مٌستحب شرعًا أم عادة؟.. حكم وفضل صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن الأربعاء 23 أغسطس أول أيام شهر ذى الحجة، وأن يوم الجمعة 1 سبتمبر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، كما أعلنت المحكمة العليا بالسعودية، ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الثلاثاء بشهادة عدد من الشهود العدول.

ومنذ ذلك الإعلان، طرح تساؤل على الساحة حول مدى صحة صيام الأيام العشر الأولى من ذى الحجة، وما هو فضلها، خاصة بعد تصريحات الداعية الإسلامي مبروك عطية التي أثارت الجدل.

صيام العشر الأوئل "لم يرد"
فقال الداعية الإسلامي الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن صيام العشر الأوائل من ذي الحجة لم يرد، وأن ما ورد هو الإكثار من الأعمال الصالحة فيها وليس صيام الـ9 أيام المتتالية التي تنتهي بيوم العيد.

وأضاف "عطية"، أن هناك عدد من الرسائل تصله عبر "الواتس اب" بأن من سيصوم الـ9 أيام متتالية سيدخل 13 جنة، وأن من سيبلغ الناس بذلك سيدخل 48 جنة، وأنها كعبادة 80 عاما واصفاً هذه الرسائل بأنها "هبل"، مضيفاً أننا لدينا إصرارا على نشر الدجل.

صيام العشر الأوائل "مستحب"
وعلى النقيض، قال الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، إن صيام تسعة أيام الأول من ذي الحجة مُستحب شرعًا، منبهًا على أن صيام أول أيام عيد الأضحى حرام شرعًا.

فضل صيام العشر الأوائل
وعن فضل  الليالى العشر من ذى الحجة، أكدت دار الإفتاء أن الأيام العشر من ذى الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه.
 
وذكرت أن الكثير من المفسرين والعلماء، أجمعوا على أن الليالى العشر التى ذكرت فى سورة الفجر، هى العشر من ذى الحجة، بدليل النص القرآنى: "والفجر، وليال عشر".
 
وأكدت أن "العمل الصالح فى أيام العشر من ذى الحجة، أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقى أيام السنة، وروى ابن عباس رضى الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويعنى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة، قالوا: "يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء" رواه البخارى.

وتابعت، أن "صيام يوم عرفة "سنة" مؤكدة فعلية عن النبى صلى الله عليه وسلم، وروى أبو قتادة رضى الله عنه، أن النبى قال: "صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده"، رواه مسلم، فيصح صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذى الحجة، وصومه يكفر عامين، عام ماضى وعام مقبل، كما ورد فى الحديث.
 
وأكدت، أنه يحرم بالاتفاق صيام يوم العاشر من ذى الحجة، لأنه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، وهى 3 أيام بعد يوم النحر، لأن هذه الأيام منع صومها لحديث النبى صلى الله عليه وسلم عن أبى سعيد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر، البخارى ومسلم، وعن نبيشة الهذلى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل، رواه مسلم.

أحب الأيام إلى الله
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق في فضل الأيام العشر الأول من ذي الحجة، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ما من أيام "العمل الصالح فيهن"، -وفي رواية البخاري: "فيها" – "أحب إلى الله من هذه الأيام"، وفي رواية الترمذي: "من هذه الأيام العشر"، فحددها، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد؟! قال: "ولا الجهاد" ، رغم أن أفضل الأعمال عند الله عز وجل الجهاد في سبيله عز وجل". 

وأضاف جمعة، في خطبة مسجلة له على صفحته الرسمية: "روي عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم 9 أيام من ذي الحجة وكان يفطر يوم العيد وثلاث أيام التشريق وكان يقول: لا صيام يوم العيد أو في أيام التشريق حتى وصلت إلى حرمة صيام هذه الأيام، وفي حديث آخر: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام خمس أيام وهي يوم عيد الفطر ويوم الأضحى وثلاث أيام التشريق". 

وتابع: "سميت الأيام العشر رغم أننا نصوم 9 أيام فقط لأن يوم العيد أو يوم النحر يدخل في فضل هذه الأيام بكثرة الذكر وذبح الأضحية، فأصبحت 10 أيام، وصيام واحد من تلك العشر يعدل صيام سنة كما ورد عن الترمذي في حديث سنده ضعيف، إلا أن العلماء وأهل الفضل أخذوا به من باب الحث على عمل الخير والعبادة والطاعة لله عز وجل، وقيام ليلة واحدة في هذه الليالي العشر يعدل قيام ليلة القدر".