منال لاشين تكتب:"كتابيه".. عمرو موسى مناضل فى أحضان السلطة
■ السادات رفض تعيين أسامة الباز وزيرا للخارجية لأن ملابسه سيئة
■ أحمد ماهر كان "زومبجى ومعقد" والجنزورى مصاب بداء المؤامرة
■ عمرو موسى كان صديقا لمبارك فى "الشوبنج" ومنحه وسام وشاح النيل ورشحه لجامعة الدول العربية
قرأت يوما أن المذكرات الجيدة هى التى تروى صفات صاحبها وليس أحداث حياته فقط، وبهذا المعيار فإن الجزء الأول من مذكرات عمرو موسى جيدة بالتأكيد، فالمذكرات لا تخلو من الفخامة واللغة الأنيقة والأسلوب المراوغ الذكى، حتى عندما أراد موسى أن يقلل من بعض المسئولين فقد فعل ذلك بذكاء لاعب بوكر محترف، ولكن المذكرات لا تستطيع أن تحمل عبر صفحاتها كاريزما عمرو موسى، ولهذا وقعت مع كثرة التفاصيل فى فخ الإطالة بعض الشىء، خاصة أن المذكرات على ثلاثة أجزاء.
وقد أصدرت دار الشروق الجزء الأول من المذكرات، ويشمل حياته الخاصة ونشأته وحياته فى الخارجية وينتهى الجزء الأول بخروجه من الخارجية بعد 32 عامًا تفوق فيها، وعشر سنوات وزيرًا لامعًا للخارجية. ولاشك أن سنواته كوزير للخارجية هى أزهى وأفضل سنوات حياته، وحققت له شعبية خرافية كانت أحد الأسباب المباشرة فى خروجه من منصبه إلى الجامعة العربية، وهى الجزء الثانى من المذكرات، أما الجزء الثالث فهو ما بعد ثورة 25 يناير.
أول خدعة قام بها موسى جاءت فى مقدمة الكتاب. فهو يقدم نفسه بوصفه (سابقا) وزير خارجية سابقاً مدير الجامعة العربية السابق مرشح رئاسى سابقاً ورئيس جمعية الخمسين للدستور سابقا. ومع هذه الكلمات يتسرب الإحساس بأن الرجل أنهى حياته العامة وأنه لا يريد من الدنيا شيئا ولذلك فإن كل ما يقوله للتاريخ. مذكرات مجردة عن الهوى. ولكن حين تتوغل فى قراءة المذكرات ستكشف عن أكثر من هوى لعمرو موسى.
أما صدمة المذكرات بحق للكثير من عشاق عمرو موسى،خاصة عندما كان عمرو موسى وزيرا للخارجية، فصدمة حول علاقته بالرئيس المعزول مبارك.
1- مناضل فى حضن السلطة
لا أنكر أننى كنت من عشاق عمرو موسى عندما كنت شابة وكان وزيرا للخارجية. أتابع كلماته النارية ومواجهته مع أمريكا وإسرائيل، وأتألم لمعاناته مع مبارك وشلته. وأكاد أجزم أن هذا الشعور تملك الملايين من المصريين، خاصة أن عمرو كان يلمح أنه مستعد لدفع ثمن مواقفه ولا تراجع أو استسلام. وقد بلغ من شعبية عمرو موسى أن غنى شعبان عبدالرحيم له أغنيته الشهيرة (بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل) وقد احتفى موسى بالأغنية والمطرب فى مذكراته.
ولكن الصدمة أن علاقته بمبارك بنص كلماته وحكاياته كانت «سمن على عسل» باستثناء العام الأخير. وحتى عندما غضب عليه مبارك فلم يركنه على الرف مثلما فعل مع آخرين اختلف مبارك معهم. يعترف موسى أن مبارك هو من اقترح توليه الجامعة العربية ورأى عمرو أنه حل كريم ومخرج جيد. ومع ذلك يؤكد موسى أن موقفه من القضية الفلسطينية أدى إلى خروجه من الوزارة، متجاهلاً أن مبارك رشحه إلى منصب أهم.
ويرصد عمرو موسى مظاهر غضب مبارك منه، وهى مظاهر تثير السخرية والضحك. يروى عمرو موسى أن مبارك منحه بعد خروجه من الوزارة وشاح النيل يضيف عمرو أن مبارك كان مستاءً ولم ينظر فى عينه. وطبعا دى عقوبة فظيعة وتضحية كبرى نتيجة لنضال عمرو. أما العقوبة الأخرى فهى أن مبارك خطط لحرمان عمرو موسى من وسام مهم من فرنسا. فنتيجة لسفر مبارك لفرنسا فى الوقت نفسه الذى سيتم فيه الاحتفال بوسام عمرو تم تأجيل الحفل ولم يمنح عمرو موسى الوسام الفرنسى لأن صديقه وزير الخارجية الفرنسى رحل من المنصب. بالطبع يجب أن نتعاطف مع تضحيات عمرو موسى والعقاب الشديد الذى ناله من مبارك.
من باب الموضوعية أن بعض فصول وحكايات المذكرات تعكس خلافاً أو بالأحرى اختلافا فى وجهات النظر بين مبارك وعمرو موسى.
وعندما كتب موسى فصلا خاصا عن مبارك كتب السلبيات والإيجابيات. وصف مبارك بأنه ديكتاتور ويسمح بفساد من حوله (ولكن بحدود) ولم يهتم بالتنمية وكان أمنه الشخصى رقم واحد فى أولوياته. وهى سلبيات لم يعد ذكرها من الشجاعة بعد ثورة 25 يناير. ولكن على الجانب الآخر يتحدث عمرو موسى بود وإعجاب عن مبارك وصفاته وذكائه. بل إن بعض الحكايات تعكس علاقة الود المتبادل بين مبارك وعمرو موسى لدرجة أن عمرو موسى لم يتورط فى قصص أو بالأحرى حقائق بيزنس أولاد مبارك.
يحكى أنه نزل مع مبارك فى جولة شوبينج بالخارج، واشتروا معا «بدلاً وقمصانًا» وحصلا معًا على خصم 40%. وبعد ذلك جلسا فى قهوة. وهو سلوك لا يفعله الرئيس إلا مع من يرتاح إليه ويثق فيه.
فالمذكرات تكشف بوضوح أن عمرو كان يلعب دورًا متفقًا عليه فى مسرحية سياسية، لكن عمرو مرسى أجاد أكثر مما يجب أو خرج عن النص بلغة المسرح، فكانت الفجوة بينه وبين مبارك. ومع ذلك يحسب لموسى أنه اختار دور المناضل ورفض أن يلعب دور الخائن أو العميل وحافظ على كرامته وكبريائه. ويحسب له أنه منح ملايين المصريين إحساس الفخر بمسئول مصرى حافظ على كرامة مصر، وكان ندا قويًا لكل أقرانه فى الدبلوماسية الغربية.
2- طعنات
فى المذكرات يتحدث عمرو موسى عن عشرات وربما مئات الشخصيات التى عرفها وتعامل معها. وفى أحيان كثيرة يتحدث بإعجاب. ولكننى توقفت عند ثلاث شخصيات يبدو أنهم تركوا ندوبا فى حياته المهنية أو الشخصية. ندوب تركت أثرها فى المذكرات، ولم تستطع كل الطريقة الدبلوماسية أن تخفى موقفه العدائى منهم. والشخصيات الثلاث هم رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزورى ومستشار الرئيس السياسى أسامة الباز ووزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر.
فى حديثه عن الجنزورى يقول أنه (شاسيه) وهو تعبير عن الرجل يوحى بالمكانة والإنجاز، ولكنه يسهب فى وصف قلق الجنزورى عن التواصل مع الوزراء وخوفه الدائم من الوشايات عند مبارك، وحرصه المبالغ فيه على الاقتراب بل الالتصاق بمبارك حتى فى سفرياته الخارجية، ولكن موسى لا يذكر أى خلافات بينه وبين الجنزورى. رغم أنه كان فى موقع يخشاه الجنزورى،لأن عمرو موسى كان وزير خارجية يعمل مع الرئيس مباشرة ويقابله كثيرًا، والفرصة متاحة للوشاية بالجنزوى.
ولكن الشخص الذى صدمت من تعامل عمرو موسى معه هو الدكتور الراحل أسامة الباز؟ منذ بداية المذكرات وعمرو يقارن نفسه بالباز وبالطبع المقارنة لصالح عمرو موسى. يقول إن الكثير طلب منه أن يكتب مذكراته ولا يكرر مأساة أسامة الباز الذى لم يكتب مذكراته. ويضيف عمرو موسى أنه لديه ملفات وتجربة متنوعة أكبر من الباز.
وفى كل حكايات عمرو موسى عن اللقاءات الخارجية يظهر الباز ككومبارس مجرد اسم.
وبعد هذا التحرش البسيط يأتى رأيه فى الباز يتمتع بذكاء منقطع النظير وشخصية غريبة الأطوار يتبسط فى مظهره (يلبس أى حاجة) ويضيف أن أحد الصحفيين حكى له هذه الواقعة. أما الواقعة فهى أن السادات كان يبحث عن وزير خارجية وقال له الصحفى لم تتعب نفسك فى البحث عن وزير فى الخارج ولديك واحد من أفضل الدبلوماسيين وهو أسامة الباز ويمكن أن يكون وزيرا ناجحا من اللحظة الأولى. وهنا دخل الباز ليعرض أمرا على السادات وبعد أن خرج الباز قال السادات لمحدثه: شايف أسامة لابس إزاى هو لا ينفع وزيرا للخارجية إنما مكانه معايا هنا. وأظن أن هذه الحكاية مجهولة المصدر إهانة للباز ولا تعكس حقيقة الرجل. فلو أراد أن يكون وزيرا للخارجية لارتدى الملابس الملائمة بالطبع فضلا على أن السادات أبقى الباز بجواره لقدراته التى لا ينكرها عمرو موسى بالطبع، ولكنه يحكى القصة المجهولة فقط مجرد حكاية. لا ينسى عمرو موسى الإشارة إلى علاقات الباز بالفنانات ولكن فى إطار دبلوماسى مراوغ فهو يذكر هذه المعلومة فى إطار محاولات البعض التشنيع على الباز.
المثير أن عمرو موسى لم يذكر هذه الشائعات النسائية وهو يتحدث عن رئيس الديوان السابق الدكتور زكريا عزمى على الرغم من أن شائعات من هذا النوع طالت زكريا عزمى أيضا. كما أنه بالطبع لم يلمح لذات الشائعات التى طالته هو شخصيا.
وللموضوعية فإن عمرو موسى ذكر أن الباز من طراز سياسى يصعب إعادة إنتاجه، ولكنه لم ينس أن يضيف أن الباز لم يكن ينطلق من موقف أيديولوجى أو خط فكرى أو التزام قومى بعينه.
ولا ينسى عمرو موسى أن يذكر حرصه على حفظ كرامة وكبرياء الرجل بعد تراجع دوره. (بالبلدى) صاحب فضل عليه. وهذا أيضا لعب بالأوراق والتاريخ. فنفوذ الباز تراجع ليس بسبب عمرو موسى أو حتى أثناء رئاسته للخارجية، ولكن نفوذ الباز تراجع بعد صعود شلة جمال مبارك وتمكنها من الكثير من الملفات بما فى ذلك السياسة الخارجية.
نأتى إلى الشخصية الثالثة التى خصها عمرو موسى بطعنات دبلوماسية جدا وهو وزير الخارجية أحمد ماهر وهو الوزير الذى خلفه فى المنصب. بعد مقدمة ناعمة جدا عن العلاقات بينهما وأن والد ماهر كان يعالج عمرو موسى وهو طفل وعمره عامان. بعد النعومة يذكر أنه اقترح على مبارك تعيين أحمد ماهر سفيرا للقاهرة فى واشنطن. وكان رد مبارك حسب رواية عمرو (أحمد دا زومبجى بلا أحمد بلا بتاع) ولكن فى النهاية عين ماهر سفيرنا فى واشنطن، واستمرت العلاقات المتردية بين عمرو وماهر، ولعل أحد أسباب اختيار أحمد ماهر خلفا لموسى هو الخلاف المستمر بينهما، وذلك كنوع من العكننة على عمرو. وكان اسم على ماهر قد طرح لتولى المنصب، ولكنهم اختاروا شقيقه أحمد ماهر. وهو وزير الخارجية الذى دخل التاريخ بواقعة ضربه فى مؤتمر صحفى.
وفى نهاية حديث عمرو عن غريمه أحمد ماهر ينقل عن بطرس الكبير أن أحمد ماهر معقد. وأن شقيقه على أفضل منه.
3- مرجع تاريخى
على الرغم من أن عمرو موسى شخصية شعبية وشهيرة جدا إلا أن الجزء الأول من المذكرات سيظل مرجعا تاريخيا مهما، وليس مذكرات شخصية إنسانية. بالتأكيد هذا الجزء يحمل أحداثا ويكشف أخرى فى فترة مهمة فى تاريخ مصر والخارجية، وهو مرجع لا غنى عنه للسياسيين والإعلاميين المهتمين بالسياسة الخارجية لمصر وملفات الوطن العربى وفى القلب القضية الفلسطينية وامريكا وتركيا وإيران وطبيعة وكواليس العلاقات العربية وأسلوب تسيير السياسة الخارجية فى مصر.
كما أن المذكرات مرجع مهم لكل دبلوماسى شاب يرغب فى السير على خطى عمرو موسى.
ويبدو أن اهتمام موسى بهذا الجانب أثر بشدة على الجانب الشخصى أو التجربة الإنسانية فى المذكرات. فعمرو كان بخيلا فيما يتعلق بحياته الشخصية،وركز على أصول عائلته وكان فخورًا جدًا بأنه من عائلة برلمانية عريقة وفدية، وأعتقد أن هذه الأسلوب يعكس أيضا جانبا من شخصيته، فهو رجل يحب أن يضع حاجزا ولو زجاجيا ومسافة بين الخارج وحياته الشخصية ومشاعره. ولكن جاذبية وكاريزما عمرو تجعل الكثيرين لا يشعرون بهذه المسافة.
فهو يتحدث عن حبه فى مراهقته أن يذهب للسينما ويذكر أسماء دور العرض الشهيرة، ولكنه لا يذكر أسماء الأفلام أو الأبطال الذين بهر بهم أو تأثر ببعضهم، وقد كنت أتمنى كقارئة أن توفر المذكرات قدرا أكبر من الاقتراب من عمرو موسى الإنسان.
ولكن المذكرات عكست أفضل وأهم صفات عمرو موسى وهو الطموح الشديد والعمل الجاد على تحقيق طموحه أو حلمه. فمنذ أن التحق بالخارجية وهو يتعجل العمل فى بعثتنا بالأمم المتحدة، وكان يردد أنه سيكون وزيرا للخارجية. وهو يهتم بجميع تفاصيل العمل وكيف يبدو فى أحسن صورة وفى المقدمة والقمة دوما. ويسعى إلى الفوز بما لم يصل إليه الآخرون.
يحكى عندما كان سفيرنا فى الهند حكاية لطيفة ولكنها تشى بمدى اهتمامه بأن يكون فى المقدمة. فقد كانت رئيس وزراء الهند فى ذلك الوقت أنديرا غاندى، وعرف عمرو موسى أنها لا تجلس مع أى سفير أكثر من خمس دقائق وأحيانا دقيقتين، وبعد هذه الدقائق تبدأ فى الانشغال بملفاتها مما يضطر السفير إلى الرحيل. ولكن عمرو استطاع بذكائه أن يجلس معها 37 دقيقة، ويقول عمرو أن هذا الوقت كان حديث المجتمع الدبلوماسى فى الهند. المثير أن عمرو خشى أن يقابل أنديرا مرة أخرى بل فوت الجلوس إلى مائدتها فى أحد الاحتفالات لسبب غريب. فقد خشى أن يفشل أمامها مرة أخرى (مش كل مرة تسلم الجرة) ولذلك فضل أن يحتفظ بذكرى انتصاره بدلا من التعرض لهزائم. هذا رجل يجب أن يحتذى به فى طموحه وسعيه للوصول لتحقيق أحلامه.
4- أزمة عبد الناصر
المذكرات تحوى قضايا كثيرة تثير الجدل ومواقف تتعلق بعمرو موسى نفسه فى السياسة الخارجية لمصر ولكن المثير أن الهجوم الكاسح على المذكرات وعمرو موسى جاء بسبب قصة من ثلاثة سطور. ولكنها تمس الزعيم جمال عبدالناصر. فعندما كان عمرو دبلوماسيا شابا فى سفارتنا ببرن كان يحضر (بحسب المذكرات) طعاما مستوردا خاصًا للزعيم جمال عبد الناصر بسبب إصابة عبد الناصر بالسكر. ولم يقبل الكثيرون وأنا منهم هذه القصة، ولكننى أميل إلى أن صغر سنه ومكانته فى هذا الوقت قد يكون السبب فربما كانت المأكولات لشخص آخر فى الرئاسة أو أدوية، ولكننى لا أظن أن عمرو اخترع القصة لأسباب خاصة أو سياسية. ولكننى ضد تقييمه لنظام عبدالناصر والذى كان يستدعى الهجوم وليس قصة «برن».
هذا الهجوم مع الأسف اختلط بهجوم سابق وساحق ومقيت من بعض الأقلام والإعلام على عمرو موسى. وكأن هذا الرجل (السابق) كما وصف نفسه.. الرجل الذى يحمل أكثر حياته على ظهره سيهدم مصر أو يضر بالأمن القومى. وبالطبع أختلف مع بعض سياسات وخطوات عمرو موسى سواء وزيرا للخارجية أو مديرا للجامعة العربية أو رئيسا للجنة الخمسين، فضلا عن ذلك لم أمنحه صوتى فى الانتخابات الرئاسية. ولكن الخلاف والاختلاف لا يجب أن يقلل من قيمة وقامة رجل عابر للحدود والأنظمة مثل عمرو موسى. رجل يملك بالفعل مواهب فذة وكاريزما وذكاء خارقين. رجل لعب أدوارا مهمة فى تاريخ مصر والوطن العربى. وأعتقد أن الجزء الأول من المذكرات (كتابيه) يؤكد هذه الحقائق ويفتخ بابا للجميع للتحاور والاختلاف، لكن هناك فارقا كبيرًا بين الاختلاف وحملات التشويه والتجاوزات التى لا تلفت بالطبع نظر المجالس الوطنية للإعلام والصحافة ولكن تلك قصة أخرى. فى انتظار الجزء الثانى من مذكرات عمرو موسى عن سنوات الجامعة العربية وهو جانب من حياة عمرو يثير الزوابع والأعاصير والانتقادات. أما عن الجزء الأول فحقيقى لو كنت تمتلك 225 جنيها فلا تتردد فى شراء مذكرات عمرو موسى لتتعرف على رؤية مهمة فى سياسة مصر الخارجية.