التسويق الشبكي الإلكتروني.. شركات تبيع وهم الثراء السريع.. وهكذا تصطاد ضحاياها

السعودية

بوابة الفجر


برغم تحذيرات الجهات المعنية من الانخراط في منظمات التجارة الوهمية الهرمية الشبكية، والتي تتلاعب بعملائها وتوهمهم بربح سريع في أيام معدودة، مع وعودهم بالعروض التي يقدمونها لهم في حال أحضروا لهم عملاء آخرين لتكوين شكل مجموعتهم الهرمي؛ فإن هذه الشركات لا تزال تنشط وتطارد ضحاياها من الباحثين عن عمل.

تواصلت "سبق" مع عدد من الضحايا معظمهم سيدات وقعن في فخ هذه الشبكة، ورفضن الحديث خوفاً على أنفسهن من الفضيحة أو معرفة أحد من أفراد أسرهن بما وقعن فيه. حسب صحيفة "سبق"

وتمكّنت "سبق" من الوصول إلى إحدى الضحايا "بسمة العتيبي" التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع ضحية هذا التلاعب، وبالاتفاق مع "سبق" أكملت دورها مع السمسارة، التي بيّنت في أول حديثها للضحية مشروعية هذا العمل وأنه آمن ولا خوف من الدخول فيه، وهناك أناس تسطيع التواصل معهم ليؤكدوا لها نجاح تجربتهم مع هذه التجارة الإلكترونية.

بعد ذلك عرضت الضحية مبلغ 100 ألف ريال على السمسارة، والتي بدورها أغراها كثرة المبلغ وحاولت بكل الوسائل تسريع عملية اللقاء وسرعة كتابة العقد.

وحول آلية العمل بيّنت السمسارة أن فكرة المشروع بشكل عام مشروع (بزنس أون لاين) لها أكثر من مجال يشمل مجال الدعاية والإعلان والتسويق... إلخ.

وأضافت: هذا هو عصر الأون لاين وهو آخذ في التوسع بشكل خيالي؛ مبينة للضحية أن أسرع وسيلة الآن لكسب المال هي الإنترنت.

وتابعت: قد يكون لكِ نصيب من هذه الفرصة، وسأعمل جاهدة على أن أرتّب لك موعداً؛ حرصاً على عدم تضييع وقتك ووقت مَن سنلتقيهم؛ إذ يحتاج ذلك إلى ترتيب موعد من أجل أن يتأكدوا أنك تستحقين العمل معهم؛ فهم يحتاجون إلى عملاء مميزين وجادين ليحصلوا على دخل عالٍ ويسعوا لتأسيس سيدات الأعمال من الصفر.

وبدوره حذّر عضو برنامج الأمان الأسري الوطني "عبدالرحمن القراش" من المنظمات الوهمية للتجارة الهرمية الشبكية.

وأضاف: منذ سنوات عديدة ونحن في الوطن العربي عُرضة للنصابين والمحتالين الذين يوهمون الناس بالثراء السريع مقابل مبالغ زهيدة لا تكاد تتجاوز المئات، وأحياناً الثلاثة والأربعة آلاف.

وأردف "القراش": العجيب في ذلك أن الدول بجميع وزاراتها "تحذّر وتنبه" من خطر مثل هذه التنظيمات؛ ولكن بعض الناس لا يزال مُخَدَّراً بالكلام المعسول الذي يسمعه من أولئك النصابين والنصابات عن الثروة الوهمية.

وتابع: من العقار غير المملوك أصلاً للمعلنين، إلى المكاتب السياحية التي تضمن لك أسبوعاً في فندق ما، إلى بيض الدجاج، إلى بطاقات الهاتف مسبقة الدفع، إلى مواقع الإنترنت الخاصة بالمتاجرة بسندات الذهب والألماس في أدغال إفريقيا، وصولاً إلى المكملات الغذائية ووهم الرشاقة؛ حتى أصبح أحدهم يتحدث معك وكأنه طبيب ضليع في كل أقسام وأمراض وعلل الجسد الإنساني.

كيف يصطادون فريستهم؟

وحول اصطياد ضحاياهم قال "القراش": في العادة أولئك النصابون والنصابات يجدون ضالتهم في مواقع التواصل من خلال اصطياد "المشاهير والرموز الاجتماعية"؛ كي يكونوا واجهة لهم وعنصر جذب وعاملاً دعائياً للناس الذين وثقوا في علمهم وأخلاقهم وفنهم ومبادئهم؛ فأي موضوع أو قضية يتبنونها لا يسع الناس أمامها إلا تصديقهم والانسياق وراء حلم الثروة؛ لذلك أولئك النصابون والنصابات دائماً يرددون أسماء المشاهير ويعرضون صورهم قبل النصب على الفريسة.

وأكد أنهم لا يجتمعون مع أكثر من ضحية واحدة في نفس الوقت لكي لا يجدوا مقاومة، بالإضافة إلى أن كل عملهم شفوي لا أوراق فيه أو مراسلات ببريد إلكتروني موثق أو رقم فاكس لكي لا يُدينوا أنفسهم قانونياً ويغروا الضحية بالثروة الخرافية من خلال اجتماع سري، وفي حال الثقة بكلامهم يجب دفع مبلغ زهيد في نظرهم.

وأردف: ولكي يصل إلى القمة؛ كل ما عليه هو تمرير نفس الفكرة لأقاربه وأصدقائه ليكونوا عملاء تابعين للشركة الوهمية، التي ستضيف له عمولة مجزية عن كل مَن جاء خلفه ليصبح تحت اسمه "سلسة هرمية أو شبكية" من الضحايا المهووسين بالثراء.

واختتم حديثة قائلاً: إن تلك الشركات الوهمية التي تدار بأيدٍ قذرة لا هَمّ لها إلا امتصاص ما في جيوب السذج من الناس عبر بيع الكلام والوعود الكاذبة؛ فهم خطر داهم ربما يُستغل من قِبَل منظمات إرهابية أو مافيا لتجارة الساحة والمخدرات والبشر؛ للوصول إلى أهدافهم عبر أبناء وبنات المجتمع المغرر بهم؛ لذلك يجب أن تتضافر الجهود بين "وزارتيْ الداخلية والتجارة وحماية المستهلك"؛ من خلال تبيين خطر تلك المنظمات الدولية والمحلية عبر وسائل الإعلام المقروء والمرئي، وتعاقب كل مَن تُسَوّل له نفسه الضحك على الناس.

يُذكر أن الشركات الوهمية لها مندوبات تسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (السناب، وتوتير، والاستقرام).