وسط تشاحن كبير.. القصة الكاملة لإنفصال إقليم كاتلونيا عن أسبانيا
وسط أجواء من التوتر تعتريها أحداث تجاذب قوية بين الشرطة القومية الإسبانية وبين إقليم كتالونيا، بدأت عملية التصويت رسميًا فى استفتاء كتالونيا الانفصالى فى تمام الساعة الـ9 صباحًا، سبقها احتشاد قوي وطوابير أمام اللجان فى محاولة لمنع وصول الشرطة الإسبانية للجان الانتخابية وإغلاقها.
وخلال ذلك ترصد "الفجر" القصة الكاملة لانفصال إقليم كتالونيا عن أسبانيا:-
تضاريس وسكان الإقليم
كتالونيا، هي منطقة تقع فى شمال شرق إسبانيا، ضمن 17 منطقة تتمتع بالحكم الذاتى فى إسبانيا، وعاصمة الإقليم هى مدينة برشلونة، تنقسم إلى أربع مقاطعات رئيسية، وهى برشلونة، جرندة، لاردة وطراجونة، وتبلغ مساحة كتالونيا، 32.106 كم²، وعدد سكانه يبلغ قرابة 7.5 مليون نسمة، بجانب هذا تعد من أهم المناطق الصناعية الثرية للغاية.
ويعيش غالبية السكان فى العاصمة برشلونة، التى تمثل مركزا اقتصاديًا وسياسيا مهما، فضلا عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.
لغة شعب كاتلونيا
وتعد اللغة الكتالونية، هي اللغة الرسمية فى الإقليم، إلى جانب الإسبانية، وأغلب سكان الإقليم يتحدثون اللغتين، كما تنتشر اللغة الكتالونية أيضا فى فالينسيا، فى الجنوب، وجزر البليار، ومنطقة روزالين فى فرنسا، لذلك يعتبر القوميون فى كتالونيا، أن هذه المناطق تشكل "دولا كتالونية"، خاصة أنه يتم التشجيع على استخدامها فى التعليم والإعلام.
منذ العصور الوسطى
يمتد تاريخ الإقليم إلى العصور الوسطى، وظهر أول مرة كهوية متميزة مع صعود مقاطعة برشلونة فى القرنين الـ11 و12 ميلاديًا، لتصبح تحت نفس الحكم الملكى لمملكة أراجون المجاورة، وأصبحت قوة بحرية كبرى فى العصور الوسطى، فيما أصبحت كتالونيا، جزءا من إسبانيا منذ نشأتها فى القرن 15 عندما تزوج فرديناند، ملك أراجون، وإيزابيلا، ملكة قشتالة، ليوحدا مملكتيهما.
تجدد الشعور بالهوية والتفكير بالإنفصال
تجدد الشعور بالهوية الكتالونية خلال القرن التاسع عشر، ليتحول خلال هذا إلى حملة من أجل الاستقلال السياسى، وحتى الانفصال وشهدت هذه الفترة مرحلة لإحياء الانتماء الكتالونى، وعندما أصبحت إسبانيا جمهورية فى عام 1931، منحت "كتالونيا"، حكما ذاتيا واسعا خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وكانت حينها معقلا رئيسيا للجمهوريين.
إلغاء الحكم الذاتي
وبعد سنوات وتحديدا في عام 1939، سقطت برشلونة، فى يد الجنرال "فرانكو"، لتمثل بداية نهاية المقاومة الإسبانية، وإلغاء الحكم الذاتى، وتعرضت القومية الكتالونية للقمع، وأصبح استخدام اللغة الكتالونية مقيدا، حتى وفاة "فرانكو" عام 1975.
استرداد الحكم الذاتي مع تكوين مؤسسات
مع ظهور الديمقراطية فى إسبانيا، خاصة بعد وفاة "فرانكو"، عاد الحكم الذاتي مرة أخرى لإقليم كتالونيا، فى العام 1979، وأنشأ البرلمان الخاص به، مع التمتع بحكم ذاتى واسع النطاق.
الهوية الكاتلونية ورغبة الإنفصال
من الحقائق المهمة أن مواطني الإقليم يعتبرون أنفسهم غير إسبان، والكثير منهم يرفضون الحديث باللغة الإسبانية، ولا يتحدثون إلا الكتالانية فقط، بجانب هذا دائما ما يتميزون بوضع العلم المعبر عن الاستقلال الكتالونى المغطى بالنجمة الحمراء والألوان الأصفر والأزرق، في شرفات منازلهم.
استفتاء قبل ذلك
وانطلاقا من الشعور بالهوية لدى الشعب الكاتلوني، والتي دائما ما تختار الانفصال عن أسبانيا، أجرت الحكومة الإقليمية، استفتاء غير ملزم على الاستقلال عام 2014، حيث صوت 80% بـ"نعم"، فيما اعترضت الحكومة الإسبانية، مؤكدة أن الإنفصال ليس من حق كتالونيا دستوريا.
حكومة الإقليم
تتواجد سلطات مؤسساتية في كاتلونيا، من بينها السلطة التشريعية ممثلة في برلمان كتالونيا، حيث يتألف البرلمان من 135 نائبًا يمثلون المقاطعات الأربع.
في الانتخابات التشريعية في سنة 2012 حصل ائتلاف التقارب والاتحاد على أكبر عدد مقاعد يليه حزب اليسار الجمهوري الكتلاني، الذي دخل في تحالف مع "التقارب والاتحاد" على أن يدعم سياسته الانفصالية عن إسبانيا.
حصلت الأحزاب المؤيدة لتقرير المصير الانفصال على 85 مقعدًا في البرلمان، فيما أقر برلمان كتالونيا في 23 يناير 2013 وثيقة الاستقلال بأغلبية 85 صوتًا بمعارضة 41، وورد في الوثيقة "تقرير المصير من خلال استشارة سكان كتالونيا".
الحكومة الأسبانية تعترض
وتقف الحكومة الإسبانية معترضة تمام على إجراء هذا الاستفتاء، وترى بأن هذا لا يحق لكاتلونيا على الإطلاق، وانطلاقا من هذا فإنهم يؤكدون أن الدستور الإسباني ينص على أن الاستفتاءات التي تحظى بأهمية سياسية قصوى يجب أن يقرها مجلس النواب في مدريد، يتخلل ذلك استفتاء لجميع الشعب وليس جزء من الشعب، ولهذا أقرت المحكمة الدستورية بالإجماع إلغاء الاستفتاء الذي دعت إليه الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا سابقا.
الحكومة الأسبانية تعترض
وتقف الحكومة الإسبانية معترضة تمام على إجراء هذا الاستفتاء، وترى بأن هذا لا يحق لكاتلونيا على الإطلاق، وانطلاقا من هذا فإنهم يؤكدون أن الدستور الإسباني ينص على أن الاستفتاءات التي تحظى بأهمية سياسية قصوى يجب أن يقرها مجلس النواب في مدريد، يتخلل ذلك استفتاء لجميع الشعب وليس جزء من الشعب، ولهذا أقرت المحكمة الدستورية بالإجماع إلغاء الاستفتاء الذي دعت إليه الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا سابقا.