة من الرق الحديث فى سوء المعاملة والعيش فى ظروف غير آدمية لا تخلو من السخرة والإهانة.
وكانت الواشنطن بوست قد نشرت خبر وفاة 1200 عامل بسبب ظروف العمل الصعبة جدا وهم يشيدون ملاعب واستادات مونديال الدوحة وتوقعت الصحيفة زيادة عدد المتوفين إلى 4 آلاف عامل قبل الانتهاء من الاستعدادات.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش قطر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ 800 ألف عامل يعملون فى العراء وبعضهم يبنى منشآت كأس العالم 2022 وهم معرضون لخطر الأمراض القاتلة بسبب الحر والرطوبة دون توافر فترة راحة مناسبة.
لكن أهم ما نشر كان زلة اللسان التى جاءت من وزير الخارجية القطرى محمد عبد الرحمن آل ثان عندما أنكر على شبكة التليفزيون الأمريكية (فوكس) عدم دعم بلاده للقاعدة أو الإخوان داعش أو غيرهما من المنظمات الإرهابية فدون أن يقصد وصف تلك المنظمات ــ ومنها الإخوان ــ بالإرهاب.. وإن لم يفسر لم تستضيف بلاده رموز الجماعة (وعلى رأسها يوسف القرضاوى) إذا كانت كما وقع بلسانه منظمة إرهابية؟!