وول ستريت جورنال في تقريرها: بوتين ليس صديقًا لأمريكا
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية
أن الولايات المتحدة ستكتشف خلال الأسابيع المقبلة كيف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
فهم شخصية نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وأدرك كيفية التعامل معه أثناء أول اجتماع
ثنائي عُقد بينهما يوم الجمعة الماضية، لافتة إلى أن ثمة مؤشر سيء ألا وهو لجوء فريق
ترامب عقب الاجتماع إلى انتهاج خطاب ينم عن التعاون والأهداف المشتركة بين أمريكا وروسيا
والذي يشبه ذلك الذي اتبعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على
موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كثيرا ما
ينزلق إلى هذه الصيغة من تصريحات سلفه جون كيري، كما فعل وهو يحاول الترويج لاتفاق
وقف إطلاق النار الجديد التي توسطت فيه أمريكا وروسيا في أجزاء من سوريا، حين قال تيلرسون
في تصريح للصحفيين "أعتقد أن هذا أول مؤشر على قدرة الولايات المتحدة وروسيا على
العمل معا في سوريا".
وأضاف "أود أن أخبركم بشكل عام أن
أهدافنا متماثلة تماما. لكل منا وجهة نظره لتحقيق ذلك، ولكن هناك الكثير من القواسم
المشتركة في هذا الصدد أكثر من الاختلافات. لذلك نريد أن نبني على القواسم المشتركة،
وقضينا كثيرا من الوقت في الحديث عن الخطوات التالية. وحيثما تتواجد الاختلافات، يتطلب
ذلك مزيدا من العمل لننجزه معا. وربما يكون لديهم النهج الصحيح، ويكون لدينا النهج
الخاطئ".
وعلقت الصحيفة الأمريكية على تصريح تيلرسون
فيما يتعلق بـ"نفس الأهداف متسائلة "نفس الأهداف؟! روسيا تريد مساعدة موكلهم
الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة كافة الأراضي السورية مع الاحتفاظ بقواعدها العسكرية.
وإذا كان الروس يتحدثون الآن عن وقف أكبر لإطلاق النار، فذلك لأنهم يعتقدون أنه يمكن
أن يصب في صالح الأسد ويخدم أغراضه، فيما يبدو أن إدارة ترامب لا تعرف ما تريده في
سوريا بعد طرد داعش من مدينة الرقة السورية، ونأمل ألا يقول تيلرسون أن الولايات المتحدة
تشترك مع روسيا في نفس الأهداف ما بعد داعش.
وتابعت قائلة "أما بالنسبة إلى
"النهج" الصحيح أو الخاطئ في سوريا، فإن البنتاجون يعتقد أن روسيا كانت تعرف
مسبقا باستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية هذا العام"، مضيفة أن الولايات المتحدة
أطلقت صواريخ كروز ردا على ذلك، كما أسقطت منذ ذلك الحين طائرة تابعة للأسد كانت تقصف
حلفاء واشنطن على الأرض، مما دفع موسكو للتهديد بالانتقام إذا كررت واشنطن فعلتها.
وقالت الصحيفة إن "النهج" بطريقة
أو بأخرى لا يعكس هذا الاختلاف الأخلاقي والعسكري.
وأشارت إلى تغريدة كتبها ترامب أمس على
موقع تويتر للتواصل الاجتماعي يقول فيها إنه ناقش مع بوتين تشكيل وحدة أمن إلكتروني
لا يمكن اختراقها لمراقبة عمليات قرصنة الانتخابات وغيرها من الأشياء السلبية الأخرى،
مضيفة أنه مما لا شك فيه أن بوتين، رجل الاستخبارات السوفيتية، يحب الحصول على نظرة
ثاقبة على الأسرار الإلكترونية الأمريكية.
ووفقا للصحيفة، كان السناتور الجمهوري ماركو
روبيو على حق عندما كتب تغريدة قال فيها "إن الشراكة مع بوتين في مجال "وحدة
الأمن الإلكتروني" هي أقرب إلى الشراكة مع الأسد على "وحدة الأسلحة الكيماوية".
وأضاف "قد يتطلب الواقع البراجماتي
التعاون مع بوتين، بيد أنه لن يكون حليفا موثوقا به أو شريكا جديرا بالثقة".
ورأت (وول ستريت جورنال) أن تصرفات ترامب
تجاه روسيا حتى الآن، مثل قصف مطار الأسد وإطلاق العنان لإنتاج النفط والغاز في الولايات
المتحدة، كانت أكثر صرامة من أي شيء تجرأ باراك أوباما على فعله، بيد أن الرئيس الأمريكي
يريد بوضوح إقامة علاقة أفضل مع بوتين، لافتة إلى أن تعليقات تيلرسون وترامب بعد اجتماعهما
يوم الجمعة ليست واقعية نهائيا، وفى المرة القادمة يتعين عليهما دعوة مستشار الأمن
القومى هربرت ريموند ماكماستر أو سفيرة الأمم المتحدة نيكي هالى إلى الاجتماع، وهما
شخصان يبدوان أقل إعجابا بالمتستر بالكرملين.
واختتمت تقريرها بالقول إن الكونجرس يمكنه
أن يلعب دورا قويا هنا من خلال المضي قدما بمشروع قانون يشدد العقوبات ضد روسيا لتدخلها
في الانتخابات، لافتة إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على مشروع القانون 98-2، ويمكن
للجمهوريين تمريره بسرعة في مجلس النواب مع بعض التعديلات بشأن الاستثمارات النفطية.
ووألمحإلى أن اعتراض البيت الأبيض بأن مشروع
القانون يلغي صلاحية تقديرية لترامب في تخفيف العقوبات من جانب واحد، يقابله الرد بأن
هذه الصلاحية لا ينبغي ضمانها حتى يدرك كل من ترامب وتيلرسون أن بوتين ليس صديقا لأمريكا.