أحمد فايق يكتب: حدود مصر الأربعة فى 5 شهور
■ 6 آلاف كيلو جوهر حشيش، 45 ألف كيلو بانجو، 15 مليون قرص ترامادول
■ 240 فدان مخدرات، 1400 قطعة سلاح، 38 ألف طلقة، 25 ألف كيلو حجارة مخلوطة بالذهب، 1400 جوال رمال مخلوطة بالذهب
هل جربت مرة أن تجد أحدهم يحاول دهسك بالسيارة أو التوك توك أو الميكروباص، وحينما تتفاداه بصعوبة وتعاتبه ينفجر فى وجهك كأنك المخطئ؟
هل جربت أن تجد أحدهم يحاول التضييق عليك فى الشارع لدرجة أن سيارتك قد تصطدم فى الرصيف؟
هل شاهدت الرعب حينما تشاهد أحدهم ناظرا إليك ببلادة متوقعا منه أن يهاجمك؟
هل تشعر أن هذا يزداد فى الشارع مؤخرا؟
هؤلاء جميعا يتعاطون الترامادول وهو عقار مخدر يستخدم طبيا فى تسكين آلام مرضى السرطان والأمراض الخطيرة.
هناك فئة من المصريين يتعاطون الترامادول بحثا عن زيادة مدة العملية الجنسية، أو الإحساس بالبلادة، أو حتى الانتقام الشخصى وممارسة البلطجة، لقد أصبح هناك عرف لدى بعض البلطجية وهو تناول أقراص الترامادول قبل ممارسة البلطجة حتى لا يشعرون بالألم، فى نفس الوقت الذى تزداد فيه نبرة الهرى والسخرية على السوشيال ميديا وتسفيه كل ما هو جاد هناك سيارات دفع رباعى بدون أرقام تحاول اختراق الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية.
فى نفس الوقت الذى يسخر فيه شاب يشعر بالكسل من أن يحضر لنفسه كوب مياه من المطبخ من كل شىء حوله، هناك حرب حقيقية تخوضها مصر على الحدود فى الصحراء الغربية بل على مستوى حدود مصر الأربعة.
لقد فوجئ البعض من تصريحات وزير الدفاع الفرنسى الذى تحدث عن ٩ آلاف داعشى فى ليبيا يشعر بالخطر منهم على الحدود مع مصر وتونس، لم تكن مفاجأة بالنسبة للجيش المصرى منذ ثورة ٢٥ يناير حتى الآن.
هل تعلم أن القذافى حول ليبيا كلها إلى مخازن سلاح تحت الأرض، وكمية السلاح السرى فى ليبيا تفوق المعلن بمرتين، هل تعلم أن هذه المخازن أصبحت بين يدى الميليشيات التى تتصارع على الحكم بينهم ميليشيات داعش الحقيرة؟
لقد وصلت كمية أقراص الترامادول التى ضبطتها قوات حرس الحدود إلى ٥٨ مليون قرص فى عام واحد وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ مصر، ومن المعروف علميا أنه إذا نجحت قواتنا المسلحة فى ضبط كمية معينة فهذا يعنى أن هناك كمية أخرى كبيرة نجحت فى التسلل إلى مصر، لأنه لا يوجد نظام أمنى فى العالم مهما بلغت دقته يستطيع المنع بنسبة مائة فى المائة.
الحدود بين مصر وليبيا تمتد إلى ٢٠٠٠ كيلو متر مربع، ومحاولات الاختراق لا تتوقف، وهناك آلاف من جنودنا البواسل يحمون عرض مصر من هذه المحاولات الدنيئة للاختراق.
الأرقام تقول إنه فى شهر واحد فى السلوم تم ضبط ٣ سيارات دفع رباعى بدون لوحات معدنية، و٢٤٠ ألف قرص تامول، وتم إيقاف عملية هجرة غير شرعية لـ١٤٢ فردا من جنسيات مختلفة، وتم ضبط ٢٦ جملا يتم استخدامها فى تهريب المخدرات، و٥٣ بندقية خرطوش و٤٩ خزنة بندقية خرطوش و٣١٩ كيلو حشيش بالإضافة إلى بنادق ضغط الهواء والبنادق الآلية.
فى حباطة تم ضبط ٣٠٠ ألف قرص ترامادول، وتم ضبط ٣ ونصف طن قات يمنى وهو مخدر يمنى شهير لم يدخل مصر من قبل، الغريب أيضا أنه تم ضبط ٨ هواتف ثريا فى منطقة البحر الأعظم بالحدود الغربية وهى هواتف لا تمتلكها إلا الدول ومتصلة بالقمر الصناعى وهى تليفونات متصلة بالقمر الصناعى وموجودة لدى الحكومات وأجهزة المخابرات ورؤساء الدول والقيادات العسكرية، وتحتاج إلى تصريح خاص للدخول.
لقد بلغ عدد سيارات الدفع الرباعى بدون نمر المضبوطة فى السلوم وحبالكم والبحر الأعظم ورأس الحكمة والعلمين ٣٠ سيارة فى شهر واحد، وهى آلات قتل متحركة يستخدمها الإرهابيون سواء فى الصحراء الغربية أو فى سيناء، الأرقام تؤكد أننا فى كارثة، والقوات المسلحة تقوم بواجبها المهنى على أكمل وجه، فى الوقت الذى يمارس فيه البعض هواية الهرى وتوجيه الاتهامات وتسفيه الأدوار.
لقد أثبتت دراسة أمنية خطيرة أن نسبة تعاطى سائقى النقل والميكروباص على الطرق بلغت فى شهر واحد ٣٠ فى المائة، وهذا يتسبب فى زيادة حالات الحوادث والوفيات، الحرب على المخدرات أمن قومى ولم تعد فقط قوات الجيش تواجه تهريب السلاح والإرهاب فقط، فقد فشلوا فى اختراق وتدمير مصر بالسلاح ولم يعد أمامهم سوى استخدام المخدرات والشائعات والتسفيه.
هذه هى أرقام الحدود الغربية أما على مستوى حدود مصر الأربعة فهى تدعو للرعب، وفى نفس الوقت تجعلك مطمئنا أن هناك جيشا وقوات حرس حدود تقف على أبواب الوطن الأربعة تمنع دخول كل ما هو خبيث، تحارب بلا توقف، تنزف من دماء الشهداء حتى نستطيع أن نعيش بسلام، فى خمسة أشهر فقط ضبطت قوات حرس الحدود ٦ آلاف كيلو جوهر حشيش، و٤٥ ألف كيلو بانجو أى مايعادل ٣٦ مليون سيجارة بانجو تقريبا، و١٠٠ كيلو هيروين، و١٥ مليون قرص ترامادول، وتم كشف ٢٤٠ فدان مخدرات، و١٤٠٠ قطعة سلاح و٣٨٠٠٠٠ ألف طلقة، لكم أن تتخيلوا أن كل طلقة من هذا الرقم كانت موجهة لصدور المصريين، بالإضافة إلى ٢٥ ألف كيلو حجارة مخلوطة بالذهب، و١٤٠٠ جوال رمال مخلوطة بالذهب، بالإضافة إلى مئات من المهاجرين غير الشرعيين.
المشهد من الخارج شديد التعقيد فمصر ليست دولة يحاولون اختراقها من أجل الإرهاب وافشال الدولة فقط، بل هى معبر للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، وسوق مثالى لتجار المخدرات، دولة تعدادها ١٠٠ مليون مواطن، بها آلاف من مدمنى المخدرات المحتملين، هناك بعض تجار المخدرات الذين يفشلون فى تهريب المخدرات من إسرائيل إلى مصر يحملون السلاح ويحمون الإرهاب، فمافيا المخدرات لا دين ولا وطن لهم سوى السموم التى يحملونها إلى المصريين، تجار السلاح والمخدرات ينشطون ايضا على الحدود مع السودان.
فى شمال سيناء تم اكتشاف وتدمير ٤٠ فتحة نفق وتم ضبط ٣٠٠٠ مهاجر غير شرعى من جنسيات مختلفة، يحاولون الوصول إلى مصر عبر الهجرة غير الشرعية ويقيمون فيها، وهذا يبرر زيادة عدد الأفارقة فى مصر بشكل ملحوظ مؤخرا، وبعضهم يحاولون استخدام مصر فى العبور إلى أوروبا وإلى إسرائيل ايضا.
هذا غير الحرب التى تخوضها مصر لمنع الإرهاب من التسلل عبر الحدود.