ضيوف الرحمن يؤدون صلاة أول جمعة من ذي الحجة
أدى ضيوف الرحمن اليوم بالمسجد الحرام صلاة أول جمعة من شهر ذي الحجة في أجواء روحانية سادها الأمن والأمان والراحة والاستقرار، في ظل رعاية شاملة حرصت القطاعات الحكومية والأهلية على توفيرها، وذلك عبر منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة حجاج بيت الله.
وشهد الحرم المكي توافد حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر لهذا اليوم المبارك، حيث امتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين وامتدت صفوفه إلى الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام ولتحقيق وتوفير أفضل الخدمات لوفود الرحمن.
وقامت الجهات المعنية بتنفيذ خططها التي أعدتها على أرض الواقع بكل دقة ووفق ما هو مرسوم لها وحرصت على التعاون والتنسيق فيما بينها, وتضافرت جهودها للعمل بروح الفريق الواحد وجندت كافة إمكاناتها البشرية والآلية لتوفير أرقى الخدمات.
وركزت القطاعات في خططها على تمكين وصول ضيوف الرحمن وقاصدي بيت الله الحرام من الوصول إلى المسجد الحرام والخروج منه بكل يسر وسهولة وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وقوة أمن الحرم وإدارة الحشود البشرية وقوات الحج و العمرة حيث تضافرت جهودهم لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إليه.
وحرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام على توفير جميع سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام وساحاته من توفير ماء زمزم وتوجيه وإرشاد الحجاج لأداء نسكهم بالطريقة الصحيحة والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وتنظيم الدروس الدينية المتعلقة بالحج وأحكامه وواجباته وآدابه، إضافة إلى تنظيم عملية الطواف والسعي ومراقبتها وتوفير العديد من العربات للسعي بالمجان للمحتاجين والعجزة وكبار السن وتخصيص عدد من العربات لذوي الاحتياجات الخاصة وتخصيص ممرات لهم علاوة على تهيئة الساحات المحيطة بالمسجد الحرام .
ونفذت القطاعات الأمنية المشاركة الخطط الأمنية لحج هذا العام على تنظيم الحركة المرورية ومراقبتها ومعالجة الاختناقات بشكل فوري ونشرت العديد من الضباط والأفراد في جميع أحياء مكة المكرمة والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام ومنع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية وعدم الوقوف بها لعدم وجود مواقف دائمة بها.
وكثفت أمانة العاصمة المقدسة أعمال النظافة خاصة بالمنطقة المركزية ونقل النفايات أولاً بأول، وكذلك تكثيف أعمال الإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمحلات والمراكز التجارية والمطاعم للتأكد من توفر الشروط الصحية بها والتأكد من صلاحية المواد المعروضة.
من جانبها، وفرت مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الرعاية الصحية لقاصدي بيت الله الحرام من خلال المستشفيات العامة والمراكز الصحية المنتشرة في جميع أحياء مكة المكرمة علاوة على المراكز الصحية داخل المسجد الحرام التي تقدم خدماتها للحالات الطارئة والتي قد تحدث لقاصدي بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام أو ساحاته وتقديم العلاج اللازم لها وإحالة من تحتاج حالته للمتابعة إلى لمستشفيات العامة بمكة المكرمة لمواصلة علاجه بها.
وتابعت قوة أمن الحرم الحالة الأمنية لقاصدي بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام وساحاته والتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام في تنظيم عملية دخول وخروج ضيوف الرحمن من وإلى المسجد الحرام ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف ومراقبة الحالة الأمنية من خلال انتشار ضباط وأفراد القوة ومن خلال العديد من الكاميرات داخل المسجد الحرام علاوة على توجيه وإرشاد الحجاج والمحافظة على الأطفال التائهين وتسليهم لذويهم.
وأكد عدد من الحجاج أنهم يعيشون هذه الأيام في روحانية وسكينة مشيدين بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من خدمات وإمكانات بعثت في نفوسهم الطمأنينة والراحة.
وقالوا إن ما تقوم به المملكة من خدمة للحجاج وتسخير كافة الخدمات لهم يدل دلالة واضحة على مكانتها الإسلامية وتقديرها ومحبتها لأبناء العالم الإسلامي .
ونوّه الحاج عبدالعزيز مجدي من جمهورية مصر العربية بالجهود المبذولة والخدمات المتوفرة لخدمة الحجاج والمعتمرين، مشيداً بالتوسعات الكبيرة للمسجد الحرام ومنها توسعة المطاف والذي يدل على اهتمام حكومة المملكة بضيوف الرحمن.
من جانبه، أشاد الحاج محمد الحوراني من الأردن بالتنظيمات والتسهيلات التي وُضعت لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام منوهاً بالتطور الكبير للمشاريع والخدمات التي تقوم بها المملكة والعناية الفائقة بالمسجد الحرام والتي تدل على الاهتمام الكبير من قبل قيادة هذه البلاد بحجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة.
كما أشار الحاج أحمد صالح من الجمهورية اليمنية إلى حسن التنظيم داخل المسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه وما يقوم به رجال الأمن والعاملون بالمسجد الحرام من خدمات لراحة قاصدي بيت الله الحرام.
بدوره، عبّر الحاج حسن بلقاسم من الجزائر عن سعادته بوصوله الأول إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، مبدياً إعجابه بكافة الخدمات الأمنية والصحية والاجتماعية وكذلك التوسعات الجبارة للمسجد الحرام خاصة توسعة المطاف والذي سهل الكثير على ضيوف الرحمن من خلال استيعاب الأعداد الكبيرة منهم.
وأكد أن ذلك يُفرح أبناء الأمة الإسلامية ويشعرهم بالبهجة داعياً الله أن يبارك ويوفق خادم الحرمين الشريفين لما يحبه ويرضاه.