سوق اللحوم تتجاهل الركود وتتحدى إجراءات الحكومة وترتفع%10

الاقتصاد


لم تعبأ سوق اللحوم البلدية بحالة الركود التى تسود الأسواق ولم تتاثر بما اعلنه وزير الزراعة حول طرح كميات كبيرة من لحوم الإصلاح الزراعى فى منافذ الوزارة بنحو 40 جنيها للكيلو وبنفس القدر تجاهلت السوق تأكيدات وزارة التضامن وشركات المجمعات الاستهلاكية حول طرح العديد من أنواع اللحوم المجمدة والمبردة، وقبل رمضان بنحو اسبوعين شهدت سوق اللحوم البلدية زيادات تختلف باختلاف الأحياء والمناطق، بلغت الزيادة فى لحوم الكندوز نحو 5 جنيهات للكيلو فى الأحياء الشعبية ليتراوح سعرها بين 60 و65 جنيهات بينما بلغت فى المناطق الراقية 10 جنيهات ليتراوح سعر الكيلو بين 70 و75 جنيها، اما لحوم البتلو فنحتفظ بأسعارها منعا لاستفزاز المستهلكين العاديين.

الغريب أن سوق العجول الحية «القائم» لم تتغير اسعارها كثيرا وشهدت زيادة طفيفة لا تؤدى بأى حال إلى ارتفاعها بهذا الشكل لدى الجزارين وذلك بحسب الدكتور سعد الحيانى رئيس رابطة مربى الجاموس الذى يشير إلى أن كيلو الجاموس القائم يتراوح بين 21.5 و22 جنيها للكيلو مقابل 21 جنيها منذ 3 شهور بينما يتراوح سعر اللحم البقرى بين 24.5 و25 جنيها للكيلو مقابل 24 جنيها وهذه الزيادة الطفيفة تنعكس على اسعار بيع اللحوم لدى الجزارين بزيادة لا تتجاوز جنيهين للكيلو واكثر من ذلك يعد مبالغة من جانب الجزارين، ويرى الحيانى أن سعر الجزار لا يجب أن يتجاوز 55 جنيها للكيلو كحد أقصى يتضمن هامش ربح لا يقل عن 10% ووفقا للحيانى يجب على الحكومة ان تضع حدا اقصى لسعر بيع اللحوم فى ضوء عوامل التكلفة مع إضافة هامش ربح مناسب بهدف حماية المستهلك خاصة بعد الثورة وذلك لا يتعارض مع اليات العرض والطلب.

ويتوقع الحيانى أن يزيد عرض العجول الحية الأسبوع المقبل، حيث يزيد الاستهلاك فى النصف الثانى من شعبان بينما يقل فى رمضان وهو ما يشير إلى عدم حدوث زيادة جديدة فى أسعار اللحوم فى رمضان.

كالعادة دافعت شعبة القصابين «الجزارين» باتحاد الغرف التجارية عن اعضائها وقال هيثم عبدالباسط نائب رئيس الشعبة ان زيادة الاستهلاك بعد عودة المطاعم والفنادق للعمل من ناحية وارتفاع اسعار الاعلاف بنحو 40% من ناحية اخرى وراء تحرك اسعار اللحوم منذ نحو شهر بواقع 5 جنيهات للكيلو

وبحسب عبدالباسط فإن وجود اللحوم السودانية او الاثيوبية المبردة فى السوق لا تؤثر على سوق اللحوم البلدية لعدم كفاية المنافذ من ناحية وعدم تناسبها مع ذوق المستهلك المصرى ويشير عبدالباسط إلى أن تأثير هذه اللحوم سيكون اكثر اذا تم استيراد العجول حية من دول غير امنة من الأمراض وتم ذبحها فى المجازر المصرية وطرحها بأسعار مناسبة فى منافذ الدولة والمجمعات وكذلك محال الجزارة، ورغم ارتفاع اسعار اللحوم الا ان عبدالباسط يؤكد أن المبيعات تراجعت بنحو 60% بعد الثورة! وتوقع أن تستقر الأسعار فى رمضان عند مستوياتها الحالية.

«التعاونيات الاستهلاكية» زاد دورها بعد الثورة فى استقرار الاسواق وربما ادركت الحكومة اهميتها ولذلك كانت احدى الجهات المدعوة فى الاجتماع الذى عقده الدكتور جودة عبدالخالق لتامين احتياجات شهر رمضان الكريم من السلع وقال الدكتور احمد عبدالظاهر رئيس اتحاد التعاونيات الاستهلاكى ان الاتحاد تقدم بتقرير تفصيلى لوزير التضامن الاجتماعى عن السلع المتوفرة فى منافذ التعاونيات والتى يصل عددها إلى 3 آلاف منفذ مشيرا إلى بدء عرض اللحوم المبردة الاثيوبية والسودانية بسعر 38 جنيها للكيلو «المشفى» بواقع 50 طنا يوميا من خلال نحو 100 منفذ على مستوى المحافظات المختلفة، ويشير مجدى عقل مدير عام الاتحاد انه تم استيراد نحو 900 طن لحم سودانى واثيوبى مبرد ومجمد لطرحها فى المنافذ وتباع اللحوم المبردة بسعر 29 جنيها للكيلو بالعظم و38 جنيها بدون العظم أما المجمد فتتراوح اسعاره بين 27 و29 جنيها، ووفقا لعقل فان العدد الاكبر من منافذ التعاونيات الاستهلاكية موجودة فى المحافظات والقرى والنجوع والتى تزيد فيها أعداد الفقراء وذوى الدخول المحدودة اما القاهرة الكبرى فعدد منافذ بيع اللحوم يصل إلى نحو 40 منفذا وذلك لأن العاصمة لها حظ أكبر من منافذ بيع السلع الاستهلاكية سواء المجمعات الاستهلاكية أو غيرها ويؤكد ان التعاونيات تطرح جميع السلع الأساسية بأسعار أقل بنسبة تتراوح بين 15 و20% عن أسعار السوق بمناسبة شهر رمضان.

ويطالب عقل الحكومة بضرورة دعم التعاونيات الاستهلاكية بعد الثورة للقيام بدورها فى توفير السلع باسعار مناسبة لصالح المستهلك وتعتمد على التمويل الذاتى لها دون أعباء على الحكومة وقال «حتى الآن سمعنا كلام حلو من الحكومة ولكن المهم التنفيذ».

جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك كانت لها تجربتها فى فتح سوق اللحوم السودانية من خلال زيارتها مع ممثلى بعض الشركات المصرية وممثلى وزارة الزراعة وقامت بالفعل بطرح كميات كبيرة من هذه اللحوم المبردة فى منافذ تشرف عليها فى شهر رمضان وغير رمضان ولكن العام الحالى حدثت متغيرات ادت إلى اغلاق السوق السودانية امامها حتى الآن ويقول محمود العسقلانى رئيس الجمعية اننا كنا نشترى كيلو اللحم بـ10 جنيهات سودانية تعادل نحو 20 جنيها مصريا ثم دخلت مؤخرا احدى الشركات المصرية ورفعت اسعار الشراء إلى نحو 28 جنيها واكدت للموردين السودانيين انها سوف تتعاقد على شراء كل الكميات والنتيجة أنها أغلقت السوق السودانية امامنا فى حين انها لم تطرح أية لحوم سوادنية فى السوق حتى الآن.

«البديل أمامنا كان السوقان الكولومبية والإثيوبية» يشير العسقلانى إلى تنويع مصادر الاستيراد للشركات التى تتعامل معها الجمعية وقال خلال أيام تصل أول شحنة من اللحوم الكولومبية المبردة بنظام «الفاكيوم» والتى تباع بسعر 37 جنيها للكيلو لافتا إلى أن منافذ الجمعية تبيع اللحوم بسعر موحد ولا تقسم أجزاء جيدة تباع للأغنياء بسعر وأجزاء رديئة تباع للفقراء بسعر أقل كما تفعل شركات أخرى فى السوق