90 يومًا من العذاب.. "الفجر" في منزل "جنى" التي رفضتها مستشفى 57357 (فيديو)

بوابة الفجر

تقبع في جانب من أركان منزل انقلب حاله رأسًا على عقب في أقل من 90 يوماً، لا تحرك ساكناً، فتحولت الطفلة التي كانت تلهو وتلعب بين أخواتها الأربعة وأمام أعين والديها إلى شبه "جثه"، هكذا تحول حال جنى جمال صبحي.


رحلة علاج طويلة بدأها جمال صبحي، والد الطفلة، بعدما شعرت "جنى" بقليل من التعب مع قيء مفاجيء، ربما يتعرض له أى طفل، ولكن فوجيء والد الطفلة بطلب أشعة مقطعية وغيرها بالرنين ليأتى الرد كالصاعقة على مسامعه بأن ابنته مريضة سرطان في المخ.


لم يمر ساعات قليلة، حتى تحولت "جنى" من طفلة ترفض الجلوس داخل حوائط المستشفى إلى مريضة داخل حجرة العمليات، بعدما أكد الأطباء ضرورة إجراء عملية في الحال.



أجريت العملية الجراحية في هذه الليلة، وظلت "جنى" داخل العناية المركزة 14 ساعة متواصلة بمستشفى أبو الريش الياباني للأطفال، ومن بعدها خرجت لحجرة المستشفى، ليكتشف "جمال" أن ابنته أجريت لها العملية على يد طبيب إمتياز يدعى "سامح حمدي"، والأسوأ من هذا أن الطفلة فقدت قدرتها على التحرك بل وفقدت الوعي، بالإضافة إلى ذهاب بصرها.


وبسؤال "جمال" الطبيب الذي أجرى العملية عن ما توصلت له حالة نجلته، أجاب أن الحالة التي وصلت إليها طبيعية عقب إجراء العملية، ولكن لم يطمئن قلبه لاسيما وأن الطفلة حالتها تسوء، فذهب بها إلى أحد الاستشاريين في المستشفى، فاكتشف أن إجراء العملية تم بشكل غير صحيح وأن الجرح تم غلقه بطريقة غير سليمة.


وبعد مناوشات بين الاستشاري والطبيب المعالج للطفلة، تغير حديث الأول عن حالة الطفلة في اليوم التالي، بل وشكر في الطبيب "سامح حمدي": "تسلم إيد اللى عمل العملية.. دي زي الفل".



وازدادت حيرة الأب: "أروح فين وأجي منين.. هو عشان أنا غلبان مليش ضهر يحصل فيا كده.. بنتي بتروح مني".. في هذه المعاناة انتقل الأب إلى معهد الأورام بالقصر العيني، لينقذ ابنته ولكن جاء الرد أن الطفلة لا يمكن علاجها بالإشعاع أو الكيماوي إلا بعد مرور شهر من إجراء العملية، بخلاف أن صمام المخ حدث به إنسداد لأكثر من مرة وهو ما يتطلب إجراء عملية آخري لفتح المخ وتسليكه لسحب المياة المتراكمة على المخ إلى المعدة، وبعد مرور الشهر والذي تم في اليوم السادس من يونيو الماضي اكتشف الأب أنه داخل دوامة من كلام الأطباء فالبعض يطالبه بعمل الإشعاع والآخر يرفضه لإنسداد صمام المخ.


وانتهى المطاف إلى مستشفى 57357 ليجد الأب رحلة معاناة آخرى، فالمؤسسة ترفض "جنى" ويختلف السبب فتارة لتأخر حالتها ووصولها للمرحلة الرابعة وآخرى لإجرائها عملية جراحية خارج المستشفى.



ليتجه الأب إلى الشرطة لتقديم محضر ضد مستشفى 57357 ولكن ضباط الأمن رفضوا إجراء المحضر، فاتجه إلى مستشفى أبو الريش ولكن لم يسعفه أحد لإنقاذ ابنته طريحة الفراش، فحاول توثيق تعنت الطبيب المعالج مع "جنى" من خلال تصوير المشهد بهاتفه المحمول وهو ما رفضه الطبيب وأجبره على الخروج من الغرفة لكي يكشف على ابنته بدونه.


واستغل الطبيب أمن المستشفى وقاموا بتطويق عم الطفلة ووالدها وإجبارهم على مسح الفيديو بمساعدة نقطة المنيرة، ثم قام بمعالجتها بعد إطمئنانه من حذف مقطع الفيديو.


"يعني هو ذنبي إن أنا مصري.. ماهو أنا لو خليجي مكنتش وقفت قدام مستشفى 57357 في الشمس ببنتي التعبانة عشان أعرف أعالجها أو اهتمت بها مستشفى أبو الريش أو أى مكان يطمني عليها".. مطالباً بتدخل المسئولين لإنقاذ أطفال مصر من ألم المرضى ومن أيادي الأطباء الإمتياز الذين يتعلمون مهنة الطب في أبناء الغلابة دون مراعاة لأدميتهم وحرمة المرض ووجع قلب ذويهم.



وصمت لحظات وقال "جمال": "حاولت أطلع لمديرة مسشتفى أبو الريش الياباني لإستعطفها عشان بنتي، وبعد ما كلمت الدكتور ومشيت ولسه قلبي هيطمن.. لقيت الدكتور بيقولي مش انت اشتكي لمديرة المستشفى خليها تنفعك".


وبقلب يملئه الشك تابع "جمال": "أنا بنتي اتبدلت.. ده حتى بعد العملية كانت بتقول ماما وبابا ومن وقتها من شهر 4 منطقتش تاني.. أنا شاكك إن بنتي أخدوا حاجة من أعضائها زي ما بنسمع".


ولم يطلب "جمال" في نهاية حديثه لـ "الفجر"، سوى الاهتمام بالأطفال ومتابعة حالتهم ليس فقط من أجل "جنى"، ولكن من يعانون يومياً على أرصفة المستشفيات دون النظر إليهم.