الشماع: "اختيار سرقة تمثال إيزيس من النوبة موجه وممنهج وخلفه مافيا عالمية"
قال المؤرخ بسام الشماع وخبير علم المصريات أن اختيار سرقة تمثال إيزيس وهي ترضع إبنها حورس من متحف أثار النوبة موجه وممنهج، ولا يمكن أن يكون عشوائيًا، والتمثال من العصر المروي النوبي وهو تمثال نادر بداخل عصره ليس بشكل عام وفقط اذًا فالاختيار هو إختيار موجه وهناك جهة معينة تطلب هذا التمثال تحديدًا.
ويقول ان السرقات الممنهجة في الأثار معروفة منذ زمن بعيد حيث أن التجار أو سماسرة الأثار يطلبون دائمًا قطع معينة من تماثيل او من مقابر معينة حيث ترسل إلي المعارض والمتاحف بأوروبا أو غيرها، وكثيرًا ما كنا نجد قطعة من زخارف أو رسوم علي مقبرة مسروقة دون غيرها.
وضرب مثال علي هذه السرقة الممنهجة بسرقة متحف التحرير عندما تم سرقة 54 قطعة منه أثناء الثورة حيث كانت أول 18 قطعة من الأسرة الـ 18 تحديدًا، حيث أن هذه الاسرة تضم الملكة حتشبسوت، والملك توت عنخ آمون، والملك اخناتون ، والملكة تي، ونجد هنا أن اللصوص سرقوا الأحجار وتركوا الذهب، هذا لأن هذه السرقات موجهة وليست عشوائية، وهناك طلبات معينة لسارقي الأثار العالميين.
وأوضح الشماع أن القطعة المستهدفة بمتحف النوبة هي تمثال من الحضارة المروية هي حضارة نوبية عظيمة تقع الآن بالسودان، ولو سألنا سؤال لأنفسنا .. لماذا هذه القطعة تحديدًا؟ لكانت الإجابة أن هناك من يريد إمتلاكها، وهو بالتأكيد ليس مصريًأ وهذا محض إستنتاج علي حسب وصف الشماع، ويكمل قائلًأ "غالبًا السارق هنا هو تابع لسمسار أثار" ،والمطلوب هو الوصول لهذا السمسار واستجوابه بدقة لمعرفة من الذي دفعه لسرقة هذه القطعة تحديدًا؟، للوصول لهذه المافيا، ومعرفة من ورائها، وهل هم صهاينة، أم أوروبيين، أم ماذا؟
وأضاف أنه لو استطاعت النيابة استجواب هذا الرجل وعلمت من يكمن خلفه سيعتبر هذا إنقلاب في مجال البحث في جرائم الأثار، حيث سنصل من خلال المعلومات المستقاه من هذا السمسار إلي طرف خيط يوصلنا إلي مافيا سرقة الأثار العالمية.
وعن "حضارة مروى" النوبية يقول الشماع أنها حضارة عظيمة شيدت عدة قصور عظيمة وأثار شاهقة، وخالدة، بالاضافة إلي أكثر من 200 هرم، وانتهت عام 350 ميلادى، ولو أن هواة إقتناء الأثار، والباحثون خلف الأصول الحضارية، بدأوا يلتفتوا إلي أثار غير مصرية، والإلتفات إلي المتاحف البعيدة عن العاصمة وهي المتاحف الفرعية والإقليمية، فهنا يجب علينا مواجهة هذا التوجه الجديد.
وعن تأمين المتاحف قال الشماع أن التجربة العملية بمتحف النوبة أثبتت أن منظومة الكاميرات بالمتحف كانت هي السبب الرئيسي في إنقاذ تمثال نادر، والتوصل إلي الجناة والقبض عليهم، فيجب أن تعميم "منظومة كاميرات المراقبة" علي كل أثر أومخزن أومتحف مهما كان صغرة في مصر.