واشنطن بوست: هل الديمقراطيات الاسلامية نوع جديد من النظام السياسي؟

أخبار مصر

واشنطن بوست: هل الديمقراطيات
واشنطن بوست: هل الديمقراطيات الاسلامية نوع جديد من النظام ا


نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لجوسلين سيزاري، كبير الباحثين في مركز بيركلي، والإسلام في برنامج الغرب، جامعة هارفارد، اورد فيه انه ادى فوز الأحزاب الإسلامية لعام 2012 بعد الثورات في مصر وتونس إلى شك لا نهاية له فيما يتعلق بدور الإسلام في التحولات الممكنة للديمقراطية. وقد شكل هذا الشك على مدى عقود بسبب ظروف الثورة الإسلامية في إيران التي أدت إلى نظام استبدادي يحكمه رجال الدين، ناهيك عن الخوف من الانتخابات مما أدى إلى حالة من الفوضى المدنية كما هو الحال في الجزائر في عام 1992.

يقوم هذا الشك على افتراض أن الإسلاميين لا يعملون من أجل ترسيخ الديمقراطية ولكن تستخدم الانتخابات لإنشاء حكومة دينية. في الواقع لا يعكس تفسير كل شيء أو لا شيء مسيرة الحركات الإسلامية الثابتة نحو الديمقراطية خلال العقود الثلاثة الماضية. ومع ذلك، فمن المهم أن نلاحظ أن هذا لا يعني أن التحولات الجارية سوف تؤدي بالضرورة إلى الديمقراطية الليبرالية مثل الغرب. و مع ذلك، أغلب الظن أننا نشهد صعود الديمقراطيات غير الليبرالية حيث لا يعني احترام نتائج الانتخابات نهاية للتمييز على أساس الجنس أو الدين بين المواطنين.

كشف انهيار الأنظمة الاستبدادية أن الديمقراطية هي الآن أكثر الانظمة شرعية ، أو بعبارة أخرى، اللعبة الوحيدة في المدينة. لا يأتي هذا كمفاجأة للمراقبين منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط أو السياسة الاسلامية. بعد كل شيء، السنغال وإندونيسيا، وهما بلدان ذات الأغلبية المسلمة، يتم وصفهم بأنها الديمقراطيات وفقا للمعايير التي وضعها فريدوم هاوس. وبالمثل، فإن التطور السياسي من حزب العدالة والتنمية في تركيا منذ الثمانينات يدل على اعتماد ليس فقط الانتخابات الحرة ولكن أيضا مؤسسات الدولة الكمالية العلمانية. و يظهر حزبي النهضة والحرية والعدالة في تونس ومصر على التوالي، نفس البراغماتية عندما يتعلق الأمر بقبول مؤسسات الدولة التي كانت موجودة من قبل. و سيكون الاختبار الحقيقي لقوة ديمقراطياتها استمرار نظام الانتخابات، اذا ما كان ينبغي الاطاحة بالأطراف السياسية السائدة في انتخابات حرة. ومع ذلك، هناك إشارة كافية على أن غالبية الدوائر الانتخابية في صالح الديمقراطية بقوة ، ويجب علي القادة السياسيين أن تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار.

على سبيل المثال، قد سلط الاقتراع المتكرر في المنطقة الضوء علي الاعتراف والثناء علي الديمقراطية من قبل المواطنين في مختلف البلدان المسلمة قبل فترة طويلة من الربيع العربي. في الوقت نفسه، هناك مجموعة كبيرة من الأدلة تشير إلى أنه، على الرغم من ان المسلمين في أنحاء العالم أكثر عرضة من نظرائهم الغربيين لايجاد مكان للدين في الحكم، دعمهم للمؤسسات الديمقراطية و المبادئ قابل للمقارنة. وبعبارة أخرى، فإن نفس الناس الذين يدعمون الديمقراطية يتفقون أيضا علي أهمية الشريعة، ليس فقط في حياتهم الشخصية ولكن أيضا كمبادئ الحياة السياسية.