السر الغامض وراء غرق "سفينة تايتنك"
كان لسفينة تايتنك توأم صنعتها نفس الشركة، وسميت أوليمبك نسبة إلى جبل الأوليمب اليوناني، بينما سميت تيتانك بهذا الإسم نسبة إلى تيتان العملاق الأسطوري.
وكان يمكن للسفينة تيتانك أن تحمل على متنها أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة راكب، ورغم ضخامة حجمها الذي لم يتم تصنيع مثله حتى الآن بالنسبة لسفن الركاب، فإن تيتانك كان بمقدورها الموازنة بين الرفاهية التي يمثلها الحجم الضخم، والسرعة العالية بفضل محركاتها الضخمة التي كانت أكبر محرّكات بنيت في العالم في ذلك الوقت، وقد بلغ ارتفاع المحركات حوالي إثنا عشر متراً، وكانت تتطلّب حرق حوالي ستمائة طن من الفحم يومياً لتوليد البخار اللازم لتسيير السفينة.
أمّا عن الغرق المأساوي للتايتانك والذي راح ضحيّته أكثر من ألف وخمسمائة شخص، فقد وقع في ليلة الرابع عشر من ابريل، حيث اصطدمت السفينة بجبل جليدي في المساء، واستمرت في الغرق حتى صباح الخامس عشر من ابريل، وذلك في عام ألف و تسعمائة وإثنا عشر، في شمال المحيط الأطلنطي.
و كانت السفينة قد أبحرت منذ أربعة أيام من انجلترا متجهة إلى الولايات المتحدة حيث كان مقرّر لها لرسو في ميناء مدينة نيويورك.
وتقول التّقارير التي ظهرت في ذلك الوقت أنّ السفينة تيتانك تلقّت إنذارات بوجود جبال جليدية في البحر، ورغم ذلك استمرت السفينة في الإبحار بسرعتها القصوى إلى أن فوجئ طاقمها بوجود جبل جليدي أمامها، ولم تستطع السفينة تفادي الإصطدام .
وقد ظهر تقصير من الشركة لعدم وجود قوارب نجاة كافية لجميع من على سطح السفينة ، وأدى الهلع و الذعر إلى عدم إخلاء الركاب بشكل منظم، فكانت توجد قوارب غير مكتملة العدد، وكان كل من قفز في المحيط تفاديا للغرق قد مات نتيجة الإنخفاض الشديد في درجة الحرارة ولم ينج سوى من كان في قوارب النجاة، حيث أتت سفينة قريبة في صباح اليوم التالي و أنقذتهم .