الركود يضرب سوق الأدوات المدرسية في الإسكندرية .. والباعة: "الأسعار السبب" (صور)
بين أزقة ميدان محمد علي بمنطقة "المنشية" بوسط الإسكندرية، يتوافد السكندريون ومع قرب العام الدراسي الجديد على سوق المستلزمات الدراسية أو فيما عُرف بسوق "كمال سعد"، هذا السوق الذي إكتسب لشهرة كبيرة كمكانًا لمئات البائعين لعرض المستلزمات والأدوات والملابس الدراسية في موسم أطلقوا عليه بموسم الرزق، ولكن في هذا العام وقبل أيام قليلة من بدء العام الدراسي يعانى السوق الشهير من حالة ركود كبيرة لم يشهدها من قبل، وذلك بسبب إمتناع قطاع كبير من أولياء الأمور حتى اللحظة على الشراء نظرًا للإرتفاع الشديد في الأسعار هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.
وقال إسماعيل السيد - بائع زي مدارس، أن الاقبال ضعيف وذلك بسبب غلاء الاسعار، وقد شهد هذا القطاع زيادة بنسبة 20% عن السنة الماضية والسنة التي قبلها، منوهًا أن النسبة هذا العام أعلى من العام الذي سبقه، بسبب فيما اسماها بـ"الإنتكاسة الإقتصادية" في البلد، حيث أن كل شيء أصبح غال بسب ارتفاع الدولار والخامات وكذلك المنتج.
ونوه إسماعيل، إلى أن السنة الماضية في مثل هذا الأوقات كانت افضل من السنة الحالية خاصة وأن الناس مرهقون من مصاريف العيد، وفي حالة ركود، مؤكدا في الآن ذاته على أن مستلزمات العودة المدرسية أهم من الأكل والشرب ومن أي شيء آخر، بحكم أن ولي الأمر مضطر أن يدخل ابنه المدرسة ويحضر له الزى المدرسي ويضطر "يعصر نفسه عشان خاطر ابنه"، على حد تعبيره.
واستطرد إسماعيل حديثه، بتأمله فى الله بأن يتغير الوضع ويصبح هنالك اقبال بالفترة القادمة، لأن هذا هو مورد رزقهم، و"سلسلة الرزق مكملة بعدها" كما ورد على لسانه، ومن ثم اختتم حديثه، بتوجيه رسالة للمسؤولين تمنى فيها أن يتحسن الوضع في قادم الأيام.
أما عادل ناظم كامل - بائع مستلزمات دراسية، فقد أكد على أن مردود العمل بالسنوات الأخيرة كان أفضل بكثير من هذه الأيام العجاف، فقد كان الباعة يكتفون بمدخولهم الذين حصدوه طيلة الفترة التي تسبق شهر 9، لتكون الفترة التي بعدها نوعا من الإجازة وهم راضونا بقسمة الله - كما جاء على لسانه، لكن الوضع الآن إختلف تماما، وأصبح هؤلاء الباعة يتمنون عودة يوم من تلك الأيام، حيث هناك حالة ركود كبيرة من المواطنين حتى الأن.
وأضاف عادل بأن هذا هو موسم رزقهم الكبير الذي يعولون عليه طوال السنة، مشيرًا إلى أن سبب عزوف المواطنين عن الشراء هو تدهور اقتصاد البلد، ففيما قبل سنة 2010 كان الدولار لا يتعدى سعره 4 او 5 جنيهات، موضحًا أن باعة المستلزمات المدرسية، هم أكثر ناس مرتبطة بالدولار لان كل السلع يتم استيرادهت، فالكراسة ذات 20 ورقة كانت العام الماضي بـ 75 قرشا، لتصبح هذا العام بـ 175 قرشا، مع العلم أنها أقل ما يوجد في صنف الكرسات، أما علبة أقلام الرصاص، فقد كانت بـ 3 جنيه وبلغت حاليا 8 و10 جنيهات.
كما أصبحت علبة ألوان الرسم بـ 15 جنيهًا بعد ما كانت بـ 5 جنيهات فقط، ورغم ذلك فإن الحرفاء يميلون إلى المنتوج الغالى لأنهم لا يستخسرون شيئا في أبنائهم، مشيرًا إلى أن السوق يستمر إلى غاية الشهر 12 خاصة مع الطلاب الذين أصبحوا زبائن لهم.
ومن جهته، قال مصطفى مجدي - مسئول بالشئون القانونية بشركة "كمال سعد" للورق، أن أسعار المستلزمات المدرسية زادت بسبب زيادة الدولار والورق والتغيرات الاقتصادية فى البلد، منوهًا بأن هناك ركود كبير وهو يعد أسوء موسم مر عليهم، لأن الناس كانوا يشترون باكو الورق بـ 11 جنية من سنة ونص والآن بلغ 25 جنيه رغم أن الشركة لا تضع هامش ربح فى الكراس لأنها تصنعه.
وقد أضاف مصطفى أنه في مثل هذا اليوم من سنة كان هناك اقبال، لكن هذه السنة هناك حالة ركود كبيرة، مشيرًا إلى أن الورق الذي يشترونه خام وهو من مصنع بمدينة قنا أو يتم إستيراده من خارج مصر، أما بالنسبة لمصنع مدينة قنا فهو يصنع الورق كجودة الكراس وليس كجودة ورق التصوير ويعطي لشركة كمال أحمد المادة الخام لمصانعها وهم يشرعون في تسطيره، ويقومون بتجهيزه ككراس في مصانعهم.
هذا وقد أكد المسؤول بشركة كمال أحمد، أن إرتفاع الأسعار مرده ارتفاع الدولار وارتفاع البنزين والغلاء فى جميع الأشياء ومواد التكليف باجمعها، فالمادة الخام عبارة عن ورق كبير يتم تحويله إلى ورق كراس فى مصنع قنا ثم تصديره للشركة.
وقد نوه مصطفى، إلى أن الزيادة قدرت هذا العام بنسبة 100%، فى المقابل الشركة تضع هامش ربح ضئيل جدا - حسب رأيه -، حيث أنهم يقومون بالتوزيع على مستوى كافة الاسكندرية، خاصة وأن الكل متعود على الإقتناء من عند شركتهم، سواء البائعين او كذلك العاملين بالبيع القطاعي.
وفي مقارنة بين ظروف القطاع بالسنة الفارطة وهذه السنة، أكد لنا مصطفى أنه لو إقتنى بضاعة بكمية معينة خلال السنوات الفائتة بـ 10 ألاف، فإن هذا المبلغ لن يأتي بشي هذا العام، مضيفًا، أنه لا أحد ظل يشتري مثل السابق، فالحريف كان يقتني كمية وأصبح حاليا يشتري على "القد" وذلك حسب رأيه.
أما عن متطلبات العمال في الشركة، رد مصطفى قائلًا أنهم يبدؤون "واحدة واحدة" مع العاملين، حيث أنه لا يوجد أي عائد من الدولة التي لا تقوم بتوفير ورق للشركة مثل مصانع لتصنيع الورق، كما أنه هناك عمال تركوا العمل بسبب زيادة تكاليف المعيشة، حيث أنهم كانوا يعتمدون على الرزق الإضافى من الزبائن أو فيما يعرف بـ"التبس"؛ فالعامل كان يأتى فى أخر اليوم ويجد معه مبلغ بجانب المرتب، ولكن الآن هناك ركود فأصبح العامل لا يجد هذه الميزة، وأصبح إعتماده على المرتب فقط، ومع إرتفاع تكاليف المعيشة ترك عمله لعمل أخر من أجل أن يكفل إحتياجات أسرته.