منال لاشين تكتب: عودة اللورد
طارق نور هو لورد أو ملك الإعلانات فى مصر، وصاحب معظم النقلات المهمة فى المهنة، وفى السنوات الماضية كان اللورد مقلا فى أعماله فى شهر رمضان، حتى انه فى سنوات لم يكن يقدم سوى الحملة الإعلانية للبنك الأهلى. ولا تزال حملته للبنك فى عام 2013 (مكانك مش هنا) محفورة فى الأذهان مثل الكثير من اعماله، وتصورت اننى لم أر ابداعا هذا العام لطارق نور، لأن البنك الأهلى اتخذ خطوة جيدة واوقف حملاته الإعلانية وقام بتحويل أموال هذه الحملات إلى اعمال المسئولية الاجتماعية.
ولذلك فرحت هذا العام بعودة اللورد بحملات إعلانية كثيرة وممتعة مثل حملة (فريش) اختارى اللى يعيش معاك، وهى حملة دخلت دماغ الزوجات والنساء.
ولكن نور أبدع فى حملة من نوع آخر وهى حملة (الحق فى المعرفة). هذه من أذكى وأكثر هذا النوع من الحملات ابتكارا وشياكة ونجاحا.
فمنذ بداية الحملة شدت الانتباه باختيار إبراهيم عيسى وإسعاد يونس كمقدمة للحملة. وكثر السؤال حول مغزى الحملة ومن يقف وراء الحملة. وهذه الأسئلة فى حد ذاتها نجاح للحملة.
ولكن النجاح الأكبر فى الحملة نفسها فى تقديم كشف حساب عما تم فى مصر بشكل شيك ولطيف وذكى إلى درجة الخبث الجميل. وقد أضاف نور بعدا واقعيا للحملة بالحديث عما لم يتم بعد أو المشروعات قيد التنفيذ. وفكرة (ده مش كفاية)
واستعانة طارق بالممثل احمد فهمى أضافت نجاحا جديدا أو بالاحرى عنصرا جديدا للنجاح. وتيمة المطبلاتى والمقللاتى وتيمة ذكية ومعبرة إلى حد كبير عن الواقع المصرى. وبالتحديد عن حالة الاستقطاب غير المسبوقة التى تشهدها مصر فى كل القضايا. ومن أبسط القضايا لأكثرها تعقيدا. هذه حملة ممتعة وعبقرية وستدرس فى فن حملات التوعية برقى وشياكة وبتوقيع لورد عالم الإعلانات طارق نور. وأتمنى أن تحذو كل الحملات من هذا النوع حذو هذه الحملة لأن الناس ملت من الإعلانات المباشرة والساذجة.