عادل حمودة يكتب: الصلاة فى جزيرة الشيطان
ملفات اللعبة واللعنة ببصمات قطرية
ورطة هيكل من ملف الإخوان إلى ملف قطر
■ سمعت منه اتهاما لقطر بأنها مولت ثورة يناير ولكن الحقيقة أن ملايين شيخها تسللت للإخوان سرا عبر مطار برج العرب
■ فتحت له صفحات روز اليوسف ليعبر عن رأيه فى وقت سدت فى وجهه كل المنافذ فاتهمنى مبارك بتكوين تنظيم للدفاع عنه
■ بدأ الخلاف بيننا عندما وجدته يذهب إلى لقاء محمد مرسى فى قصر الاتحادية رغم إهانة الإخوان لسنوات حكم جمال عبد الناصر
■ طلب من جبهة الإنقاذ التفاهم مع مكتب الإرشاد متصورا أن الإخوان لن يتركوا السلطة قبل عشرين سنة فقرر حسام عيسى مقاطعة أحاديثه التليفزيونية
لم أعرف محمد حسنين هيكل إلا فى عام 1992 بعد أن ترك رئاسة تحرير الأهرام بنحو ثمانى عشرة سنة فى وقت كان فيه محاصرا من الصحافة المصرية لا يجد فيها خرم إبرة ينفذ منه للتعبير عن رأيه.
قبلها بعشر سنوات عرضت كتبه الممنوعة من التداول فى مصر وكنت وقتها رئيسا لتحرير مجلة الوادى، وعندما توليت مسئولية تحرير روزاليوسف فتحت صفحاتها لحوارات جرت بينى وبينه عبر فيها عبر فيها عن نفسه بجرأة لم يتخيلها ونشرتها فى كتاب «لعبة السياسة فى مصر».
وقدم هيكل الكتاب بنفسه قائلا : إن الميزة الأساسية فى الشخصية المهنية للصديق الأستاذ عادل حمودة أنه رجل يحمل سؤاله معه أينما ذهب.. والواقع أنه إذا كان السؤال جوهر الفلسفة فهو أيضا صميم مهنة الصحافة فى آخر طبعاتها.. فالصحافة خصوصا فى الغرب أوروبا وأمريكا تتجه فى معظمها إلى ما يسمونه الصحافة السائلة وهى مدرسة تؤمن بأن الصحافة سؤال وهذا صحيح إلى أبعد مدى.
وخصنى هيكل بكثير من أسرار حياته الخاصة وأنا أجهز كتابا عن سيرته نشرته تحت عنوان: «هيكل الحياة والحب والحرب».
وعلى نسخة من الطبعة العربية لكتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» سطر إهداء كتب فيه: إلى عادل حمودة زميلا وصديقا ورفيق مشاكل لا تزال تجرجر أذيالها.
وكان للإهداء ما يبرره فعندما تعرض مبارك لمحاولة اغتيال فى أديس أبابا نشرت حوارا مع هيكل خرج منه أجرأ مانشت صحفى وقتها: ماذا لو اغتيل مبارك فى أديس أبابا؟ واعترض فيه هيكل على مهرجان الفرحة ونحر الذبائح فرحا بنجاة الرئيس وطالب بمراجعة سياساته وتحالفاته، ما أغضب مبارك فتدخل لدى الأهرام لمنع نشر الترجمة العربية من الكتاب وفى الوقت نفسه اتهمنى مبارك بأننى ركن قوى فى تنظيم كونه هيكل فى الصحافة المصرية.
وكان مبرر مبارك أن كل الصحف والمجلات الحكومية تنهش عرض هيكل إلا روزاليوسف فإنها تفتح صفحاتها له ليعبر بجرأة عن معارضته للنظام بل أكثر من ذلك دعوته إلى ندوة فى روز اليوسف جاء إليها أعداد غفيرة من الشخصيات العامة فتضاعف غضب مبارك من تصرفاتى.
ويمكن القول باطمئنان أن علاقتى المتينة بهيكل كانت سببا فى إخراجى من روزاليوسف بجانب أسباب أخرى بالطبع وهو نفسه اعترف بذلك فى حوار أجراه مع محمد عبد القدوس على صفحات جريدة الشعب المعارضة والمعبرة عن التيار الإسلامى.
وعندما بلغت سن الستين تلقيت شاكرا دعوة من وزير الإعلام وقتها أنس الفقى للتكريم والاحتفال.. لكننى.. وجدت من الطبيعى الاستجابة لدعوة أخرى يكون فيها زملائى وأصدقائى الذين شاركونى تجربة روز اليوسف (إبراهيم عيسى ووائل الأبراشى وعمرو خفاجى وإبراهيم منصور) بجانب عدد من الأصدقاء والشخصيات العامة مثل مصطفى الفقى وممدوح حمزة وهانئ عنان وعبد الله السناوى وأسامة خليل وصلاح دياب ومجدى الجلاد وراوية راشد وأحمد العزبى ومحمد الوحش ولميس الحديدى وغيرهم، واخترت أن يكون هيكل هو ضيف الشرف.
وفى الاحتفال الذى جرى فى نادى العاصمة وقف إبراهيم عيسى ليلقى كلمة مكتوبة تفضل فيها بوصفى بـ «كبيرنا الذى علمنا السحر» فشعرت بالخجل مما سمعت وتحول الخجل إلى دمع ساكن بعد أن توالت الكلمات الأخرى.
وطلب مصطفى الفقى من هيكل أن يتكلم.. أن يقول جملة.. أو كلمة.. أو تهنئة.. أو مجاملة عابرة.. لكنه رفض بطريقته تماما.. وكان تفسير الحضور لتصرفه الحاد أن هيكل وجد نفسه لأول مرة فى تجمع صحفى وسياسى وثقافى دون أن يكون محوره ومحل اهتمامه وصائد الضوء فيه.. لكننى رددت عليهم قائلا: إن هيكل يمتلك رصيدا كبيرا من الضوء يجعله مترفعا عن مثل هذه المشاعر السلبية.
لكن.. بعد ثورة يناير تغيرت الظروف.. لم يعد هيكل محاصرا وإنما فتحت له أبواب الصحف والفضائيات.. وشارك ابنه حسن فى دار الشروق وأصبح غالبية الكتاب الذين ينشرون فيها مؤيدين بحكم المصلحة لمواقف هيكل ولو كان فيها ما يستحق النقد والمراجعة فليكن ذلك همسا أو سرا.
ظللت ألتقى به شهورا فى حوارات بدت ساخنة اختلفت فيها معه فى كثير مما يرى ومما يقول ولكن لم أجهر بذلك الخلاف حتى وجدته يذهب بنفسه إلى محمد مرسى بعد أن أصبح رئيسا ويلتقى به فى قصر الاتحادية وكان قد وصفه لى بعد أحاديث تليفونية جرت بينهما بأنه ليس عميقا فى تفكيره.
هناك جاءت ميزة السؤال التى خصنى بها فرحت بمنتهى التقدير والاحترام أسأله على صفحات الفجر كيف التقى بمرسى الذى سخر من عصر عبد الناصر قائلا: الستينيات وما أدراك ما الستينات وكان هو مشاركا فى سياسات تلك الحقبة؟
كما أنه عندما ذهب إلى الاتحادية مرت سيارته على دماء لم تجف لشباب اعترض على الإعلان الدستورى الذى كرس من ديكتاتورية مرسى ما وضع علامات استفهام أخرى على موقفه المؤيد لثورة يناير.
وسبق تلك الزيارة لقاءات جمعت بين هيكل ورموز الإخوان قبل وبعد ثورة يناير.
قبل ثورة يناير دعا هيكل عددًا من الصحفيين والمثقفين والسياسيين إلى مزرعته فى برقاش على غداء جهزه على شرف الرئيس الإيرانى محمد خاتمى وسبق الطعام حلقة نقاش كبيرة شارك فيها عصام العريان ولفت سمعى أن خاتمى أشاد بقدرة الإخوان على التنظيم مؤكدا أن حزب الله فى لبنان استفاد من تلك الخبرة فى تشكيل لجانه وخلاياه.
وبعد ثورة يناير استقبل هيكل فى برقاش أعضاء فى مكتب الإرشاد وطلب منهم التمسك باحتلال الميادين حتى لا ينتقم منهم مبارك فيما بعد.
وجاء الخلاف الثانى بيننا بعد انحيازه إلى قطر.
قبل سقوط مبارك بسنوات بدأت علاقة هيكل بقطر بدعوة من موزة وحمد تشاور فيها معهما بما وصف بالنصائح ثقيلة العيار باللجوء إلى إيران فى مواجهة السعودية لكن العلاقة بينهما تجاوزت تلك النصائح إلى تعاقد مع قناة الجزيرة تولاه إبراهيم المعلم لتقديم مشوار هيكل السياسى على حلقات تحت عنوان «تجربة حياة» دفعت فيها الجزيرة مبالغ غير مسبوقة بالدولار وعندما كانت الأحداث فى مصر تتصاعد ضد مبارك لم يكن هيكل يتردد فى الحديث عنها فى حوارات خاصة أجراها معه محمد كرشان.
توقفت أحاديث هيكل على الجزيرة قبل استكمالها بعد أن وجدها تدفعه إلى منطقة التحريض على نظام مبارك بصورة وصفها هيكل كما سمعتها منه خطرة.
لكن العلاقة التى فترت سرعان ما سرى فيها الدفء بعد تنحى مبارك فعاد هيكل إلى زيارات قطر ومنها دعوة تلقاها من فرع جامعة جورج تاون الأمريكية فى الدوحة ليلقى محاضرة عن ثورات الربيع العربى معربا فى البداية عن شدة امتنانه لوجود صاحب السمو أمير قطر (حمد بن خليفة) وصاحبة السمو أميرة قطر (الشيخة موزة بنت مسند) واعتبر حضورهما رغم مشاغلهما أمرا يستحق الشكر بجانب وصفه موزة بأنها قائمة على رسالة التنوير.
ولاحظت من الفيديو الذى يصور كلمة هيكل أنه يرتعش فى حضرة الشيخ وزوجته والفيديو لا يزال على يوتيوب وفى برنامج قطر ورجالها فى مصر.
لقد قرأنا فى كتاباته الكثير عن ملوك وأمراء وحكام فى العالم يخطبون وده ويشعلون سيجاره ويدعونه للعشاء ويجرون خلفه مادحين ومتملقين ولكنها على ما يبدو المرة الأولى التى نراه فى حضرة أمير دولة صغيرة مثل قطر بصوت يفتقد الشموخ الذى حدثنا عنه طويلا فيما قبل.
وفى نفس المحفل العلمى أضاف هيكل: إن الأمير مشغول بقضايا أمته واستطرد: ومحب لدرجة العشق لمصر.
وتوقفت عند انشغال الأمير بأمته ووجدت فى العبارة تجاوزا من هيكل فى غير موضعه فالأمير المشغول بأمته خرب ليبيا وفتت سوريا ودعم جماعات الإرهاب.
لم يكن تقدير هيكل لحمد فى محله وإلا شعرنا بالشك فى قدرة هيكل على جمع المعلومات وبراعة التحليلات.. أو وجدنا أنفسنا نفكر فى أمور لا تجوز.. نربأ بهيكل عنها.
ونأتى للأمير المحب لمصر إلى درجة العشق لنبحث عن دليل واحد على صدق العبارة فلا نجده وإنما نجد ما ينفيها تماما لو رجعنا فقط لأرشيف الجزيرة وشاهدنا تحريض قطر على مصر واستضافة الإخوان على شاشتها وفبركة الأفلام التسجيلية عن جيشها.
لقد سمعت من اللواء رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة إبان حكم محمد مرسى : إن جماعة الإخوان أرسلت شبابا إلى قطر وتركيا للتدريب على أعمال المخابرات تمهيدا لحل الأجهزة الأمنية فى مصر كما أن الجماعة أرسلت مجموعة ثالثة إلى ألمانيا للتدريب على تفكيك الأجهزة الأمنية وانفقت قطر على كل هذه البعثات بسخاء ليسيطر الإخوان على مصر بعد تحطيم المؤسسات القائمة بطريقة الحرس الثورى الإيرانى.
وفسر هيكل تدهور العلاقات بين القاهرة والدوحة بـ «غيرة النساء» التى دبت بين سوزان وموزة دون أن يعترف بأننى أول من نشرت ذلك على لسان عمر سليمان وكان على قيد الحياة ولكن الكبرياء الذاتى منع هيكل من التواضع والتنازل إقرارا لحقيقة أن هناك من سبقه فى نشر واقعة جرت فى كواليس الحكم التى كان بعيدا عنها.
وينسب إلى طارق حجى فى حوار صحفى أجراه فى الفجر يوم 12 مارس 2014 أنه كان فى ضيافة حمد وموزة على مائدة طعام وسمع من موزة ما يؤكد غيرتها ليس من سوزان مبارك فقط وإنما من مصر أيضا.
قالت موزة : لا أعرف لماذا تريد مصر أن تكون الكبيرة علينا طوال الوقت.. لدينا من المال الكثير.. ولدينا كفاءات كثيرة.. ولابد أن يكون لنا دور.. وهو ما سنصنعه.. وعلى مصر أن تتخلى عن غرورها.. فلم يعد يفيد فى شىء.
وحاول طارق حجى أن يفهمها أن مصر كبيرة بتاريخها ودورها وقدرها لكن موزة لم تقتنع قائلة:
لقد انتهى زمن السمك الكبير الذى يأكل السمك الصغير وبدأ عصر السمك الصغير الأكثر سرعة ومهارة وهو ما يمنحه دورا فى تحريك الأحداث ليس فى المنطقة وحدها وإنما فى العالم كله.
ولم ينس حجى أن يشير إلى ما يثبت قوة موزة التى تمارسها على زوجها علنا، فقد احتدت على حمد فى حضور حجى بشكل ملحوظ أحرج كل ضيوف الأمير.
وفى حوار تليفزيونى مع لميس الحديدى على قناة سى بى سى يوم 19 ديسمبر 2013 قال هيكل:
إنه لا يخفى أن لديه صداقة مع أمير قطر وزوجت الشيخة موزة.
وأضاف : وأعتقد أننى لن أتغير معهم.
واستطرد: أنا ناقد لسياسة قطر وقد تكلمت فيها ولم أخف رأيى مطلقا.
مست تلك العبارات أحزان وأوجاع الكثير ممن سمعوها بل وتعجبوا منها.. كيف يظل هيكل بكل تاريخه صديقا لدولة تتآمر على مصر وتهددها وتهاجمها وتحرض عليها ليل نهار وتمول الإرهاب الذى يقتل شعبها وجنودها؟ كما أنها تؤوى رموز التطرف على أرضها.. هل يكفى أن يبرر ذلك التواصل مع بيتها الحاكم بأنه ينتقدها؟ هل يقبل من كاتب يضعه المصريون فى خانة الوطنية مثل هذا التصريح المستفز؟
كانت الفقرة السابقة تلخيصا للانتقادات التى طالت هيكل على شبكات التواصل الاجتماعى كما أنها عبرت عن غضب كثير من أصدقائه وزملائه وإن لم يقدروا على مواجهته مثل الدكتور حسام عيسى الذى سمعت منه فى حوار تليفزيونى جرى بيننا فى برنامجى آخر النهار إنه سيقاطع أحاديث هيكل التليفزيونية بعد أن طالب القوى الوطنية الممثلة فى جبهة الإنقاذ بالتعاون مع الحكم الإخوانى الذى يرى أنه سيبقى فى السلطة سنوات طويلة.
ويرتبط هيكل بعلاقة نسب مع الدكتور نبيل العربى فهما متزوجان من شقيقتين تنتميان لعائلة تيمور كما أن أحمد هيكل متزوج من منى نبيل العربى وبفضل هذه العلاقة قبلت قطر بترشيح العربى أمينا عاما للجامعة العربية متنازلة عن مرشحها مقابل أن تتنازل مصر عن ترشيح الدكتور مصطفى الفقى للمنصب ووافق على الصفقة حتى لا يخرج المنصب من مصر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقتها المشير حسين طنطاوى.
ولم يكن خافيا أن العربى كان مستشارا سياسيا وقانونيا لقطر.
وفى رواية مبطنة بالسخرية تعجب هيكل من أن تواجه مصر بحجمها الكبير دولة صغيرة مثل قطر، مشيرا إلى ثقافة مصرية تحرم تعدى الكبير على الصغير وإن تجاهل هيكل النصف الآخر من المعادلة وهو احترام الصغير للكبير.
وينسى هيكل أن الحجم الصغير يمكن أن يضر أيضا.. إن خلية السرطان القاتلة لا ترى بالعين المجردة.. وتأثير القنبلة النووية يزيد على حجمها ملايين المرات.. والطلقة التى فى طول صباع طفل تقتل رجلا فى طول النخلة.
وربما لهذا السبب توصف قطر بأنها صغيرة ولكنها شريرة حسب ما قرأنا فيما قبل.
والحقيقة أن هيكل تعامل بخفة مع الملف القطرى لا تتناسب مع عمق تحليلاته التى تعودنا عليها وربما كان السبب شعوره بالحرج من سوابق التعامل معها.
فقد طالب على سبيل المثال فى حوار تليفزيونى بث يوم 3 يناير 2014 : أن نمنح قطر فرصة لمراجعة نفسها.
وأضاف: وأنا أعتقد أنها مضطرة لمراجعة حساباتها فلا يمكنها الاستمرار فى ذلك.
لكن هيكل لم يحدد متى تراجع قطر نفسها؟ بعد سنة.. بعد عشر سنوات.. بعد خراب العالم العربى.. ثم هل تراجع نفسها بنفسها أم تجبر على ذلك بضغوط إقليمية وخارجية؟
وما يثير الدهشة أن هيكل كتب بخط يده للأمير سلمان بن عبد العزيز وهو ولى العهد ورسالة أخرى إليه بعد أن أصبح ملكا وفيهما يصفه بأنه الوحيد القادر على قيادة الأمة العربية ورفض العاهل السعودى نشرهما عندما هاجم هيكل السعودية فى أحاديثه التليفزيونية.
لكن.. مع رفع الغطاء عما خفى من تسريبات تمس قطر أخشى أن نجد هيكل أحد أبطالها.
إن قطر كانت إحدى نقاط ضعف هيكل التى تورط فيها ولم يستطع بكل ما أوتى من براعة تجاوزها, رغم النصائح التى تلقاها من أصدقائه حسب ما شرحت فى كتابى خريف هيكل الذى صدر فى 2014 قبل رحيل هيكل وفى عين حياته وكان قادرا على الرد عليه علنا دون ضربات تحت الحزام لم تنقذه من حالة الحرج السياسى التى وجد نفسه فيها