فوائد الرقص المذهلة للصحة الجسدية والنفسية
للرقص فوائد عديدة تتعلق بالصحة النفسية والجسدية، فهو مفيد للعظام ويقلل من علامات الشيخوخة ويعالج الاكتئاب.
فوائد الرقص منذ قديم الأزل
وفى ذات السياق، قالت الدكتورة شيرين دحروج، أخصائى التأهيل النفسى بمستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية، إن العلاج النفسى بالحركة أو الرقص، يستخدم لدعم المهام الفكرية والعاطفية والحركية للجسم، كشكل من أشكال العلاج التعبيري، ويرتبط بالعلاقة بين الحركة والعاطفة.
وأضافت دحروج، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن العلاج بالرقص له تاريخ سابق قبل اعتماده كطريقة علاج نفسى، فقد استخدم فى علاج الخصوبة منذ قرون، ثم اعتبر شكلاً من أشكال التعبير عن النفس ووسيلة من وسائل التواصل مع العالم الخارجي، ويستخدم لتعزيز النمو الصحي للفرد، لأنه يعمل على تكامل العلاقة بين العقل والجسم.
وأكدت دحروج، أن العلاج بالرقص يستند على فرضية تقول إن الجسم والعقل يتفاعلان مع كل حركة يقوم بها الإنسان، بشكل واعٍ أو غير واعٍ، وحركات الرقص بالضرورة تعبر عن الشخص من الداخل، لذلك تقوم العلاقة بين المعالج والمريض على إشارات غير لفظية تستند على لغة الجسد، لتصبح الحركة في هذا الوقت إشارة أو دلالة لفهم الذات.
وأوضحت دحروج، أن العلاج بالرقص يعمل على تفريغ الطاقة السلبية من خلال استجابة العضلات للمؤثرات، ويعتمد على إدراك الإنسان لحركة جسمه وليس على حركات الرقص نفسها، ليكتشف الإنسان نفسه من خلال الرقص، ويعبر عن مشاعره، فى دقائق قليلة، بالإضافة إلى وقت مخصص للحوار عن المشاعر والانفعالات.
فوائد الرقص فى علاج الأمراض
فيما أشارت دحروج إلى أن فوائد الرقص تمثلت فى علاج الآتى:
- مرضى الاكتئاب والفصام
- الذين يعانون من اضطرابات الطعام
- الأشخاص الذين يعانون من مشكلات اجتماعية
- الأمراض الجسدية التي تكون بسبب نفسي، كما يمكن استخدامه لتحسين القدرة على التعبير العاطفي.
- يستخدم لدى مرضى التوحد لتحسين قدراتهم على إرسال رسائل لفظية قصيرة، مما يساهم في قدرتهم على خلق محادثات قصيرة.
- أصحاب اضطرابات الشخصية
- يستخدم مع الصم والبكم، لأن الرقص يقلل من مشاعر العزلة التي يشعرون بها
- يقدم المساعدة إلى المكفوفين وضعاف البصر، حيث يزيد من المهارات الحركية للشخص ووعيه بالمحيط الخاص به.
- يعمل على تحسين مهارات المعاقين جسديًا حركيا ويخفف من مشاعر الوحدة.
فوائد الرقص فى فهم المشاعر
وقالت الدكتورة رضوى العطار، استشارى الطب النفسى ومتخصصة العلاج بالحركة والرقص، إن العلاج بالرقص بدأ فى أمريكا فى 1940 وتم اعتماده كوظيفة حكومية تحت مسمى "معالج بالحركة والرقص"، ويكون عبارة عن جلسات يتم تنظيمها مرتين فى الأسبوع، وتفيد فى وعى الشخص بجسمه وتحقيق التوازن.
وأضاف العطار، أن فوائد الرقص فى فهم المشاعر تكون فى مدى الربط بين الجسم والنفسية الخاصة بالشخص، فيتم ملاحظة أنه إذا كان شخص يعاني من مستويات عالية من الحزن، فيظهر ذلك على حركته التي تتسم بالصعوبة والتباطؤ، أما لو كان الشخص متفائلاً ستكون حركته سلسة وسريعة وأكثر انفتاحًا.
وأكدت العطار، أن قراءة حركة الجسم تعكس المشاعر التى يجدها الشخص صعبة فى التعبير عنها ويبدأ فى التعرف على جسمه أكثر والانسجام مع حركاته للتعبير عن نفسه، وعامة يراقب المعالج استجابة المريض للتحقق إذا كان هذا العلاج مناسبًا له أم لا.
فوائد الرقص لدعم صحة المفاصل والعضلات
قال محمد عراقى، استشارى جراحة العظام إن حياة المفاصل فى حركتها سواء بالرقص أو الرياضة أو المشى أو الجرى، ولكن الرقص يتميز بكونه حركة وإيقاع، وذلك يعود بفوائد إضافية للعظام، مضيفا أن الحركة المنتظمة والمتناسقة يستفيد منها الجسم، والمفصل الذى لا يتحرك يصاب بالتيبس ويحدث له خشونة مبكرة.
وأضاف عراقى، أن فوائد الرقص تتجسد عندما تنقبض العضلات وتغذى المفصل بشكل جيد ووتدفق الدورة الدموية بشكل جيد وكذلك إداء الجهاز الحركى ككل، فالفكرة فى الحركة وبشكل منتظم لأن هشاشة العظام تأتى للكسالى والذين حركتهم بطيئة، وإيقاع الحركة مع دقات القلب المسئول عن الدورة الدموية يزيد من صحة الشخص وتحسين حالته الجسدية.
وحذر عراقى من الحركة العنيفة لأنها تأتى بأمور عكسية وتؤدى لتقلصات وتمزقات فى الأربطة بدلا من الحصول على بعض الفوائد.
فوائد الرقص فى تحدى الشيخوخة
أظهرت الدراسات الأخيرة خاصة التى أجراها المركز الألمانى للأمراض العصبية التنكسية في ماجدبورج، أن الرقص يتحدى علامات الشيخوخة فى المخ، وكذلك الحركة المستمرة والمنتظمة، حيث لها تأثير مفيد فى إبطاء ومنع التراجع المرتبط بالعمر فى القدرات العقلية والبدنية، وليس ذلك فقط بل أيضا تعمل على زيادة مساحة المخ التى تنخفض مع التقدم فى السن.
وأكدت أن هذه الفوائد تتصدى لأمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل الزهايمر والخرف، حيث إن ممارسة الرقص ينتج عنها زيادة ملحوظة فى منطقة "الحصين" بالمخ، بدلا من الانكماش الذى يحدث مع التقدم في العمر.