الشهيد البطل أحمد المنسي.. طاووس القوات الخاصة
"في مصر شهيد بيسلم شهيد وشهيد بينده على شهيد وشهيد مستنى دوره علشان يبقى شهيد وكل شهيد ملفوف فى علم مصر وكل شهيد فرحان انه هيبقى شهيد".. تلك عقيدة أبطال القوات المسلحة التي حفروها علي صدورهم منذ أيامهم الأولي بالكلية الحربية حتى تحولت إلي واقعً راسخً نشاهده كل يوم في تضحيات أبطال المؤسسة العسكرية كان أخرها أسود كمين البرث وقائده الشهيد عقيد بطل أحمد المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة.
قال محمد سليم والد زوجة الشهيد أحمد المنسي، إن البطل لم يعد ملك لنا بل أصبح ملك لمصر كلها، وأن تلك التضحيات التي يقوم بها رجال الجيش ليست قليلة علي الوطن، مشيراً إلى أن الشهيد كان من القوات الخاصة وقام بعمليات بطولية أثناء فترة خدمته أذهلت الكثيريين، ما جعل الإرهابيين يسمونه "بالطاووس الأكبر"، نظراً لما حققه في عمليات نوعية وعسكرية حققت كثير من النتائج المذهلة للقوات المسلحة وكان مثالاُ للضابط المثالي في التزامه وانضباطه ويقظته وطريقة تعاملة مع جنوده وزملائه.
وتابع والد زوجة الشهيد، أن البطل أحمد المنسي كان من العناصر المحبوبة داخل القوات المسلحة وداخل وحدته، وهو ما ظهر في الجموع الكثيرة التي حضرت من مختلف محافظات الجمهورية ليقدموا واجب العزاء، حتى الجنود جاءوا ليعزوا في البطل أحمد المنسي، وحكوا لي مواقف إنسانية أثبتت لي مدي عمق وشجاعة البطل الشهيد.
وأضاف أن البطل طلبُ للخدمة في سيناء لمدة ثلاثة سنوات ما بين مدينة رفح والعريش، أداها بمنتهي الانضباط والشجاعة واليقظة، ويشهد الجميع أنه حقق فيها الكثير من البطولات التي ستظل ذكراها شرفاً لنا، حتى أنهى خدمته في سيناء وعاد مرة أخري لعمله في القاهرة ، إلي أن استشهد قائد الكتيبة وطلب منه قائدة أن يتولي تلك المهمة بعده، فما كان منه إلا أن يلبي نداء الواجب حتي لحق هو الأخر بقائده ليتقبلهم الله عنده شهداء بأذن الله.
وأكد شقيق زوجة العقيد البطل أحمد المنسي، أن الشهيد كان دائماً ما يتمني الشهادة، وكانت سمعته طيبة في العائلة، وكما يقال قليل الكلام وكثير الفعل، وكان يشهد له دائماً من زملائه مدي الانضباط والجدية والشجاعة في تأديه المهام والواجب، مشيراً إلي أنه كان يغيب بالأسابيع بل بالشهور بعيداً عن بيته تلبيةً لنداء الواجب، وأن الجنازة العسكرية أظهرت مدي حب زملائه له من ضباط وجنود وصف ضباط وقيادات أتوا من مسافات بعيدة وطلبوا نزول إجازات حتى يتسنى لهم توديع الشهيد البطل قبل أن يذهب إلي مثواه الأخير .
وأضاف أن الشهيد البطل العقيد أحمد المنسي كان له ثلاثة أبناء، كان الأكبر هو حمزة 9 سنوات، واسماه حمزة تيمناً بسيد الشهداء، وكان أبنائه شديدي التعلق بوالدهم، وهو ما ظهر على ابنه الأكبر في الجنازة العسكرية التي كان يتقدمها.
وقال "أحمد زايد" صديق الشهيد، "تعرفنا علي البطل في ندوة نظمتها المجموعة 73 مؤرخين للفريق عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني في الجزء الثاني من حرب أكتوبر، وكان صديقنا المشترك هو محمد الغيطاني أبن الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني، وكان الشهيد أحمد شخصيه بنت بلد جدا، تحبه من أول لقاء وكأن هناك ما يجذبك إليه، وعرفنا وقتها أنه أحد أبطالنا العاملين في سيناء واتفقنا على لقاء آخر".
وتابع "أحمد زايد" خلال فتره تعارفنا، تشرفنا بمعرفة رجل من طراز فريد محب لوطنة بشكل غريب، يضع روحه علي كفه طوال الوقت ، خدم في العريش والشيخ زويد ورفح اكثر من سته سنوات، وعلمنا منه أن التكفريين مستهدفينه شخصيا وهو أمر ازعجنا واضحكه ، فهو يعلم انه مستهدف ولا يخاف ولا يفكر في العوده للقاهرة بينما نحن الخائفون علية ،كان يقول دائما هناك رابط خفي بيني وبين سيناء ، أحبة رجال القبائل كما اخبرني زملائه وتعاونوا معه وتزاوروا في منزله عده مرات فهو يعلم فنون واصول الضيافة البدوية جيدا ويعرف معني أن يدعو شيخ قبيله الي منزلة ومعني ذلك عندهم ،وكان دائم البحث عن الشهاده واصيب عده مرات ولم يخبر أحد وكنا نعرف من زملائه بذلك لكنه لم يكن يترك موقعه بالمرة ولم يطلب الرحيل لانه كان يدرك تمام الادراك بأن حياته متعلقه بسيناء وانه سيستشهد فيها" .