بـ"نيران إسرائيلية".. قصة الشهيد الفلسطيني محمد الدرة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حادثة هي الأبشع من نوعها، سقط على إثرها طفل فلسطيني ويدعى محمد الدرة، وأصيب والده بشلل تام، أثناء اشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، راح ضحيتها "الدرة"، الذي خرج مع والده، إلى مزاد السيارات بغزه، وما هي إلا ساعات، حتى أصبحا حديث العالم.

 

عائلة بسيطة

جمال والد محمد الدرة، من مواليد 1966، عاش مع زوجته أمل وأطفالهما السبعة في مخيم البريج للاجئين الذي تديره الأونروا في قطاع غزة.

 

وكان جمال نجارًا ومصممًا للمنازل، وكان يعمل مع موشيه تمام، وهو مقاول عام إسرائيلي، لمدة 20 عامًا.

 

أما محمد الدرة من مواليد 1988، كان طالبًا بالصف الخامس الابتدائي، ولكن تم إغلاق المدرسة في ذلك اليوم بسبب الاحتجاجات.

 

وقالت والدته إنه كان يشاهد الاحتجاجات في التلفزيون ويسأل عما إذا كان يمكنه الانضمام إليها.

 

رصاصات الغدر

ونظرًا لإغلاق الحدود، قرّر الأب وابنه أن يذهبا إلى مزاد للسيارات بغزه، وعند وصولهما إلى شارع صلاح الدين، غرب غزة، قرب مستوطنة نتساريم، كانت الاشتباكات على أشدها بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما جعل جمال يمسك بيد ابنه، مقررا العودة إلى البيت، لكنه فوجئ بطلقات الرصاص تنهال عليهما من برج عسكري إسرائيلي.

 

محاولة النجاه

وسارع الاثنان، إلى الاختباء وراء كتلة اسمنتية على شكل برميل، وحاول الأب الإشارة إلى الجنود الإسرائيليين من أجل التوقف عن إطلاق النار، لكنهم لم يعيروه اهتماما وتوجهوا نحوه، وحاول جمال حماية ابنه من طلقات الرصاص الغاضبة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، فأصابته وابنه عدة رصاصات في مشهد مروع نقلته عدسة المصور الصحافي طلال أبو رحمة، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

 

مقتل الطفل وشلل الوالد

سقط الطفل محمد برصاص الغدر الصهيوني، أما أبوه –وقد حاول أن يحميه بجسده- فقد سكن جسمه ثماني رصاصات إصابته بالشلل التام.

 

لحظة الحادث

ذكر أبو رحمة، مصور حر بقناة فرانس 2، أن المتظاهرين الفلسطينيين تجمعوا من مختلف الأنحاء في تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر 2000م، وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف، فأطلق الجيش الإسرائيلي لرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

 

وتواجد هناك العديد من المصورين، الذين التقطوا مشاهد مشاهد للدرة وأبيه، ولكن التقطت عدسة أبو رحمة فقط اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها الحادثة.

 

موقف إسرائيل

وبمرور الوقت، تغير موقف الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي، من تحمل المسؤولية في أكتوبر 2000 إلى التراجع عن ذلك في سبتمبر 2007.

 

في الثالث من أكتوبر، صرح قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال جيورا إيلاند أن الجنود الإسرائليين هم من أطلقوا الرصاص؛ وقال إن الجنود كانوا يطلقون النار من الشقوق الصغيرة في الجدار،ولم يكن لديهم مجالًا للرؤية الواضحة.