مركب الهجرة الشرعية يخفى "أحمد" 11 عاماً.. وأسرته تستغيث: عاوزين نطمن عليه
كغيره من الشباب يسعى إلى الرزق الحلال للوفاء بمتطلبات أسرته واحتياجاته، يراوده حلم السفر لزيادة دخله مثلما يفكر بعض الشباب في عمره، قرر وضع أولى خطواته في ليبيا قبل 11 عاماً، ليعمل نقاش وعامل بناء.
أحمد قطب، ابن محافظة أسيوط، سافر إلى الزاوية الليبية في عام 2005، ظل يطمئن أسرته على حاله خلال عام قضاها بها، إلى أن فاجيء والدته بالتفكير في السفر إلى ايطاليا وهو الأمر الذى رفضته بشدة، مذكره نجلها بموتى الغرق نتيجة الهجرة غير الشرعية، فاقتنع الشاب الذى كان يبلغ حينها 21 عاماً بحديث والدته.
وقتها استخدمت الأم سلاح التعاطف مع الابن بألا يجازف بحياته وحياة أسرته التي تخاف عليه، ولكن يبدو أن الاقتناع لم يستمر كثيراً فاقنعه بعض أصدقائه في ليبيا بالسفر إلى ايطاليا، وهو الأمر الذى أخفاه عن عائلته.
تقول شيماء، شقيقة الشاب المختفي، إن "أحمد" عرض فكرة السفر في شهر يوليو 2005 وبعد رفض والدته بعث بعض الأشياء التي اشتراها لأسرته على أمل انجاز عمله والعودة إلى مصر.
وتضيف أن آخر مكالمة جمعت "أحمد" بعائلته كانت في الثلث الآخير من شهر ديسمبر 2006، طمئن خلالها أسرته عليه وكان يريد سماع صوتهم جميعاً، مشيرة أنه كان يتحدث من مكان به ضوضاء وأن المكالمة كانت من رقم غريب.
وأوضحت شقيقة "أحمد" أنهم حاولوا الاتصال بنفس الرقم، أخبرها رجل أن شقيقها سافر بعدما أنهى المكالمة معهم في مركب غير شرعي للسفر إلى ايطاليا، وطمئنهم أن المركب وصلت إلى ايطاليا، ومن بعدها انقطعت الأخبار عن شقيقها منذ الأول من يناير 2007.
لم تعلم أسرته أحقاً وصل إلى ايطاليا.. فلما لم يطمئنهم عليه أم سجن لهجرته غير الشرعية، ولكنها تعلم شيء واحد تقطيع قلوبهم على غياب أبنهم 11 عاماً عن أحضانهم.
تروي شقيقته أنها سمعت أن المركب قبض عليها ووضع الشباب بسجن أبو غريب طبقاً لأحد الروايات، وآخرى تقول أنهم في قبضة الصليب الأحمر لسفرهم بطريقة غير شرعية.
وعن شقيقها تقول "شيماء" الذى لم تراه منذ كانت تدرس في الصف الإعدادي: "ياريت الناس كلها أحمد.. مش عشان أخويا لكن كان ومازال أطيب قلب.. يارب أشوفه تاني وأطمن عليه".
وتابعت: "احساسي انه عايش.. ممكن يكون فقد الذاكرة ومش عارف يوصلنا.. استحالة يكون نسينا".
وتستغيث "شيماء" بكل المسؤولين لمساعدتها وأسرتها في الوصول لشقيقها والاطمئنان عليه.