بعد مذابح الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا.. غضب دولي تجاه البوذيين ومطالب بتدخل مجلس الأمن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


انتابت حالة من الغضب والاستياء على المنظمات الإسلامية بدول العالم، إثر قيام الآلاف من الأقلية المسلمة بميانمار بالنزوح على الحدود مع البنجلاديش بسسب الاضطهاد والقتل الذي يتعرضون له في بلادهم، على يد المتطرفين البوذيين، حيث طالبت دول العالم، بعقد جلسات لمجلس الأمن لبحث التصاعد الفتاك ضد مسلمي الروهينجا.
 
ومنذ 25 أغسطس المنصرم، ارتكب جيش ميانمار، انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان في أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينجا، حسب تقارير إعلامية.
 
وجاءت الهجمات بعد يومين من تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، لحكومة ميانمار تقريرًا نهائيًا بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي "الروهينجا" في أراكان.
 
انتقاد لاضطهاد الجيش البورمي ضد المسلمين
أعلن مجلس حكماء المسلمين، رفضه التام للأحداث التي قام بها الجيش البورمي ضد المسلمين في إقليم أركان، مطالبًا الدول المجاورة لمنطقة الحدث باستقبال الفارين وتخفيف المعاناة عنهم.
 
وساطة الأزهر لم يستجب لها
وأكد المجلس أنه سعى بالتعاون مع الأزهر الشريف إلى المساهمة في إنهاء مأساة المواطنين الروهينجا من خلال التواصل مع ممثلين عن مختلف أطياف المجتمع الميانماري والاجتماع بهم في مؤتمر للسلام بالقاهرة، والتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في القضية، والحرص على القيام بوساطة محايدة وغير منحازة، والابتعاد عن الأحكام المسبقة، وقد دعا المجلس حينها إلى ضرورة الوقف العاجل لكل مظاهر العنف وإراقة الدماء حتى يتسنى المضي في الخطوات المؤدية إلى تحقيق السلام المنشود في البلاد، وهو ما لم يتم حتى الآن.
 
مسؤولية التصدي تقع على المجتمع الدولي
وأكد المجلس الذي يرأسه  فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن السلطات في ميانمار تضرب عرض الحائط بكل جهود التسوية من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العنف والتطهير العرقي ضد المواطنين المسلمين، وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية التصدي لهذه السياسة التي تنتهجها سلطات ميانمار، التي تخترق بهذه الممارسات كل مواثيق حقوق الإنسان وجميع الأعراف والقوانين الدولية.
 
دعاوى باتخاذ قرارات عاجلة لوقف مأساة الروهينجا
ودعا مجلس حكماء المسلمين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى والهيئات الدولية والإقليمية الفاعلة إلى اتخاذ قرارات عاجلة لوقف المأساة الإنسانية الدائرة على مسمع ومرأى من العالم كله، مؤكدًا أن مأساة الروهينجا ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية، وإعلانًا بموت ضميرها ما لم تعمل على إنهائها، كما يدعو المجلس الهيئات والمنظمات الإسلامية وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول الأعضاء في المنظمة إلى ضرورة التنسيق لاستصدار قرار دولي ينهي هذه المأساة.
 
وناشد المجلس دول جوار ميانمار للعمل على تخفيف معاناة الفارين من التطهير العرقي، وتوفير الملاذ الآمن لهم، وعدم تركهم عرضة للغرق والجوع والموت، كما يناشد جميع هيئات الإغاثة الإنسانية للقيام بواجبها وتقديم يد العون ومساعدة للاجئين الروهينجا في دول الجوار ومحاولة الوصول إلى العالقين والمحاصرين في داخل أراكان.
 
إدانة بتجدد العنف ضد الروهينجا
كما أدانت منظمة "التعاون الإسلامي" تجدد اندلاع العنف ضد طائفة الروهينجا المسلمة في ولاية أراكان بميانمار ما أدى إلى فرار الآلاف من ديارهم إلى بنجلاديش المجاورة.
 
وقالت المنظمة، إن "هذا العنف  تجلى  بوضوح في التدمير الممنهج والمنظم لكثير من القرى والمنازل على أيدي جماعات حراسة تحت غطاء قوات الجيش والشرطة، ولا سيما في الحي رقم 5 في مدينة مونجدو".
 
وأدانت المنظمة "الاستخدام العشوائي للقوة العسكرية، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، على السكان المدنيين، مما أدى إلى تشريد أكثر من 20ألف شخص من الروهينجا في جميع أنحاء المنطقة".
 
ودعت، حكومة ميانمار إلى إعادة النازحين فورًا إلى ديارهم والسماح لوكالات المساعدات الإنسانية بمساعدة المتضررين.
 
وقالت المنظمة إنه "لا يمكن لها أن تغض الطرف عن الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعات المسلحة، ومع ذلك، يجب على حكومة ميانمار أن تضمن سيادة القانون وأن تعمل على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
 
مطالب بتدخل مجلس الأمن الدولي
فيما دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، مجلس الأمن الدولي إلى التصدي لهذه المسألة، كما دعت المنظمة، الدول الأعضاء إلى الالتزام بالقرارات المتخذة في الدورة الطارئة لمجلس وزراء الخارجية التي عقدت في كوالالمبور في 19 /1/2017 وتلك التي صدرت عن الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية في أبيدجان، كوت ديفوار، في 11 /7/ 2017.
 
قلق دولي بشأن اضطهاد مسلمي الروهينجا
وأعربت يانجي لي، الخبيرة لدى الأمم المتحدة، عن بالغ قلقها إزاء اتساع دائرة العنف، التي تحاصر المسلمين في ولاية راخين بميانمار.
 
انتقادات للمجتمع الدولي وبورما
وينتقد صادق ناشر في الخليج الإماراتية الأمم المتحدة لعدم تحركها إزاء ما يحدث في ميانمار.
 
يقول الكاتب: "يغمض العالم عينيه عند الحديث عن مأساة الروهينجا، الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار، وقليلة هي القرارات الأممية التي تتناول هذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم مع مرور كل يوم، من خلال ارتكاب أعمال بشعة لا تمتّ للإنسانية بأية صلة".
 
ويضيف: "المؤسف أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكنًا حيال الجرائم الفظيعة التي ترتكب في هذا البلد، ولم تقم بخطوات عملية تجبر حكومة ميانمار على إرجاع حقوق الروهينجا، ولم تتخذ إجراءات وتدابير عملية لمنع وقوع المجاز في أراكان، التي تنحدر منها الأقلية المسلمة".
 
مطالب ببحث تصاعد العنف الفتاك ضد مسلمي الروهينجا
ويقول مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت، إن بلاده تحث مجلس الأمن الدولي لبحث تصاعد العنف الفتاك بين مسلحى الروهينجا وقوات الأمن بولاية راخين في ميانمار.
 
وتابع ريكروفت على تويتر "نحتاج لمواجهة قضايا طويلة الأمد في راخين ونحث جميع الأطراف على ضبط النفس"، أثارت سلسلة من الهجمات المنسقة لمسلحى الروهينجا على قوات الأمن فى شمال راخين موجة خروج جماعى لقرويين من الروهينجا المسلمين إلى بنجلادش هربًا من العنف.

ويعيش نحو مليون من الروهينجا في بورما بعضهم في مخيمات لاجئين خصوصا في ولاية راخين، ويرفض نظام بورما منحهم الجنسية البورمية.
 
وذكر تقرير للأمم المتحدة أن حوالي 40 ألف شخص من أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار فروا إلى بنجلاديش الأسبوع الماضي، بسبب أسوأ حملة قتل وإبادة يتعرضون لها.