تهاني الجبالي: الهوية الثقافية من كبرى هزائم مصر

محافظات

بوابة الفجر

أكدت المستشار تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق أن دور مكتبة الإسكندرية يجب أن يكون استثنائيًا على اقصى مدى، لأنه في تلك المرحلة الحرجة توقفت المكتبة في انتاج الفكر، وأن اكبر هزيمة تواجها مصر هي الثقافية، لأنه يمكن تحمل الهزائم العسكرية والاقتصادية والسياسية، لكن الهوية الثقافية في أزمة كبيرة، خاصة ان هناك افرع ثقافية من المفترض ان تدور حول الهوية الثقافية، والاجيال الجديدة تم تخريبها على مستوى الهوية الثقافية والفكر الديني سواء في الاسلام والمسيحية، على الرغم أن مصر هي التي علمت الازهر الوسطية، والكنيسة الارثوذكسية الوطنية.

وأضافت أن هزيمة الفكر العربي الذي اصبح بلا مشروع ثقافي،افرز منه اجيال الرابع والخامس التي تعمل بدعم من الدول الأجنبية، فالصهيونية اصبحت تنجح في الدول العربية، والتي يتم تصديرها في اشكال مختلفة ولكنها في النهاية تخدم سياسات دول محددة، ونبهت على ضرورة وضع تصورات حول، ما هو المشروع المواجه الذي يحطم الأمة؟، ومن الذي يضع المشروع الثقافي المضاد؟، وأن إجابة المكتبة على هذه التساؤلات تعتبر خدمة للأمة العربية، جاء ذلك خلال عقد مكتبة الإسكندرية مساء اليوم الخميس برئاسة الدكتور مصطفى الفقي حوار مفتوح مع عدد من المثقفين والاكاديمين والنخبة السياسية والاعلامية، لاستماع إلى ارائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل المكتبة، وذلك عقب تولي الفقي رئاستها خلفًا للدكتور إسماعيل سراج الدين، ولاستقبال المكتبة عامها الخامس عشر في ظل إدارة جديدة.

فيما طرح الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة جريدة المصري اليوم سؤالين حول"ما لا يجب إلا تفعله المكتبة؟ أو ما يجب عليها فعله؟، مؤكدًا أن المكتبة غير مؤهلة لأن تقوم بدور الحزب السياسي او العمل السياسي، او تكون مجالًا لانشاء ايدلوجية جديدة، لأنها وظيفة المفكرين، وأن المكتبات دورها فقط في اتاحة الفرصة للمفكرين ان يتحدثوا وينفتحوا مع الاخرين، وأن تقدم جميع الكتب المؤيدة او المخالفة للتيارات.

وأكد أن الدور الذي يجب ان تفعله هو العمل بسرعة أكبر واكثر طموحًا وتجددًا يوميًا، فهي لها دور كبير في محافظة الإسكندرية بما تحمله تلك المحافظة من قيمة، وفي ساحل البحر المتوسط، وأنه إذا نجحت المكتبة في أن تجيب على الأسئلة الاساسية، ستقدم لمصر ما يفيديها.

وطرح"السعيد" عدة أسئلة أخرى، لماذا اخفق التحديث في مصر؟، ومن يتحمل مسئولية 200 سنة ماضية؟، مشيرًا إلى أن الجيل القديم يرى أن المسئولية على اسرائيل أو قوى مجهولة، وأن الاجيال الجديدة اصبحت ترى المؤسسات الحالية بدرجة عدم الاهتمام، وأن المكتبة تحتاج إلى المزيد من العمل التكنولوجي، لأنه هو المستقبل.

فيما أضاف الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن أزمة مصر الحالية مع الارهاب، ويجب التفكير في كيفية المواجهة التي يجب أن تكون المهمة الاولى لمكتبة الإسكندرية، يجب التفكير في الوسائل، دون الاعتقاد أن الثقافة هشة أو ضعيفة، وأن قيمة مكتبة الإسكندرية هي في انفتاحها على الثقافات الأخرى.