واشنطن بوست: مناخ الترهيب بمصر

أخبار مصر

واشنطن بوست: مناخ
واشنطن بوست: مناخ الترهيب بمصر

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان المقياس الأكثر أهمية لتقييم حكومة مصر الإسلامية لن يكون كيفيه ادارتها للاقتصاد أو حتى ما إذا كانت ستحافظ على علاقات ودية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بل سيكون ما إذا كان سيحافظ على المعايير الديمقراطية التي سمحت بصعودها إلى السلطة. إذا شعر المصريين انهم قادرون على انتقاد اداء الحكومة بحرية ، و ان اصواتهم قادرة علي تغيرها إذا كانوا غير راضين عنها، ستكون أخطاء وانتهاكات الرئيس مرسي قابلة للتصحيح.

يصر مرسي و حزبه، الحرية و العدالة، المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، على أن انهم ملتزمون بالنظام الديمقراطي، و أنهم سيحمون حرية الصحافة والسماح لجميع أحزاب المعارضة بالعمل بحرية. ومع ذلك، بعد بضعة أشهر فقط في منصبه، هناك دلائل مثيرة للقلق أنه قد لا يلتزم بهذه الوعود.

وفي مقدمتها الضغط المتزايد على الصحفيين الناقدين. في الأشهر الأخيرة كان ما لا يقل عن 5 من المحررين البارزين والكتاب ورسامي الكاريكاتير، هدفا للتحقيقات الجنائية، اطلق العديد منهم المدعي العام المعين من قبل السيد مرسي بعد شكاوى من مكتب الرئيس. تتراوح التهم بين الإبلاغ عن أخبار كاذبة إلى الكفر؛ اتهمت رسامة كاريكاتير في صحيفة المصري اليوم بعد أن نشرت رسما كاريكاتوريا يصور آدم وحواء.

كما أصبحت واحدة من الشخصيات المصرية الأكثر شعبية، باسم يوسف، هدفا لتحقيق جنائي في الشهر الماضي بعد أن عرض وسادة عليها صورة مرسي. واتهم باسم يوسف، الذي يحاكي الكوميدي الأمريكي جون ستيوارت، بتشويه سمعة رئيس الدولة.

و يحتج مكتب السيد مرسي أنه ليس مسؤولا عن هذه التحقيقات، بل يشير إلى أن التهم الموجهة ضد باسم يوسف ، وكذلك بعض الصحفيين الآخرين، قدمها بعض المحامين ، الذين يسمح لهم بتقديم شكاوى مع الادعاء. ولكن نشأت العديد من القضايا مع الشكاوى المقدمة من مكتب الرئيس. و لكن لم تتردد الحكومة في فرض جدول أعمالها على وسائل الاعلام التي تديرها الدولة ، و تعيين المحررين الخاصين بهم.

تحملت أيضا - على الأقل - مناخ الترهيب. و تمت محاصرة مكاتب العديد من القنوات التلفزيونية المستقلة لأسابيع من جانب مؤيدي رجل الدين الشعبي. خلال مظاهرات ضد حكومة السيد مرسي، خرج أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين الى الشوارع و اتهموا باستهداف الصحفيين؛ و قتل احدهم برصاصة مطاطية.

اثناء الدعوة الي الحفاظ على الحريات الديمقراطية في مصر، كانت إدارة أوباما بطيئة في الرد على الاعتداءات على الصحفيين. يقول مسؤولون انهم يشعرون ان طريقهم مع حكومة السيد مرسي، تحاول الحفاظ على التعاون بشأن مسائل مثل مكافحة الارهاب. ما زالت تحتفظ الولايات المتحدة بالنفوذ الكبير على مصر، بما في ذلك نفوذها في انتظار قرض من صندوق النقد الدولي الذي تحتاجه الحكومة بشدة.