السبسي: النظام السياسي في تونس "شاذ"
وصف الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي،
النظام السياسي الحالي في بلاده بـ "الهجين والشاذ"، داعيا إلى إعادة النظر
فيه لعدم قابليته للاستمرار بهذا الشكل.
وقال الرئيس التونسي في حوار أجرته معه صحيفة
"الصحافة" التونسية، اليوم الأربعاء :" لست أنا من يقول ذلك، الجميع
يؤكد أن النظام السياسي المنبثق عن الدستور الحالي يشكو هنّات عدة وهو نظام شلّ العمل
الحكومي أو يكاد، وطابعه الهجين لا يساعد الحكومة والسلطة التنفيذية على القيام بواجباتها
في إطار مجتمع ديمقراطي تتحقق فيه قيم الحرية والكرامة".
وأضاف السبسي :" إننا في تونس نعيش
في ضوء نظام سياسي "شاذٍّ" فيه من "الحِرْصِ" على استقلالية عمل
المؤسسات حد التعطيل والشلل وفيه كذلك من إفْرَادِ بعض الهيئات المستقلة بصلاحيات استثنائية
حد التغول على الدولة وعلى المؤسسات الدستوريّة ذاتها بما فيها مجلس نواب الشعب صاحب
السلطة الأصلية والأم في النظام السياسي الحالي، وكل ذلك كان يتم تحت شعار الاستقلالية".
وأجاب السبسي عن تساؤل محاوره : ما العيب
في أن يكون هناك فصل تام في عمل المؤسسات؟ أليس هذا تكريس للديمقراطية؟، قائلا:"
العيب يكمن في المبالغة، ما هي إرادة الناخب الذّي فوض لنا أَمر الحكم، وسواء تعلق
الأمر بانتخابات المجلس التأسيسي أو الانتخابات الأخيرة فإن مطالبه واضحة : نهج طريق
التنمية والديمقراطية وإنجاح المسار الانتقالي في إطار دولة مدنية لا تولي ظهرها للمكاسب
التي تحققت للبلاد ويخضع فيها الجميع للقانون وبما يضمن حرية الفرد وكرامة المواطن
وبما يحقق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والبشرية والمجتمعية".
وتابع قائلا:" نحن نريد فصلا بين المؤسسات
والسلطات لا يعطل مسارات العمل الحكومي والتنموي ونحن ندعم بقوة العمل الرقابي الذي
يمارسه البرلمان ونواكب مبدأ توسيع الرقابة على العمل الحكومي والتنفيذي والتشريعي
لتشمل الهيئات المستقلة وحتى منظمات المجتمع المدني ولكن على أن يتم ذلك في إطار ضوابط
قانونية وأخلاقية وسياسية معقولة"
ورد السبسي على سؤال : من المسؤول ؟ قائلا
:" كل هذا من عمل المجلس التأسيسي والتحالف الحاكم حينذاك وتحديدا الأحزاب التي
كانت جاهزة وقد سهَّل عليهم الأمر اختلال التوازن في المشهدين الحزبي والسياسي في تلك
الفترة، ونحن من جهتنا حاولنا تدارك الأمر لاحقا لكن عدم تمتّعنا بأغلبية مريحة منعنا
من تعديل الأمور بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.
وفي ختام الحوار لخص الرئيس التونسي رؤيته
لمستقبل بلاده قائلا: تونس ستكون مثلما أحببنا ونحب شريطة توفر القدرة على حب هذا الوطن
وتجاوز السلوكيات المصلحية الضيقة وتخطي صعاب الأزمة الاقتصادية وإيمان الجميع بأن
الذي يربطهم هو ميثاق أخلاقي وسياسي وجمهوري ملزم لا تشوبه مناورات .. قدر تونس النجاح
لأن في نجاحها تحقيق للأمن والسلم الدوليين.