أوبرج الفيوم.. أسطورة ملكية تحولت إلى فندق

منوعات

أوبرج الفيوم - أرشيفية
أوبرج الفيوم - أرشيفية

استراحة الملك فاروق أو برج الفيوم التى أنشأها الملك فاروق عام 1937  لتكون استراحة شتوية ينعم فيها بالراحة والاستجمام و ممارسة هواية صيد السمك التي كان يعشقها بعيدًا عن بلاط الحكم و دهاليزه وتم إنشاء الاستراحة لتطل على ضفاف بحيرة قارون مباشرة.

عزز هذه الفكرة التاريخ العريق والمتنوع لمدينة الفيوم والذي يجمع في عباءته كل حقب الحضارة المصرية  من الفرعونية والقبطية  واليونانية والرومانية والإسلامية، ولم تكد تمر فترة قصيرة حتى تحوّل حلم الملك الشاب إلى حقيقة وحظى المكان بمبنى أنيق  يتمتع بطراز معماري رائع.

وتم تسمية هذه الاستراحة الملكية باسم "أوبرج الفيوم".

تم أنشاؤها على الطراز الإيطالى الريفي وكان الهدف الأساسي منها هو صيد الأرانب البرية والطيور المهاجرة والغزلان.

وكان ملتقى هام للعديد من الشخصيات التاريخية أشهرهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "وينستون تشرشل" الذي التقى "الملك عبدالعزيز آل سعود" ملك السعودية في الفندق فى فبراير 1945 على هامش مؤتمر الأقطاب لدول الحلفاء و الذي حضره الرئيس الأمريكي "روزفلت" وقتها في القاهرة إلا أن الملك عبدالعزيز فضل الإقامة في أوبرج الفيوم حيث وضعت في القاعة صورتين متقابلتين للقائدين و قد شهد الكثير من الاتفاقيات والاجتماعات السياسية الهامة.

وقد تم تسليمها بعد ثورة الضباط الأحرار إلى "السياحة و الآثار" لأنها من ضمن الممتلكات الملكية و بعدها تم تأجيره ليفقد جماله وأهميته.

تبلغ سعة الفندق 50 غرفة من بينها 3 أجنحة أشهرها  الجناح الملكي الذي كان يقيم به الملك فاروق عند إقامته الشتوية في الفندق وقد عمل مصمم الديكور عند تجديده على أن يعطيه لمسة جمالية تضيف لما فيه من فخامة  فقد حكى قصة الملك فاروق بالصور التي تناثرت بنظام على حوائط غرفة الاستقبال السفلى  فنجد صورته وهو طفل ثم تقلده العرش وحفل زواجه بالإضافة إلى إطارين أنيقين يحمل كل واحد منهما صور زوجاته ناريمان وفريدة على الرغم من أن هذه الغرفة لم تقم معه فيها سوى ناريمان والتي أمرت أن يكون السرير في الأوبرج مشابهًا للموجود في القاهرة  بالإضافة إلى التاج الملكي الذي يعلو السرير وتتدلى منه ناموسية ناعمة بخفة  دلال وهناك باب خارجي للغرفة يطل على حديقة خاصة به  وعلى ممر يؤدى إلى رصيف الصيد الخاص بالملك فاروق و الذي كان يقضى عنده الساعات الطوال  فالملك كان عاشق لرياضة الصيد بكل أنواعه والفيوم ذات صيت عالمي كموقع متميز لصيد أجود أنواع الأسماك من البحيرة  و أيضا البط و السمان المهاجر ولكن بسبب انتشار الإنفلونزا أصبح هناك بعض التحذيرات بهذا الأمر.

ويربط غرفة الاستقبال و النوم سلم من خشب الأرو  يمنحك مع كل خطوة فوقه شعورا بالفخامة الملكية  خاصة عندما تلمح على جانب  السلم العديد من صور الأسرة المالكة قبل فاروق.

وإدارة الفندق تقدم لأي زائر فرصة الاستمتاع بالجو الملكي والمبيت بين جدران هذه الغرفة التي عبقت بالفخامة فقد جعلتها متاحة للإيجار لأي فرد كي يعيش بعض الوقت بين حوائط التاريخ.