36 مليار جنيه استرليني فاتورة إنسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
أكدت صحيفة (التليجراف) البريطانية أن مفاوضي الحكومة البريطانية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست" يحاولون إقرار أن تدفع لندن للاتحاد الأوروبي تسوية مالية قدرها 36 مليار جنيه استرليني ، في الوقت الذي تقضي فيه الحكومة فترة عطلة وسط ردود أفعال غاضبة من الوزراء والسياسيين المناهضين لبروكسل.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ، اليوم الإثنين، إن المسؤولين عن التفاوض بشأن "بريكزيت" من الحكومة البريطانية يواجهون اتهامات بمحاولة إقرار أن تدفع بريطانيا 36 مليار جنيه استرليني للإتحاد الأوروبي لإنهاء حالة الجمود التي تنتاب المفاوضات بين الجانبين.
وأشارت إلى أن ذلك الأمر قوبل بغضب من جانب مناهضي الإتحاد الأوروبي من الوزراء ونواب حزب المحافظين الذين يرون أن بريطانيا ليست ملزمة قانونا بدفع مستحقات مالية لبروكسل ، وإنما هي من تستحق الحصول على قدر من الأموال التي دفعتها بالفعل للاتحاد على أساس أنها ستنسحب ، وبالتالي لن تتحمل أية التزامات مالية من تاريخ إتمام الإنسحاب في 2019.
وتعاني مفاوضات "بريكست" جمودا في الفترة الأخيرة بسبب إصرار بروكسل على عدم المضي قدما في المحادثات بشأن مستقبل العلاقات التجارية وتنظيم بعض الأمور المتعلقة بالهجرة وغيرها فيما بعد "بريكزت" إلا بعد الاتفاق على أن تدفع لندن "فاتورة الإنسحاب" ، والتي يقول الإتحاد إنها تسويات مالية مستحقة له بموجب عضوية بريطانيا الحالية ، وقدّر الإتحاد قيمة هذه المستحقات في وقت سابق بنحو 100 مليار يورو.
وكانت (التيجراف) قد كشفت أمس للمرة الأولى عن ذلك التوجه بين المفاوضين البريطانيين ، مؤكدة أن مسئولين بارزين بالحكومة رأوا أن ذلك العرض هو الطريق الوحيد لكسر جمود المفاوضات والمضي قدما في المحادثات حول اتفاق للتجارة بين الجانبين بعد إتمام الانسحاب.
وتسعى الحكومة البريطانية نحو الوصول إلى اتفاق للتجارة مع بروكسل يضمن لها حرية وصول السلع والخدمات إلى السوق الأوروبية دون فرض تعريفات وجمارك لضمان عدم تأثر الشركات ومؤسسات الأعمال في بريطانيا بـ"البريكست" ، وبالتالي عدم تأزم الإقتصاد البريطاني جراء ذلك ، إلا أن بعض القضايا الخلافية ، ومن بينها "فاتورة" الإنسحاب تحول دون خوض تلك المحادثات حتى الآن.