انزلوا الميدان.. واخلعوا الإخوان
هذه دعوة صريحة جدا للتحريض على حكم الإخوان المسلمين، دعوة واضحة لا تقبل التأويل لنزول الشارع لخلع رئيس الإخوان المسلمين، دعوة مباشرة لإعلان الشعار الذى يزعج الجماعة ومن يسيرون على نهجها وهو يسقط.. يسقط حكم المرشد .
حاول النظام أن يبدو متماسكًا.. رئيس الوزراء الذى لا نرى له شخصية ولا ملامح يهدد بأن حكومته ستضرب بيد من حديد.. مكتب الإرشاد يعلن حالة الطوارئ لمواجهة بركان الغضب، التلميح بإنزال ميليشيات الجماعة المسلحة، ومليونيات إخوانية فى محافظات مختلفة، لوقف الزحف الشعبى الذى يرفض الجماعة وحزبها ورئيسها.
هل أقول إن الإخوان يريدون إرهاب الناس، تخويفهم حتى لا ينزلوا الشوارع، نحن نقول لكم: لا تخافوا.. انزلوا لتخلعوا هذا النظام الذى يريد أن ينفرد بمصر ويمنحها لجماعة لا ترى إلا نفسها.
لا تجعلوهم يتحدثون كثيرا عن أول رئيس مدنى منتخب، وأننا يجب أن نحترم رغبة الشارع والصناديق التى جاءت بمرسى رئيسا؟ فليس معنى أن نختار رئيسا أن نسكت على انحرافه بمصير الشعب كله، أو نصمت وهو يخالف كل وعوده التى تعهد بها قبل الانتخابات، فإذا به بعد أن يصل إلى الكرسى ينسى أو يتناسى.. ويلحس كل ما قاله مرة واحدة.
من الآن لا تسمحوا لأحد أن يخدعنا باسم الإسلام، فالخروج على مرسى أو على جماعته وحزبه ليس خروجًا على الإسلام، بل هو التزام كامل بتعاليم الإسلام الحقيقية، فإذا لم تضرب الأمة على يد الحاكم الظالم وتقول له يا ظالم أوشك الله أن يرفع يده عنها.
ومحمد مرسى حاكم ظالم؟ حتى لو ادعى أنه يبكى ليلا على أحوال رعيته، ويعمل من أجلهم ليل نهار، فالرجل بلغ من الظلم مداه، عندما ترك أبناء شعبه يقتلون أمام قصره فى الاتحادية وركب سيارته متجها إلى بيته.
بلغ من الظلم مداه عندما ترك أبناء شعبه فريسة للإهمال يقتلون فى حوادث القطارات وتحت أنقاض العمارات وعلى أطراف إطارات السيارات النازفة على الأسفلت.
هذا الظلم كاف وكفيل بأن يكون سببًا لخلع محمد مرسى، لكن هناك من الأسباب الواضحة والموثقة التى تجعلنا ندعو الناس جميعا للوقوف أمام الجماعة التى سرقت الثورة، ثم تتبجح الآن بأنها كانت فى طليعة الثوار.
هل لكم أن نستعرض بعضا مما جرى.
أولا: الإخوان المسلمون حتى الآن متهمون بأنهم وراء قتل الثوار واقتحام السجون وحرق الأقسام، وأنهم استعانوا فى ذلك بعناصر من حماس نجحوا فى إدخالهم عبر الحدود بأسحلتهم ومعداتهم الثقيلة، أخرجوا سجناءهم وربما اعتبروا الرئيس محمد مرسى من بينهم فأطلقوا سراحه.
السلاح الذى دخل للإخوان المسلمين أيام الثورة، مثبت وموثق بتقارير جهات عليا يعرفها الإخوان جيدا، فى واحد من هذه التقارير جاء الآتى: قامت قوة من الشرطة العسكرية فجر 4 الجارى (4 فبراير 2011) باصطحاب النقيب محمد شومان (ضابط بالإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بالقاهرة، معين لملاحظة الحالة بشارع القصر العينى) باقتحام مقرالمركز الدولى للإعلام الخاص بجماعة الإخوان المنحلة الكائن فى 22 شارع خيرت بالسيدة زينب، وضبط عدد 18 عنصرًا بعضهم من محافظتى الشرقية وبنى سويف بالإضافة إلى عدد 2 من العناصر الفلسطينية.
وأسفر تفتيش المقر عن العثور على عدد 4 بنادق آلية ومجموعة كبيرة من الحاسبات الآلية، الهارد ديسك ومبالغ مالية كبيرة بعضها بالعملات الأجنبية والعديد من الأوراق والمستندات التنظيمية، واصطحبت الشرطة العسكرية المضبوطين والمضبوطات لمقرها الكائن بمنطقة الخليفة المأمون بالقاهرة.
الجهاديون الفلسطينيون كانوا حاضرين بقوة فى ظهر الإخوان المسلمين أيام الثورة، ومن بين التقارير التى حصلنا عليها نقرأ : اتصل قيادى حركة الجهاد بفلسطين رمضان شلح بالإخوانى عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وأبلغه بوجود ملاحظة مفادها عدم وجود ترجمة للعنوان الذى اتخذته التظاهرات لجمعة الرحيل وطلب منه بصورة مشددة أن يكون هتاف المتظاهرين فى مصر ( الرحيل الرحيل لا بديل لا بديل) حتى يكون متوافقا مع هتاف الشعب يريد إسقاط النظام، مؤكدا ضرورة تنحى السيد رئيس الجمهورية مرددا : الراجل هيمشى يعنى هيمشى حتى لو ماطل.
يماطل الإخوان فى فتح التحقيقات فى فتح السجون وحرق الأقسام وقتل الثوار، ولا يوجد مبرر لرفضهم ذلك إلا تورطهم فى الأمر، وسيظل هذا هو الملف الأكثر غموضا وريبة فى ملف الثورة.
ثانيا: يتعامل الإخوان المسلمون مع المعارضة بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها نظام مبارك، تجاهل تام، ومحاولات للإيقاع بهم فى الفخ والاستيعاب التام، دون أن يمنحوهم شيئا، يتعامل الإخوان وكأن المعارضة ساذجة لا تستحق إلا ما يلقى به الإخوان لها، وهو نفس منطق نظام المخلوع، وهو ما يبرر رفض الإخوان جملة وتفصيلاً.
ثالثا: لا شىء تغير على الإطلاق، لايزال الاستبداد هو السيد.. تعذيب المصريين فى الأقسام وقتلهم على يد رجال الشرطة وتجويعهم لايزال أمرا واقعا لم نتخلص منهم، هذا كله والإخوان لا يتوقفون عن الثرثرة عن إنجازاتهم، التى لايراها إلا هم.. ولذلك فالخروج عليهم حلال.
رابعا: يصر الإخوان على أن محمد مرسى، رئيس منتخب، وهو ما نتشكك فيه بكل السبل، فقد نجح محمد مرسى بتهديد السلاح، فأى ديمقراطية هذه التى يعتصم فيها أنصار مرشح رئاسى معلنين أن أى نتيجة تأتى ضد مرشحهم نتيجة مزورة، هذا غير التجاوزات والانتهاكات الكثيرة التى شابت عملية الانتخابات الرئاسية والتى يتهرب الإخوان ورئيسهم من التحقيق فيها.. ولذلك فلا حل إلا بإجلائهم التام عن حكم مصر.
خامسًا: ثم إن الرئيس وجماعته وحزبه فاشلون حتى النخاع، أخل بكل ما تعهد به، ولذلك فلا يوجد مبرر على الإطلاق لأن يصبر على الرجل حتى يتم مدته التى يتحدث عنها بفخر.. الخروج عليه الآن قانونى ودستورى وشرعى وإنسانى، فليس معقولا أن يصمت المصريون حتى يوردهم محمد مرسى موارد التهلكة.
سادسا: ليس معقولا أن نسير خلف الإخوان كالقطيع، وهم قوم مراوغون، ينفذون خطتهم للسيطرة على كل شىء وهم يبتسمون، يحلون رجالهم فى كل مكان حتى يبقوا فيها إلى الأبد وهم يتحدثون عن الديمقراطية، ثم إنهم سيسلمون البلد للأجانب مرة لإسرائيل ومرة لقطر، وليتهم يتمتعون بالشجاعة ويعترفون بذلك، بل ينكرون تماما كل شىء، فهم بالفعل لا يقدرون على المواجهة على الإطلاق.
سابعا: إذا كان مبارك يحاكم بتهمة قتل الثوار وقيادات فى المجلس العسكرى كان يجب أن تحاكم بنفس التهمة، لكن محمد مرسى كرمهم ومنحهم قلادات، فإن مرسى نفسه يجب أن يحاكم بتهمة قتل المتظاهرين والمصريين، لقد ماتوا أمام قصره، ليس مهما الآن هل هم إخوان أو غير إخوان، المهم أن هناك من قتل على أسوار قصره فى مواجهات من أجله، الرئيس بالمعنى السياسى قاتل، مسئول عن حالات القتل هذه، فلماذا نبقى عليه، لماذا لا نأخذه من قصره لنحاكمه؟
هناك ألف سبب للثورة على الإخوان، للخروج عليهم وخلعهم، فليس عليكم إلا أن تنزلوا وتعلنوا عن غضبكم.. فان لم تعلنوه الآن.. فمتى تفعلون؟