العرب اللندنية: مصر تنتزع قطاع غزة من الهيمنة القطرية الإيرانية
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحاول تدارك الانفلات السريع في الأمور من يده خلال لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة، إذ بات ظهر رام الله مكشوفا بعد تحولات جذرية في العلاقة بين حركة حماس ومعسكر الإصلاح في حركة فتح، ستخرج القطاع من تحت مظلة قطر وإيران لأول مرة منذ عقود.
وأدرك عباس هذه المرة أن
هناك إصرارا مصريا–إماراتيا على تبني استراتيجية من شأنها تغيير الواقع اليومي والسياسي
والأمني في القطاع، وتقوم هذه التحولات على هندسة تقارب بين قائد جناح الإصلاح في فتح محمد دحلان
مع حركة حماس التي تعيش تحت ضغط إثر انحسار الدعم التركي وخفوت الخيار القطري وإجراءات
قطع الكهرباء والرواتب من قبل أبومازن عن القطاع.
وأضافت الصحيفة خلال تقرير لها: ووسط مقاطعة واسعة تقودها السعودية ومصر والإمارات
والبحرين لقطر تراجع النفوذ القطري كثيرا في القطاع، إذ لم تعد حركة حماس تعول على
المشروع القطري، بعدما أدركت أن أيامه باتت معدودة ضمن النظام الإقليمي الجديد، كما أدركت الحركة
أن التحالف العربي الجديد يعمل مع الولايات المتحدة وفق شرعية دولية لحصار النفوذ الإيراني
في المنطقة. وستنتزع الإجراءات الجديدة قطاع غزة من هيمنة إيران.
وقالت مصادر
إن الإمارات قدمت منحة بقيمة 5 ملايين دولار لإعادة تأهيل معبر رفح الاستراتيجي على
الحدود مع مصر، فيما تقوم مصر بتوفير لوجيستيات المراقب، وأضافت أن الإمارات تعتزم
تمويل إنشاء محطة لتوليد الطاقة بقيمة 150 مليون دولار في القطاع، ولمحت إلى إمكانية
مساهمة أبوظبي في بناء مرفأ هناك. وتقوم مصر بتزويد المعبر بالوقود ومواد البناء.
واتفق مسؤولون أمنيون مصريون
مع قائد حماس الجديد في غزة يحيى السنوار على إعادة فتح معبر رفح، والسماح بدخول المنتجات
المصرية إلى القطاع، كما وافقت الحركة على إقامة منطقة عازلة على الحدود مع مصر لمواجهة
الجماعات المتشددة التي تنشط في سيناء.
وانتزاع قطاع غزة من الهيمنة
القطرية–الإيرانية كان سببا في عدم إدراج حماس ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها الدول
الأربع المقاطعة لقطر، وضمت 59 شخصا و12 منظمة مدعومين من قطر.
وقال مصدر أمني مصري إن
“الرئيس الفلسطيني اتخذ خطوات سلبية حيال غزة تضر بالأمن القومي المصري، لأن تضييق
الخناق على غزة ستنعكس ارتداداته على مصر مباشرة في شكل اقتحام للحدود”.
وأكد المصدر أن “مصر نصحت
أبومازن بالمساعدة في تخفيف الحصار لا زيادته، لأن المصلحة المصرية تفرض التعامل مع
حماس ومحاولة تدجينها قدر الإمكان في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها الحركة عقب اندلاع
الأزمة مع قطر”.
وأوضح أن “سر أزمة أبومازن
الحقيقية مع القاهرة أن مصر بدأت تتعامل مباشرة مع حماس في غزة، عبر الاتفاق معها لمدها
بالغاز وفتح معبر رفح والحديث عن دخول منتجات مصرية للقطاع دون رجوع إلى قيادة السلطة
الفلسطينية، ما اعتبره أبومازن بمثابة تحول في الموقف المصري منه”.