صحيفة إسرائيلية: تدخل مصر في الحلبة السورية يخدم مصالحنا‎

العدو الصهيوني

تسفي برئيل
تسفي برئيل


قال الكاتب الإسرائيلي المتخصص في الشأن العربي، تسفي برئيل، إن تدخل مصر المفاجئ في الحلبة السورية مهم لإسرائيل؛ لأن كل دولة تساعد على التصدي للتأثير الإيراني في سوريا تخدم المصالح الإسرائيلية.

تابع "برئيل" في مقاله الذي نشر أمس، في صحيفة هأرتس العبرية: "انضمت مصر كلاعبة جديدة ومفاجئة مؤخرًا إلى الحلبة السورية، وبدأت تساهم في وقف إطلاق النار محليا، بعد أن تلقت تفويضا من السعودية وروسيا لإدارة مفاوضات بين الميليشيات ونظام الحكم في منطقة غوطة دمشق الشرقية وفي المناطق الشمالية من مدينة حمص، ونجحت في كلا المنطقتين في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وفقا لـ "برئيل" فإن إسرائيل تولي أهمية لتدخل مصر، إذ أن كل دولة تعمل على التصدي للتأثير الإيراني في سوريا تخدم مصالحها. والأهم من ذلك، أن الحديث يدور عن شريكة لإسرائيل في الصراع ضد الإرهاب في سيناء، وتدرك كلاهما التهديد الإيراني والخطر الكامن في تقسيم سوريا، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل للمشارِكة في النقاشات حول الأحداث في المنطقة الآمنة في جنوب سوريا والتي أرسلت إلى واشنطن في الأسبوع الماضي وفدا أمنيا برئاسة رئيس الموساد إضافة إلى اللقاء المخطط له بين نتنياهو وبوتين غدا، لتشجيع التدخل المصري في سوريا وهكذا تضمن شريكا عربيا آخر إضافة إلى الأردن، قادر على الاهتمام بمصالحها.
 
أضاف "برئيل": "يأتي التعاون المصري عقب خطوة سياسية متعرجة بدأت في بداية ولاية عبد الفتاح السيسي عام 2013، عندما أوضح في مناسبات كثيرة خلافا لسابقه، محمد مرسي، من أتباع الإخوان المسلمين الذي قطع علاقات مصر مع سوريا، أن مصر تدعم الجيوش القومية لحل الأزمات في المنطقة والحفاظ على الأمن"، لا داعٍ لتفسيرات أخرى لهذا التصريح إذ أنه يدعم دعما كاملا جيش النظام السوري ونظام الأسد، وأوضح السيسي لاحقا: "يشكل الأسد جزءا من الحل، وحتى أنه سمح بإقامة لقاءات في القاهرة بين رئيس المخابرات المصري وعلي مملوك، قائد الأمن القومي في سوريا" - على حد زعم برئيل.
 
يرى "برئيل"، أن سياسة "السيسي" الذي يدعم بقاء بشار الأسد في الحكم خوفا من تدهور سوريا ومن التأثيرات التي تلحق بمصر جرائه، لم تلقَ في الفترة الأخيرة رضا السعودية التي طلبت من مصر تعديل سياستها والعمل على إسقاط نظام الأسد كشرط لأية مفاوضات سياسية، حتى أن السعودية عاقبت مصر لأنها دعمت في الأمم المتحدة مشروع قرار روسي، قاطعة تزويد النفط بسعر مخفض لمصر، لهذا اضطرت الأخيرة إلى البحث عن مصادر جديدة للنفط بأسعار السوق ودفعت مقابله من خزينتها التي تعاني من عجز.
 
أوضح "برئيل": "أصبحت العلاقات المصرية الروسية وطيدة في ظل استئناف العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد ولاية دونالد ترامب، الذي سارع إلى التعبير عن دعمه للسيسي خلافا للعلاقات الباردة التي شهدتها مصر مع إدارة أوباما، لكن ليس في وسع روسيا والولايات المتّحدة أن تشكلا بديلا للعلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والسعودية أو العمل على تسويتها، لقد طرأت التغييرات عندما انضمت مصر إلى السعودية ودول الإمارات العربية المتحدة وفرضت عقوبات على قطر، إذ أن هذا التحالف كان أهم للسعودية من القضية السورية".
 
وفقا للكاتب الإسرائيلي، فإن روسيا تولي أهمية كبيرة لهذه التطورات، لأنه في حال نجحت في مهمتها، ستسحب مصر السجاد من تحت أقدام أردوغان الآمر والناهي في الشأن السوري، ولكن من السابق لأوانه أن نحدد أن تدخل إيران في سوريا ودورها قد يتلاشيان في ظل التدخل المصري، إذ أن النظام السوري يعتمد على إيران وروسيا وستتابع هاتان الدولتان دورهما الاستراتيجي في سوريا فيما يتعلق بالحل السياسي.